محمد العريمي: البودكاست وسيلة تعليميّة تسهم في بناء المجتمعات وتعزز الحوار الديمقراطي
ـ أداة فاعلة تسهم في إثراء المحتوى الصحفي والإعلامي للابتكار
احتفلت جمعية الصحفيين العمانية، ممثلة في لجنة البحوث والدراسات الإعلامية، باليوم العالمي للبودكاست، الذي جاء تحت عنوان:(البودكاست وتأثيره على الرأي العام) والذي يصادف 30 من سبتمبر من كل عام.
رعت الفعالية ـ التي تضمنت جلستين حواريتين ـ صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد بحضور عدد من المدعوين والمشاركين وذلك بمسرح جمعية الصحفيين العمانية.
وقد ألقى الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية كلمة قال فيها: نلتقي في هذا المساء لنحتفل بوسيلة إعلامية أثبتت قدرتها على تجاوز الحدود التقليدية وتقديم المحتوى المميز بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور المحلي والعالمي المتنوع، حيث أصبح البودكاست في السنوات الأخيرة منصّةً قويّةً وفعّالةً لا تقتصر أهميتها على تقديم المعلومات والترفيه فحسب بل امتدت لتكون وسيلةً تعليميّةً وتثقيفيّةً تسهم في بناء المجتمعات وتعزيز الحوار الديمقراطي المفتوح، بالإضافة إلى تعظيم الفوائد من خلال تنوع الموضوعات التي تطرحها من العلوم والفنون والسياسة والاقتصاد.
وقد أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية بالالتزام وتقديم الجهود المتواصلة في دعم وتعزيز هذا المجال الحيوي في سلطنة عُمان وتؤمن إيمانًا قويًّا بأن البودكاست ليس مجرد وسيلة إعلامية فقط، بل هي أداة فاعلة يمكن أن تسهم في إثراء المحتوى الصحفي والإعلامي بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة في الساحتين الصحفية والإعلامية للابتكار، كما سنعمل من خلال مبادراتنا الهادفة إلى تمكين صناع البودكاست العُماني في توفير كل ما يلزم من موارد لتحقيق نجاحاته بإيجاد بيئة تشجع على تقديم المحتوى المتميز الذي يعكس الجودة والاحترافية، ويخدم المجتمع العُماني بأفضل صورة ممكنة.
وأفاد بأن تطَور وسائل الإعلام الحديثة التي شكّلت الطريقة لنتواصل بها ونتفاعل من خلالها مع العالم من حولنا كدولة تؤثر في مُحيطها وتتأثر إقليميًّا وعالميًّا، فالبودكاست لم يعد مجرد شكل من أشكال الإعلام الحديث بل أصبح منصة مؤثرة تتجاوز الحدود التقليدية وتتيح لنا جميعا الوصول إلى جمهور عالمي بطريقة غير مسبوقة، إنه تعبير عن الديمقراطية الإعلامية الحديثة، حيث يمكن لكل فرد أن يكون له صوتٌ، وفكرةٌ يجب أن تجد طريقها إلى الانتشار، وأن يستطيع كل صحفي وإعلامي أن يُوصل صوته، وأن تجد فكرته طريقًا إلى الانتشار مستفيدين ممُا تُتيحه التكنولوجيا في ظل السماوات المفتوحة.
وأشار الدكتور العريمي الى أن نشأة البودكاست بدأت في عام 2002م، وكان الأمر يتمثل فقط في ابتكار تكنولوجي يسمح للمحطات الإذاعية ببث برامجها بشكل غير مباشر، فكان بإمكانها نشر البودكاست على الانترنت وبإمكان المستمعين تحميله حسب ما يناسبهم، لكن أثبت اليوم أنه ليس فقط وسيلة للمعلومات والترفيه، بل أداة قوية للتعليم والنقاش وبناء المجتمعات الحديثة في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة الحياة وتزداد تعقيداتها، وأثبت البودكاست أنه يوفر لنا نافذة رائعة على عوالم متنوعة، مما يسمح لنا بالاستماع إلى تجارب وآراء وأفكار قد لا نسمع عنها في وسائل الإعلام التقليدية.
