يراقب العالم كله ينتظر رد العدو الاسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في ايران، بهجوم ليس وليد المرحلة وحروبها او أنه فقط بسبب رد إيران على الكيان، لا بل حضرت له اسرائيل مدة ليست بقصيرة ، تريد فيه استهداف “مفاعلات إيران النووية ” والتي كان يقف فيها عائقا موقعها تحت جبال ، يصعب الوصول اليها، إلا أنه بعدما كشفت اسرائيل عن صواريخ متطورة استخدمتها في عملية استهداف ضاحية بيروت وأدت إلى استشهاد السيد حسن نصرالله ، تنبهت القيادة العسكرية في الجمهورية الإسلامية لهذا المعطى الجديد وتعاملت معه بجدية، فايران شبه قاره بمساحة كبيرة جدا تفوق ١.٦ مليون كلم خاضت حروب طويلة وهي كانت خامس قوة عسكرية في العالم وتصنف حاليا الثامنة، ومنذ الحرب مع صدام اعتمدت ايران استراتيجية نشر معسكراتها وتوزيع مقرات القيادة وتحصين المنشآت باماكن متباعدة، وفي هذا المجال تبقى قدرات العدو الاسرائيلي محدودة وغير قادر على ضرب جميع الاهداف والمواقع دفعة واحدة الا بمساعدة امريكا او تدخل الناتو ، وهذا الامر غير متوفر بهذه المرحلة لحسابات منها داخلية ومنها دولية بسبب تخوف الغرب من حجم الرد الايراني وحدود الجبهة اذا توسعت
فالجمهورية الإسلامية وبعد استشهاد اسماعيل هنية على أراضيها بدأت تعد العدة عسكريا وسياسيا وتهيئت واستعدت لما بعد ضربة توجهها “لاسرائيل” ،وهذا تم بمساعدة روسية صينية وكورية شمالية كبيرة جدا، وهذا تقاطع بالمصالح الاستراتيجية وباطار الدفاع عن الأمن القومي والاقتصادي لهذه البلدان وليس حباً بإيران، فالدول الأربعة تجمعهم الرغبة بكسر تفوق الاسلحة الامريكية المتطورة التي تستخدمها اسرائيل وفي مقدمتها الطائرات والصواريخ، وإذا نجحت إيران بإسقاط إحدى طائرات 35 F او عطلت مسار الصواريخ البالسيتية الامريكية المتطوره ،فهذا يكتب نهاية تفوق امريكا عسكريا وخلال فترة الستة أسابيع الماضية نقلت روسيا والصين الكثير من معداتها المتطورة للتشويش والمزودة بخبرات متقدمة بالرصد وانواع حديثة من مضادات الطائرات إلى الأراضي الإيرانية ، وقاموا بتشغيلها أضيفت الى منظومة 400 S المتطور جدا والتي عدلتها بما يتناسب مع الجغرافيا الإيرانية بحيث تفوقت على الروسية والصينية
وتم نشرها على مناطق واسعة حيوية واستراتيجية يمكن للعدو الاسرائيلي ومن معه أن ينفذوا منها بخاصة على حدود الخليج وصولا إلى العراق، مع أن المسافة التي تحتاجها والوقت الذي تستغرقه اي غارة اسرائيلية على إيران ليس في صالح العدو الاسرائيلي ولا يمكن تنفيذها بطائرات F16 وهي تحتاج إلى F35 الذي تمتلك منه أسرائيل اعدادا محدودة،
وامريكا حتى اللحظة لا ترغب استخدامها حاليا بضرب ايران ،حتى أنها قد لا تسمح باستخدامها خشية من مفاجئة في قدرات ايران الدفاعية، وتسقط اي طائرة F35 و تعمل على تفكيكها ونقل اسرارها بالتعاون مع روسيا والصين ،وهذا اول عائق أمام جموح نتنياهو وهوجنة حكومته الذي ربما يلجا لتنفيذ الضربة بطائرات من طراز 16 F وغيرها، لو كانت غير متطورة كفاية وقدراتها اقل من 35 F حتى أن سقوطها يعتبر طبيعيا مع تطور منظومات الدفاع الجوي عند إيران ، فالعوامل كلها تؤشر ان “اسرائيل” ستفشل سلفا في تحقيق اهدافها الكبرى مع إيران مع انه قد تنجح بضرب اهداف عادية غير استراتيجية لايران ولم تعمل إيران على حمايتها بالشكل الكافي
فالاستراتيجية الأميركية الجديدة للقوات الأطلسية تسقط بسقوط طائرة 35 F ويعتبر ذلك هزيمة كبرى للغرب تنهي تفوقه العسكري
يبقى ان الصواريخ الاسرائيلية لن تعبر بمعظمها الاجواء الايرانية وان عبرت لن تصل اهدافها بسبب كثافة انظمة التشويش التي امتلكتها ايران مؤخرا من روسيا والصين
ولا بد من حقيقة أن ايران لم تتخذ قرار توجية ضربة مؤلمة لاسرائيل قبل أن وضعت خطة الرد وامتلكت أدواته واستعدت لمواجهته برد سريع قد يكون بنفس يوم الهجوم الاسرائيلي ،ويعتمد ذلك على نوعية الهجوم وحجمه، لكنه حتما لن يكون بصالح اسرائيل لا من حيث الواقع ولا الجغرافيا ، لكن المؤكد أنه يكبح جماح نتنياهو ويعيده إلى أرض الواقع بعيدا عن اوهام صناعة الانتصارات وجنون التفوق الجوي وقوة القذاىف الكهرومغناطيسية التي لن تحسم معركة ولن تحقق نصر او تحمي الكيان من صواريخ تنهمر من عدة جبهات، فاسراىيل عاجزة عن حرب مفتوحة غير متكافئة بالجفرافيا ولا الديمغرافية بمواجهة حجم محور المقاومة، فحجم الكيان لا يتجاوز مدينة ومستوطنوه مجتمع مركب غير قادر على تحمل اوزار حروب لن يخرج منها كيانه منتصرا ولن يتورط الأمريكي معه بحرب برية لا تسمح لها التوازنات الدولية الناشئة وتوازن القوى الجديد
د. محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي