في سفر الغضب من كتابي تحت النشر ” ع المعاش ” ، أختار هذه المرة ما كتبته أثناء ما أطلق عليه السادات ” إنتفاضة الحرامية ” ، وكنت لا أزال ضابطاً في الصاعقة وعمري 25 عاماً :
أوصاني عمي أن أسكت ،
“إن أكلوا لحمي فوق موائدهم ،
ملأوا بدمي وبعرقي كل كؤوسهم ،
وتباروا في فض بكارة حزني “.
أوصاني عمي أن أبكي ،
أن أبذر في صمتي بذرة صبري ،
أرويها من جوعي ومن ظمأي ،
من دمع الحرمان البارد ،
وليالي الغضب المكبوت .
علمني عمي أن مقاطعة الوالي ،
كفر الكفار وزندقة الفاسد .
وبأن الوالي ظل الله علي الأرض ،
وكلاب الوالي قدسية ،
حتي الأنياب المغروسة في كبدي قدسية .
علمني أن أكتب مدحاً في الوالي ،
أو مرثية.
أن أعبد في هيكل حزني ،
تمثال الوالي المعبود .
أن يمضي عمري أوهاماً ،
أفنيه ليعيش الوالي .
والعم حكيم ووقور ،
والكلمة منه دستور ،
يحفظها آلاف الجوعي .
أشعلنا الصبر قناديل ،
وحفاة فوق النار سعينا ،
في درب العم المحفور .
آلاف الأعوام نسبح ،
بحمد والينا المنصور .
آلاف الأعوام نبني ،
من عظامنا له القبور .
وأجسادنا في العراء،
نهبة للكلاب والنسور .
نسكن الأكواخ كي نعلي لوالينا القصور .
لكن يا عمي أعذرنا ،
إن كبر الصبر المبذور ،
وتفجر بركاني الخامد ،
والصمت الأزلي المقبور .
سأخالف نهجك يا عمي ،
وسأهجو الوالي المغرور .
معصوم مصطفي كمال
22 يناير 1977 م