“تسهم السفينة التي طُوّرت وفق ممارسات الصيد المستدامة والآمنة في ضمان جودة المنتجات، وتعزيز اقتصاد سلطنة عُمان والأمن الغذائي الوطني”.
أعلنت تنمية أسماك عُمان، الذراع الاستثماري لجهاز الاستثمار العماني في قطاع الثروة السمكية، عن ضمّ سفينة الصيد الحديثة “أدماس” إلى أسطول شركة أسماك السطح العمانية التابعة للمجموعة. شيّدت هذه السفينة الاستثنائية وفقًا لأعلى المعايير الدولية، لتقف شاهدًا على التزام المجموعة بالصيد المستدام ومساهمتها في نمو قطاع الثروة السمكية في سلطنة عُمان.
صُنعت “أدماس” في عام 2024 من قِبل حوض زاماكونا لصناعة السفن في باساخيس، بمملكة إسبانيا، بطلب من شركة أسماك السطح العمانية، وتعد واحدة من أحدث سفن الصيد التي تحمل علم سلطنة عُمان بكل فخر. استُلهم اسم “أدماس” من الكلمة اللاتينية التي تعني الماس، رمزًا للقوة والصلابة التي لطالما اتسم بها البحارة العُمانيون عبر العصور. فكما يتكون حجر الماس تحت الضغط الشديد، كذلك أثبت البحارون العُمانيون عزيمتهم وقدرتهم على مواجهة التحديات. ولهذا، تعدٌّ سفينة “أدماس” تجسيدًا حديثًا لذلك الإرث البحري الحافل بقصص الشجاعة والابتكار.
تُعد سفينة “أدماس” نموذجًا للكفاءة والاستدامة، فهي مزودة بأحدث التقنيات التي تضمن تشغيلها بسلاسة وفعالية. وتبلغ سرعتها القصوى 17 عقدة، وهي مجهزة بأدوات بيئية متطورة وبرامج ذكية لجمع البيانات، مما يُسهم في مراقبة وصون البيئة البحرية. كما تُستخدم أجهزة استقطاب الأسماك غير التشابكية (FADs) المصنوعة من مواد قابلة للتحلل، مما يعزز الانتقائية ويُقلل من الآثار البيئية المحتملة. يمتد طول “أدماس” إلى 84 مترًا وتبلغ سعتها التخزينية 1200 طن، الأمر الذي يجعلها مثالية للعمليات في المياه الدولية، حيث ستستهدف أنواعًا مختلفة من أسماك التونة. ويعمل نظام الدفع الخاص بالسفينة بمحركات متطورة تضمن الكفاءة والموثوقية، مع تقليل استهلاك الوقود حتى في أصعب الظروف.
في كلمة له خلال حفل التدشين، صرّح منير بن علي المنيري، رئيس مجلس إدارة تنمية أسماك عُمان، قائلاً: “تجسد سفينة ‘أدماس’ التزامنا بممارسات الصيد المستدامة وحرصنا على ضمان أعلى معايير الجودة في هذا القطاع. إذ تمثل خطوة إلى الأمام في التزامنا بتعزيز قطاع الثروة السمكية في سلطنة عُمان، وإرثها البحري، بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040. وبفضل هذه الاستثمارات، نعزز مكانة عُمان كوجهة جذابة للمستثمرين المحليين والدوليين الذين يسعون إلى فرص للنمو في قطاع الاستزراع السمكي”. مضيفًا: “صُممَت السفينة للعمل بكفاءة، وتعظيم ناتج الصيد مع تقليل الأثر البيئي إلى أدنى حد ممكن. وهذا يتماشى تمامًا مع القيم الأساسية لتنمية أسماك عُمان التي تركز على الاستفادة المسؤولة من الموارد المتجددة مثل الكتلة الحيوية وأسماك السطح الصغيرة، مما يضمن استدامة قطاع الثروة السمكية في سلطنة عُمان على المدى الطويل”.
يمثل تدشين سفينة “أدماس” الانتهاء من المرحلة الأولى من جهود التوسع التي تبذلها كل من تنمية أسماك عُمان وشركة أسماك السطح العمانية في قطاع الثروة السمكية. وشملت هذه المرحلة تصميم وبناء السفينة وتشغيلها وبدء عملياتها التجارية النهائية. أما المراحل اللاحقة التي جرى الشروع بها في مختلف القطاعات، فستشهد المزيد من النمو الذي يطال قطاعات مختلفة تشمل منتجات الأسماك وموانئ الصيد والسفن والتصنيع والتوزيع.
ويُعد انضمام سفينة “أدماس” إلى أسطول الصيد العُماني، إلى جانب سفينة “أكيلا”، إنجازًا هامًا يُعزز مكانة السلطنة كمركز رائد لصيد الأسماك المستدام في المنطقة. ومن خلال هذه السفن المتطورة، تلتزم شركة أسماك السطح العُمانية وتنمية أسماك عُمان بأساليب صيدٍ مسؤولة تُحافظ على البيئة البحرية وتضمن استدامة الموارد الطبيعية.
وقال مرداس الرواحي، المدير المالي لشركة أسماك السطح العمانية: “نجتمع اليوم للاحتفاء بمناسبة تاريخية بتدشين سفينة “أدماس”. وهي ليست كأي سفينة صيد جديدة؛ فهي تمثل احتفاءًا بالتراث البحري العريق الذي حظيت به سلطنة عُمان. وتجسد قوة البحارة العُمانيين، الذين جابوا المحيطات الشاسعة ببسالة ومهارة”.
توفر سفينة “أدماس” جميع وسائل الراحة اللازمة لبيئة عمل مريحة وإنتاجية، بما في ذلك المرافق المتخصصة للتجميد والتخزين بدرجات حرارة شديدة الانخفاض، مما يضمن أعلى جودة لمنتجات التونة. وستعمل السفينة في المياه الدولية، وهي مسجلة لدى الجمعية الدولية لتصنيف السفن للملاحة في أعالي البحار.