بعد الضربة الإيرا.نية، والفشل الإسرائيلي الذريع، في الغزو البري لجنو.ب لبنان، دخلت المواجهة مع ا.لعد.و الإسرائيلي، مرحلة من السجال والمراوحة، بأفق مفتوح، وأبرز معالمها..
** إسرائيل عاجزة عن تنفيذ غزو بري، لتحقيق هدف حكومة نتنياهو، بإبعاد حز.ب ا.لله، عن الحدود وإعادة المستو.طن.ين.
** المقا.و.مة متيقظة، وتراقب، ويدها على الزناد، وأثبتت أنها تمسك بزمام المبادرة على الحدود.. مع ملاحظة ملفتة للنظر، وهي أن قو.ة الر.ضو.ان، لازالت خارج القتال، وهي بالتأكيد، ليست في حالة استرخاء.
** الطائرات الإسرائيلية، تنفذ عمليات قصف وعد.وا.ن في بيروت، والمناطق المحسوبة على المقا.و.مة، ومعظم الضحايا من المدنيين.
** بالمقابل.. المقا.و.مة وبإستاد عراقي ويمني وفل.سط.يني، وتأهب إيراني، توجه صليات صا.رو.خية بالعشرات، على مواقع عسكرية، في كامل الجغرافيا الإسرائيلية، تفوق بكثير، عدد الأهداف، التي تقصفها الطائرات الإسرائيلية في المناطق اللبنانية، ولم تعد منطقة خارج يد المقا.و.مة.
** الضر.بة الإيرا.نية العنيفة، شكلت تحدياً كبيراً لنتنياهو وقياداته، خاصة بعد اتخاذهم قرار برد قوي، وهذا يضعهم تحت ضغط كبير، فإما أن يردوا، مع ما يحمله الرد من تداعيات كبيرة، وغير مضمونة، خاصة مع عدم وجود تأييد له من أحد، بما فيهم الشريك الأمريكي، او الامتناع عن الرد، وإعطاء الانطباع، خاصة للمجتمع الإسرائيلي، بفقدان قدرة الجيش الإسرائيلي، على الرد والردع وحمايتهم.
والآن هناك تساؤلات، عن إمكانية قيام ا.لعد.و، بتحقيق مفاجأة، تغير من هذه المراوحة، وتؤثر على مسار الميدان، مثل عملية إنزال بحري، بديلة عن الغز.و البري؟.
بالتأكيد المنطق يقول، بعدم استبعاد أي احتمال، خاصة بعد العمليات المفاجئة، التي وجهتها للمقا.و.مة، لكن ما حدث، منذ ضربة البيجر، وا.ستش.هاد القادة السياسيين والميدانيين، واس.تش.هاد السيد ح.سن ن.صر ا.لله، أفرغ العد.و من أي هدف استراتيجي، يمكن أن يغير من مسار المواجهة، خاصة وأن الطبيعة القيادية والتنظيمية للمقا.و.مة، أثبتت قدرتها على تجاوز ما حدث بسرعة مدهشة، رغم فداحة الخسائر، كما ان من السهل القول، بأن المقا.و.مة، تضع كل هذه الاحتمالات وتستعد لها.
وتساؤل آخر يقول.. هل يمكن أن تقوم الولايات المتحدة، بعمل ما ضد محو.ر ا.لمقا.و.مة، يخرج ا.لعد.و من حالة الفشل والاستعصاء، الذي تواجهه.
القراءة الموضوعية، وما يمكن استنتاجه من تصريحات ومواقف الأمريكيين، وفي مقدمتهم الرئيس بايدن، ووزير الخارجية بلينكن، يؤكد أن الولايا المتحدة، التي تساند ا.لعد.و في كل ما يقوم به، لكنها لن تحقق هدف نتنياهو، بأن تقوم بالانخراط المباشر في المواجهة وقيادتها، وتحديدا ضد إيران، بسبب ما تحمله هذه الخطوة، من مخاطر استراتيجية، على وضع الولايات المتحدة الأمريكية، ليس في منطقة شرق المتوسط وغرب آسيا فقط، وإنما في كل العالم، وخاصة في مواجهتها مع الصين وروسيا.
هذه الأوضاع، أدخلت الصراع، في حالة سجال وترقب، وما يميزها، أن اليد العليا فيها للمقا.و.مة، مع امتلاكها لأهم سلاح، وهو “جنرال الوقت” الذي قد يكون الأكثر فتكاً با.لكيا.ن الص.هيو.ني، مع قدرة المقا.و.مة، على الصمود والانتظار والصبر، وهذا بعكس ا.لعد.و الإسرائيلي، الذي يواجه الفشل، في الغز.و البري، والعجز عن تحقيق الأهداف من العمليات الجوية، وحالة الشك التي تحيط بقدرتهم في الرد على إيران، مع ما يرافق ذلك، من حالة ضغط هائلة، على كامل المجتمع الإسرائيلي، الذي سيقضي معظم أوقاته في الملاجئ، وهذه حالة تشكل قلقاً حقيقياً، عند قادة ا.لكيا.ن، من وصول مجتمعه، إلى حالة “اليأس وفقدان الأمل” والتي تعني اقتناعهم، باستحالة استمرار العيش في ا.لكيا.ن، مع عجز حكومتهم وجيشهم، عن حمايتهم، وهذه الحالة تشكل خطراً وجودياً على ا.لكيا.ن الص.هيو.ني، لأنها ستترجم على الأرض، حالة فرار جماعي للم.ستو.طنين، خارج فل.سط.ين الم.حت.لة، وانهيار ا.لكيا.ن من داخله.
بالتأكيد هذه الحالة لن تستمر، والسؤال الآن، كيف سيتم الخروج منها؟.
الجواب بالتأكيد ليس بهذه السهولة، مع وجود احتمالات عديدة، لكن من الممكن، أن يقوم ا.لعد.و، مدفوعاً بحالة يأس، بمغامرة غزو، من أي اتجاه، مسنودة من أمريكا وحلفائها، مع أمل بتحقيق تدخل أمريكي مباشر، يحاول منع هزيمته.
واحتمال آخر بأن نرى قو.ة الر.ضو.ان (وغيرها) وبعدما استنزفت قوات ا.لعد.و، بأقصى قدر ممكن، وهي تنفذ عملية دخول إلى فل.سط.ين المحتلة، وهو ما أشار إليه الشيخ ن.عي.م قا.سم، نائب الأمين العام ل.حز.ب ا.لله، بقوله “جاهزون للاقتحام البري”.
أياً كان الأمر، فنحن أمام أيام مصيرية، ومعركة حاسمة، وسيكون لها تداعيات وتطورات كبيرة جداً، تغير وجه المنطقة وخرائطها، لأنها ليست كغيرها من المعارك، وإنما هي جولة أخيرة من هذا الصراع، ستحدد في نهايتها المنتصر والمهزوم.. ولسنا قلقون من نتيجتها.
أحمد رفعت يوسف