جمعتنا به صانعة الرجال أكاديمية الشرطة بولاية نزوى قبل أن يتغير اسمها إلى أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة، وكان لقاءً عابراً عندما كان أحد أعضاء لجنة الاختبارات لاختيار دفعة من الضباط المرشحين لشرطة عمان السلطانية، ورغم أنه لم يحالفني التوفيق لأكون ضمن تلك الدفعة إلا أنني لا أزال أتذكر صورته وهو يصول ويجول بين أعضاء اللجنة وجموع المرشحين للاختبارات المقررة ..
والتقينا صدفة في المستشفى السلطاني إبان زيارة كلانا لأحد المنومين في المستشفى، وهناك طلب مني رقم هاتفي، وقام بضمي إلى مجموعته الإعلامية التي أسسها عبر تطبيق الواتس اب، وتضم الكثير من الكتاب والإعلاميين، ولا تزال هذه المجموعة نابضة حتى يومنا هذا رغم خروجي منها بسبب تغيير رقم هاتفي..
وقد راسلني مؤخراً مستفسراً عن أسباب خروجي من المجموعة متسائلاً عما إن كان أحد زعلني، فأوضحت له أنني غيرت رقم هاتفي وكان سبباً في خروجي من أكثر من مجموعة، واعداً إياه بالعودة مجدداً، وظل التواصل قائماً بيننا إلى آخر مقال كتبها، وكنت أبادله أيضاً بإرسال مقالاتي المتواضعة إليه..إلى أن وصلني خبر وفاته المؤلم مساء هذا اليوم الحزين ..
وبرحيله فقدت الساحة الإعلامية العمانية أحد كتابها المبدعين الذين اعتمدوا على الفطرة وليس الشهادة، والحس الوطني وليس الأجرة المادية، والحدس الشعبي الأصيل والبساطة بدل التكلف اللغوي ، وسيفقد الوطن بأسره أحد الجنود الأشاوس المنافحين عن سمعته وكرامته، فقد كان يرحمه الله كاتباً فذاً لا تأخذه في قول الحق لومة لائم، وكان يتصدى لكل من يحاول الإساءة لعمان وأهلها، كما كان ناقداً للعديد من الظواهر السلبية، مع طرح الحلول المناسبة لها، وكان خير مناصراً للقضايا الإسلامية والعربية، وعلى رأسها قضية المسلمين الرئيسة القضية الفلسطينية العائدة إلى الساحة من جديد بفضل الله وطوفان الأقصى، وسيتحقق النصر الذي كان ينشده في معظم مقالاته الحماسية ..
رحمك الله يا أبا طارق رحمة واسعة، وسيظل كنزك المعرفي الذي تركته منارة يهتدى بها لصالح هذا الوطن والأمة الإسلامية ، ولم تمت قاعداً كما كتبت ذات مرة عن التقاعد من الوظيفة، بل سيظل فيضك الفكري خالداً بإذن الله تعالى، وإننا لفراقك لمحزونون، وإنا بك للاحقون، وإنا لله وإليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
خالص العزاء والمواساة لأسرتك الكريمة وذويك ومحبيك بدون تخصيص..
مسهريات حزينة/ يكتبها ناصر بن مسهر العلوي
الخميس ٢٧ ذي الحجة ١٤٤٥
الموافق ٤ يونيو ٢٠٢٤