القُرب من الله صِناعة، والأخلاق الحسنة صناعة ، والسعادة صناعة ، والصحة النفسية والجسدية صناعة، وطلب العلم صناعة، واكتساب مهارة صناعة ، والثقة بالنفس صناعة ، وبر الوالدين صناعة ، والصدقة والعمل الصالح صناعة ، وزيارة الأرحام صناعة ، والابتعاد عن الغيبة والنميمة صناعة ، وعدم إيذاء الناس صناعة، وقِس على ذلك الكثير ، الصِناعة اختيار .
والصناعة هو ما تبذُل من جُهد وعمل وسعي لترتقي بنفسك ، ماذا صنعت لتكون مطمئن البال؟ ماذا فعلت لتنال الأجر من الله؟ ، أنت من يعمل الصالحات إذا أردت الأجر والثواب، أليس كذلك؟ وأنت من يقرأ الكُتب إذا أردت العلم والمعرفة ،وأنت من يُنفق المال ويتصدق إذا أردت الفلاح والجنة ، انت من يُبادر ويعمل ويصنع الفُرص ، انت وليس غيرك ، يقول ﷻ : ( إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ ..)، هل خصصت وقتاً لقراءة القرآن الكريم ؟ هل ألزمت نفسك بذكر او دعاء مُعيّن ، هل تتصدق ؟، هل تؤدي صلاتك في وقتها ؟ هل تزور أرحامك وأهلك وجيرانك؟ هل تؤدي ما عليك وتجتنب ما نُهيت عنه .
ركز جيداً على رعاية نفسك، جميل أن تحافظ على ظاهرك اللطيف ،ابتسامتك، انجازاتك ، نجاحك ، شهاداتك ، وأشياء كثيرة، ولا تنس الجانب الذي يحتاج إلى عناية ورأفة ورحمة، همومك وكلامك الداخلي لنفسك، والتعب والألم والمعاناة والضيق والحزن الذي مررت به وتمر به، وهذا لا يعلمه إلا الله وأنت.
وبناء النفس وتطويرها يأتي بالتدرّج، وأيضاً أن تتقبّل نتائج التدرج ، لا بأس إن حصلت على ٥٠ أو ٦٠ % وانت في طريق السعي، لا تشترط على نفسك نتيجة غير واقعية ،فعدم نجاحك في أمر معيّن كالاختبار الوظيفي لا يعني أنك فاشل ، الأمر لا يُحسم عند هذه النتيجة، أنت كائن مُتعلم ، والأهم من هذا، عليك أن تُدرك أنك إنسان جيد حتى ولو لم تحصل على درجة عالية، وتجارب الحياة تُعلم وتهذِّب ، والنضج يحتاج إلى وقت ، فلا تلُم نفسك.
أحمد بن درويش الهادي.