يعود ( كورونا) بصورته الكالحة إلى ذاكرتي الهرمة التي بدأت تفقد الكثير من الذكريات بنوعيها الجميلة والقبيحة، و(كورونا) هو الأكثر قبحاً وقتامةً، ولا يزال شبحه البغيض يلوح بين الفينة والأخرى من خلال بعض الأخبار الصادرة من منظمة الصحة العالمية التي لم نسمع لها همساً في كل ما يحدث في غزة من أحداث دامية وقتل وتشريد وإبادة، ولا تزال تلوح بهذا السلاح رغم جدلية الاشتباه فيه بأنه مؤامرة مصنعة ..
وهذه المنظمة شأنها في ذلك شأن كافة المنظمات الدولية الصامتة التي كشف طوفان الأقصى عوارها بأنها أنشأت لخدمة ودعم اليهود في المقام الأول ، وعلى رأس هذه الهيئات الحية الكبرى مجلس الأمن الدولي التي تتعطل قراراته بمجرد تلويحة بالفيتو من الدول الكبرى الطاغية، وعلى قمة هرمها أمريكا حاضنة اليهود ..
وحدّث ولا حرج عن المنظمات والهيئات الإسلامية والعربية المستكينة والخانعة التي لم تستطيع أن تنبت ببنت شفه،فما لجرح بميت إيلام ..
إن الرابط بين عنوان مقالتنا أعلاه وبين هذه المقدمة أن جائحة كورونا ورغم حصيلتها المأساوية إلا أنها أفرزت حلاً جوهرياً لانقطاع الطلبة عن مدارسهم طيلة فترة الجائحة من خلال الاستعاضة بالتقنية الحديثة، فَحلَّ التعليم عن بعد بدلاً عن التعليم التقليدي، وسرعان ما هضم المعلمين والطلبة هذه الطريقة رغم حداثتها، بل أن بعض الطلبة حققوا نتائج جيد..
ولقد كتبنا يومها مقالاً يدعو إلى الاهتمام بهذا الأسلوب البديل، وجعله مهيئاً للتطبيق والعمل به في الأزمات والحالات الطارئة وما أكثرها في هذا الزمان وقادمه، وهذا رابط المقال
https://www.facebook.com/share/p/dYPewwvv5LvmcKAu/?mibextid=oFDknk
ولما أن تعليق الدراسة النظامية في المدارس الحكومية والخاصة أصبح مألوفاً مع صدور التنبوءات بهطول الأمطار حفاضاً على سلامة الطلبة، وذلك لا اعتراض عليه طالما ترى الوزارة أن ثمة أخطار متوقعة..
إلا أننا نطالب في هذا السياق بإعادة تنفيذ آلية التعليم عن بعد أسوة بما تم عمله أثناء أزمة كورونا والذي بلا شك صرف في سبيل تلك المنظومة أموالاً طائلة ولا يجب بأي حال من الأحوال أن تبقى هكذا معطلة، بل أن الضرورة تقضي تفعيلها، بدلاً من ضياع أوقات الطلبة سدى، ومن الأهمية بمكان العمل بها بين وقت وآخر لتعويد الطلبة على التعلم بواسطة التقانة الحديثة ليواكب هذه الطفرة التي يعيشها العالم..
فهلّا سنشهد عودة التعليم عن بعد في الأيام المقبلة كحل بديل؟ أم أننا سنستمر في تعليق الدراسة كلما غيٌم السماء وزمجر الرعد وأومض البرق في سماءنا العمانية ؟
وآخر دعوانا اللهم صيباً نافعاً.
ناصر بن مسهر العلوي
الإربعاء ٢٥ شعبان ١٤٤٥
الموافق ٦ مارس ٢٠٢٤