وأضاف: أن دور البودكاست في عصرنا الراهن لا يمكن إنكاره أو العبور عليه، فهو يتيح للمستمعين التفاعل مع محتوى يواكب اهتماماتهم الخاصة، ويسمح للمبدعين بإيصال رسائلهم بطرق جديدة ومبتكرة، كما يعزز في الوقت ذاته فرص تبادل المعرفة بين الشعوب والنقاش المفتوح حول القضايا التي تهم المجتمع.
من جانبها أشادت الدكتورة حنان بنت محمود أحمد باحثة في الإعلام والهُوية الوطنية ونائبة رئيس لجنة البحوث والدراسات الإعلامية بجمعية الصحفيين العُمانية، بالتأييد والدعم اللامحدود من إدارة الجمعية العمانية باحتضان الفكرة وبلورتها الى أرض الواقع بما تجسده هذه الامسية حول البودكاست جمعت صناع المحتوى المبدعين من عُماننا الحبيبة والتجارب الناجحة من الوطن العربي.
وأضافت: أن الثورة التي قامت بها وسيلة البودكاست بالوقت الراهن قلبت موازين الوسائل الإعلامية التقليدية والمتعارف عليها، حيث أستطاعت التأثير على المجتمعات وتوجيه الرأي العام نحو قضايا مختلفة بل ساهم البودكاست أيضًا بغربلة وإعادة فتح ملفات ثقافية وسياسية واجتماعية كادت أن تكون مركونة لفترات.
وأكدت أن هذا الملتقى تواق للمعرفة بكافة المجالات والعلوم بغضّ النظر عن التحديثات المتسارعة وتصور البعض أن الاهتمامات تغيرت وأن المتلقي يبحث عما يهُون عليه مشقات الحياة والتوجه نحو المحتوى الترفيهي، ومن هنا جاءت الفكرة لدعم صُنّاع المحتوى وتحديدًا العاملين في مجال البودكاست والمؤثرين في بلادنا الحبيبة لإقامة امسية جماهيرية بعنوان: (البودكاست وتأثيره على الرأي العام)، معربة بأن قوة الكلمة في البودكاست أضحت قوى ناعمة تقوم بتوجيه المجتمعات لقضايا مختلفة وأن صناعة المحتوى الرزين يتطلب منا العمل بجهد وتتبع الحقائق ومعرفة التجارب الناجحة عن قرب وذلك من باب المسؤولية المجتمعية والمواطنة الفاعلة، فالجمهور شريك أساسي في نجاح الإعلامي وصانع المحتوى، ولديه القدرة للتمييز واختيار المضمون الذي يتناسب مع إشباع رغباته وتطلعاته وفضوله المستمر تجاه المواضيع والقضايا،
وبينت الدكتورة بإن صانع المحتوى ومقدم البودكاست يتطلب منه المعرفة التامة والمحاولة المستمرة لإشباع هذه الرغبات حيث نؤكد في مثال ذلك برنامج (جلسة كرك) الذي يقدمه محمد الهنائي بودكاستر وصانع محتوى، تجاوز عدد المشاهدات أكثر من 300 مليون مشاهدة عبر منصاته تميز البودكاست بمناقشة قضايا فكرية وجدلية وجريئة، وأيضا أحمد الشبلي مخرج وصانع محتوى ومقدم بودكاست (المنصة) الذي يستضيف شخصيات ذات طابع عميق ومميز في شتى القضايا المجتمعية هذا على المستوى المحلي ولنا تجارب على المستوى العربي ناجحة مثل الإعلامي عمار تقي من دولة الكويت انطلق من شاشة التليفزيون وأشتهر بتقديم برنامجه الشهير (الصندوق الأسود) والذي يستضيف شخصيات بارزة وجدلية ونقل خبرته إلى عالم البودكاست عن طريق بودكاست الشهير (مع عمار) ليكمل مسيرة الحوارات العميقة، ومن العراق حسين سعدون الكاتب والباحث حسين سعدون والذي يقدم محتوى ومحاضرات فكرية وثقافية.
تضمنت الأمسية جلستين حواريتين، الجلسة الاولى بودكاست (جلسة كرك) قدمها محمد الهنائي استضاف فيها الإعلامي حسين سعدون حول (البودكاست وعلاقة الإعلام بالثقافة ـ الثقافة والإعلام الجديد) والجلسة الثانية بودكاست (المنصة) قدمها أحمد الشبلي استضاف فيها الإعلامي عمار حول (صناعة المحتوى البودكاست وتأثيره على الرأي العام معايير المحاور الناجح تاثير البرامج الحوارية على الرأي العام).