أجرى الحوار: خليفة البلوشي
من محافظة الظاهرة، ومن أرض عبري الواعدة وأريج فوح بساتين بلدة العراقي، حيث أينعت وازدهرت في روحها شغف الحروف وكلمات تضجّ بمعانيها وهي تتراكب من حروف أشبه ما تكون بنقش وقد حيكت وتحاك على يد بارعة، ودعونا هنا أن نختصر في الكلام ولنتعرّف على ضيفتنا في هذا الحوار الشيق، فهي كاتبة وملقية في نفس الوقت تسعى بما ملكت من إيمان أن تختزن مرابع ونسمات أريج طفولتها وشبابها، تلكم النسائم التي صقلت فيها ذات الأحلام التي حوطتها في خواطر وقصائد جميلة نشرتها في المواقع والمنصات الإلكترونية نذكر منها مجلة حبر الوطن وغيرها من الصحف الأدبية، هذه المبدعة التي حازت على عدد كبير من المتابعين، وكذلك نالت على العديد من شهادات التقدير والثناء لمشاركتها الفاعلة والمتميزة .. وبعد هذا التعريف البسيط والموجز دعونا نرحّب بضيفتنا الكاتبة نرجس بنت خلفان البلوشية. ونبدأ معها الحوار التالي :
س١- بدايةً حبّذا لو تتفضلي بتسليط الضوء بشكلٍ أوسع على تجربتك المتنوعة والخوض في غمار الكتابة، كيف بدأتِ أو انطلقتِ في مشوارك؟
– في البداية أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكم أستاذ خليفة على إتاحة لي هذه الفرصة الجميلة والحوار الرائع والذي أتمناه أن يكون خفيفًا على قلوب القراء والمتابعين .. أنا ك/نرجس المرأة البسيطة،لم أبدأ في الكتابة،بل الكتابة هي من بدأت بي وبمعنى أوضح : كنتُ شغوفة جدًا بتأمل الطبيعة الخلابة، هذا الشيء كان يتحول في أعماقي إلى قوة كامنة وصخب غير عادي، الكتابة بالنسبة لي كانت دائمًا وسيلة للتعبير عن المشاعر العميقة. بدأتُ أكتب عندما شعرت بحاجة لمشاركة أفكاري وأحاسيسي بطريقة فنية، الكتابة تمنحني شعورًا بالحرية، وكأنني أستطيع أن أعيش تجارب جديدة من خلال الكلمات، كل نص أكتبه يعكس جزءاً من مشاعري وأفكاري.
س٢- في كتابة المشاعر هناك مزيج هائل لأي كاتب سواءً في ضجيج الكينونة، أو في مشاعر متداخلة ومختلطة، والسؤال هنا هو : كيف تنظّم نرجس طيف الكلمات؟
-تنظيم طيف الكلمات بالنسبة لي يعتمد على استحضار المشاعر التي أريد التعبير عنها. أبدأ بتدوين الأفكار التي تتبادر إلى ذهني، ثم أعمل على ترتيبها بطريقة تعكس تسلسل المشاعر، أحيانًا أستخدم الرموز والصور الشعرية لتوضيح الفكرة، مما يساعدني على نقل إحساسي بشكل أعمق.
س٣- هل ركّزت نرجس خلفان على قضايا تخصّ أخواتها أقصد قضايا تخصّ المجمتع الأنثوي؟ على سبيل المثال لتكون صاحبة قرار مسؤول وذي شخصية مستقلة؟
-نعم، أركز على قضايا تخص المجتمع الأنثوي وأهمية أن تكون المرأة صاحبة قرار مسؤول وذات شخصية مستقلة. أؤمن بأن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة لرفع الوعي حول هذه القضايا وتعزيز صوت النساء. من خلال شعري أسعى لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه النساء وأهمية تمكينهن.
س٤- في المرحلة التكوينية للكتابة، على ماذا ركزت نرجس أكثر لتكون لها بصمتها الخاصة والمميزة في عالم الكتابة؟
-الحقيقة ركزت في المرحلة التكوينية للكتابة على تطوير أسلوبي الفريد من خلال التعبير عن مشاعري بصدق وعمق. كما عملت على فهم تجارب الحياة المختلفة واستخدامها كمصدر للإلهام. القراءة المستمرة للأعمال الأدبية المختلفة ساعدتني أيضًا على تنمية مهاراتي وتحسين أسلوبي. أعتبر أن التجربة الشخصية والتعبير عن المشاعر الحقيقية هما مفتاحان لترك بصمة مميزة في عالم الكتابة.
س٥- قبل الختام، في عالم الأدب بمن تأثرت نرجس من الأدباء؟
-هم كثر وتأثرت بالعديد من الأدباء، لكن أبرزهم كان نزار قباني، لأنه كان يجسد مشاعر الحب بشكل رائع في شعره. كلماته كانت دائمًا قريبة من القلب، وهذا ألهمني في كتابة شعري الرومانسي والعاطفيّ.
– كلمة آخيرة تحبين أن توجهينها للكتّاب المبتدئين من خلال هذا الحوار؟
-أحب أن أوجه رسالة للكتّاب المبتدئين: لا تخافوا من التعبير عن أنفسكم وكتابة ما تشعرون به بصدق. كل تجربة سواءً كانت إيجابية أو سلبية يمكن أن تكون مصدر إلهام. استمروا في القراءة والكتابة ولا تترددوا في استكشاف أساليب جديدة. الأهم هو أن تظلوا مخلصين لصوتكم الداخلي، فذلك هو ما سيجعلكم مميزين في عالم الكتابة. وأود أيضًا أن أعبر عن خالص شكري وتقديري لك أستاذ خليفة على المقابلة التي أجريناها. كانت فرصة رائعة للتعلم والاستفادة من خبراتك القيمة. أشعر بالامتنان للوقت الذي خصصته لي وللأفكار الملهمة التي شاركتها. وأتطلع إلى المزيد من التفاعل والمناقشات المثمرة في المستقبل.