أفصح الصهيوني نتنياهو بأنَّ المعتقد التلمودي يأمره بقتل كل الفلسطينيين وحتى حيواناتهم وجمالهم، ولا أشك أنَّ بايدن يُؤمن بنفس هذا الاعتقاد، ولذلك فهو يُناصر نتنياهو دون تردد، ونتيجة لهذا التوافق والتطابق في الفكر والعقيدة، ونظرًا إلى أن الدول الغربية مُعظمها منصاعة للتوجه الأمريكي وخاصة بريطانيا أم الخبائث، وأن حكام الدول الأوروبية يعتنقون العقيدة الصهيونية حبًا أو كرهًا لا فرق في ذلك، طالما نذرت هذه الدول نفسها لخدمة الصهاينة دون تردد، وهذا ما دلل عليه تهافتهم على نجدة الكيان الصهيوني، وذلك عندما أخزى الله غرور وكبرياء الكيان الصهيوني صبيحة 7 أكتوبر 2023م على يد المقاومة الفلسطينية، ومرغ أنوفهم بالأرض.
إذن.. لا شيء في هذا الكون سيردع الطغيان الصهيوني إلّا المقاومة الفلسطينية ومحورها الناصع بالإخلاص لدينه، والمطيع لله ورسوله، وهو الذي يُؤمن بأنَّ ما من شيء أخذ بالقوة لا يسترد إلّا بالقوة، لذلك فهم أعدوا للأمر عدته، وآمنوا أن النصر من عند لله فهو ينصر من يشاء ويُذل من يشاء، وهو على كل شيء قدير.
الذين كانوا يظنون أن أمريكا هي حاملة مشعل العدل والحرية والديمقراطية، فقد اتضح لهم جليًا على إثر غزوة السابع من أكتوبر، أن كل تلك الدعاية كانت كاذبة ومضللة، وأن أمريكا هي إسرائيل، ولكن إسرائيل ليست كأمريكا، فإنَّ الذي يتطاول على أمريكا لا يُعد معاديًا للسامية، فهذه الشماعة الصهيونية التي تخفيف الآخرين بها، إذن؛ لا توافق دوليًا سيردع إسرائيل ويمنعها من وقف الإبادة الجماعية على أرض فلسطين، وخاصة في ظل التواطؤ الذي تنتهجه معظم الدول العربية، وأن المقاومة وحدها بمقدورها أن تردع إسرائيل وتطردها من الأرض الفلسطينية.
العرب الذين استطاعت إسرائيل الاستحواذ على وعيهم وفكرهم، وقد أقنعتهم بأنها هي حامي الحامى لهم من دون الله، وقد جعلتهم يرددون كالبغبغوات كل ما تقوله إسرائيل عن محور المقاومة، وأن الدول العربية التي تقف مع المقاومة الفلسطينية، يتم نعتها بالعمالة لإيران، وأنها تمثل أذرع تحركها إيران، فهم يرددون ما تقوله إسرائيل في حق محور المقاومة، أو أنهم أدوات إيرانية، وهم ينشطون لتحقيق أهداف إيرانية، وكأن فلسطين المحتلة جزء من إيران، وليس للعرب علاقة بالذي يحصل من قتل وتدمير وتهجير قسري للشعب الفلسطيني.
يحق للمرء هنا أن يتساءل عن القدرة العظيمة المُؤثرة التي تملكها إيران فتجعل المقاومة الفلسطينية، والتي وجدت قبل أن تولد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فتسيطر على كل محور المقاومة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن ولبنان، وتجعل خلق الله في هذا المحور يموتون ويتعذبون ويبذلون جهدًا كبيرًا من التدريب والإعداد، وعمل الأنفاق وإحضار السلاح، أو حتى تصنيعه والكل لا هدف له ذا قيمة إلا طاعة للأوامر الإيرانية، فهذه معجزة كبرى تمتلكها إيران وهو تأثير مذهل، ولم يستطع العرب امتلاك مثله، رغم أن أموالهم تفوق أموال إيران بعشرات الأضعاف، وما من تفسير لهذا الاعتقاد الفج إلا أن أشقياء العرب يشعرون بالخيبة، وذلك نتيجة سيادتهم الناقصة، وحريتهم الضائعة، فوجدوا أقرب طريق لتفويت الفرصة على طالبي التحرر بنسب جهودهم إلى إيران وتهميش ما يقوم به أبطال الأمة، وذلك لإفراغه من مضمونه المقدس، وهو التحرر من الاحتلال الغاشم، حتى يكون الجميع سواء في الذل والخنوع.
ولما كانت العقيدة التلمودية تبيح قتل كل البشر الذين خلقوا كحيوانات على شكل بشر ليخدموا اليهود، إذن؛ فمن لم يكن يهوديًا فدمه وماله وعرضه وأرضه وكل ما يملك مباح لليهود، وهنا يحق المرء أن يتساءل: ما بال بعض العرب مطمئنًا لبني صهيون، وهم يحملون هذه العقيدة الشريرة في فكرهم، والتي لم تستثن أي عنصر بشري، مهما كان جنسه أودينه أو عقيدته من بطش اليهود، فهل الذين يتوافقون مع اليهود قد أمنوا غدر اليهود بهم؟! أم هم وإياهم في عقيدة واحدة؟! وهو الشيء الذي خفي علينا فهمه.
ومن التخريفات ونسج الأباطيل الكاذبة، قولهم إن البشر خلق من الحيوانات البشرية، خلقوا لخدمة اليهود، أما الأطفال فهم خلق أدنى من الحيوانات، ومن كانت هذه عقيدته فكيف للبشرية أن تأمنه وتتعايش معه، وهو ينظر إلى نفسه أن له خلقًا أعلى من خلق كافة البشر، فقد ذكر القرآن الكريم أنهم يزعمون افتراءً على الله، أنهم أبناؤه وأحباؤه، ولكنهم هنا ينكرون الصفة البشرية على غيرهم من خلق لله، وبذلك تجاوزوا البنوة لله، أو أنهم شعب الله المختار إلى درجة أعلى من ذلك، بحيث يحتكرون الخلق البشري لهم وحدهم، وما عداهم مجرد حيوانات برية متوحشة.
إنّ نصر الله آتٍ.. وإنه لجهاد، نصرٌ أو استشهاد.
حمد بن سالم العلوي