رعى معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري، وزير الاقتصاد، يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024م، افتتاح فعاليات أعمال مؤتمر ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي تنظمه جامعة نزوى، بالشراكة مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعبري، والجامعة الملكية للبنات بمملكة البحرين، وبالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغرفة تجارة وصناعة عمان.
وشارك في فعاليات المؤتمر الذي انعقد في الحرم المبدئي للجامعة ببركة الموز، وتستمر فعالياته مدة يومين، أكثر من 80 باحثا ومتخصصا في مجال ريادة الأعمال والابتكار من أكثر من 20 دولة، بالإضافة إلى مجموعة من المهتمين، ورواد الأعمال من داخل سلطنة عمان.
ويتناول المؤتمر ما يقرب من 100 ورقة عمل ضمن 10 محاور مختلفة تركز على مستقبل ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتجارب الريادية للدول المشاركة، وأهمية البحث العلمي في النهوض بريادة الأعمال،والصعوبات والتحديات التي تعترض رواد الأعمال، وغيرها من العناوين المختلفة التي تم اختيارها بدقة ضمن مجموعة كبيرة من البحوث المتقدمة.
وقال الدكتور سالم بن سعيد العبري، عميد كلية الاقتصاد ونظم المعلومات بجامعة نزوى رئيس اللجنة الرئيسة المشرفة على تنظيم المؤتمر: “يهدف المؤتمر الى استكشاف الاتجاهات الحديثة في مجال ريادة الأعمال وتعميق فهمنا للتحديات والفرص داخل النظام البيئي الريادي في عالمنا المعاصر، وذلك من طريق كلمات المتحدثين الرئيسين والأوراق البحثية المشاركة، والجلسات النقاشية، ورش العمل المصاحبة”.
وأضاف: “مما لا شك فيه أن ريادة الأعمال أصبحت محركا مهما لاقتصاديات الدول، إذ تسهم في الناتج المحلي لهذه الدول، وتسهم في استقطاب رؤوس الأموال، وتعمل على تشجيع الابتكار فيها، وتوفر فرص العمل لمواطنيها، فقد تم إعداد برنامج المؤتمر لتوفير تجربة شاملة ومثمرة للمشاركين في المؤتمر. ويشمل البرنامج نخبة من المتحدثين الرئيسين الذين يعدون قادة في مجالاتهم،ولهم إسهامات علمية كبيرة، وسيشاركوننا رؤى رائدة في أحدث الاتجاهات والتطورات في مجال ريادة الأعمال، وسيشاركنا متحدثون رئيسيون من ماليزيا والولايات المتحدة وإسبانيا. كما يتضمن البرنامج حلقات نقاشية مختلفة، إذسيناقش الخبراء ويستكشفون القضايا المهمة التي تشكل المشهد الريادي في عالمنا اليوم”.
وأشار الدكتور سالم العبري في كلمته بالقول: “يقدم المؤتمر ورش عمل متنوعة للمشاركين، تثري مهارات المشاركين، هذا بالإضافة إلى جلسات متخصصة تغطي محاور المؤتمر المختلفة لعرض نتائج بحوثهم العلمية، يشارك فيها أكثر من 80 باحثا ينتمون إلى أكثر من عشرين دولة”.
الدكتور ناصر بن محمد الكثيري، عميد كلية الاقتصاد وإدارة الاعمال بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعبري، قدّم كلمة أكد فيها أن المؤتمر يهدف إلى تعزيزِ ريادةِ الأعمالِ بما يكفُلُ مواكبةَ التَّطوُّرِ السَّريعِ في عالَمِ التقنيةْ. وللمؤتمرِ أهميَّةٌ بارزةٌ لكلٍّ من الأكاديميينَ، وروَّادِ الأعمالِ، وصُنَّاعِ القرارِ، والطَّلبةِ، والمجتمعِ بشكلٍ عامْ.
وأوضح قائلا: “إنَّ تمكينَ الأجيالِ الصَّاعدةِ بالأدواتِ الرِّياديةِالحديثةِ، والخبراتِ المتنوِّعةِ لن يُسهِمَ فقط في تمكينِ الشَّباب، بل في دعمِ النموِّ الاقتصاديِّ والتنميةِ المستدامةِ، من طريق الإسهامِ في خَلقِ فُرَصِ العملِ، وتعزيزِ الابتكارِ، وتقويةِ التَّنافسيَّةِ، مما يُسهمُ في رفعِ مؤشِّراتِ ريادةِ الأعمالِ في مختلفِ التَّصنيفاتِ المحليَّةِ والعالميَّةِ؛ إذ تُسهِمُ الأفكارُ الجديدةُ والتقنياتُ المتقدِّمةُ التي يُقدِّمُها روَّادُ الأعمالِ في ابتكارِ حلولٍ فعَّالةٍ للتحدِّياتِ الرَّاهنةِ، واستشرافِ فُرَصِ المستقبلِ وتحدِّياتِهْ. وهذا الابتكارُ لا يُحسِّنُ المنتجاتِ والخدماتِ فحسبُ، بل يُسهمُ أيضًا في رفعِ كفاءةِ الإنتاجِ، مما يزيدُ من القدرةِ التَّنافسيَّة”.
عقبها دشّن معالي الدكتور راعي الحفل التقرير الوطني السنوي للمرصد العالمي لريادة الأعمال في نسخته الخامسة، الذي يتضمن الجهود والنتائج والمشاريع التي تبذلها مؤسسات الدولة للنهوض بريادة الأعمال، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بجانب أن التقرير يبرز المشاريع التي تم تنفيذها. وقد تم تقديم عرض شامل عمّا يحويه الإصدار الخامس من برامج ومشاريع عديدة ومختلفة.
وقد شهد حفل الافتتاح كلمة المتحدث الرئيس للمؤتمر، التي قدمتها الأستاذة الدكتورة رجاء سوزانا بنتي قام من جامعة كلينتان الماليزية بعنوانك”ديناميكيات المهارات ونمو ريادة الأعمال في جنوب شرق آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
بعدها كرّم معالي الدكتور سعيد الصقري، وزير الاقتصاد، بمعية الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، عددا من المشاركين والرعاة والداعمين لأعمال المؤتمر، عقبها افتتاح فعاليات معرض الملصقات الريادية الذي يبرز مجموعة من المشاريع البحثية والريادية لطلبة جامعة نزوى وبالتعاون مع جامعة كلينتان الماليزية.
ويهدف المؤتمر إلى إبراز دور سلطنة عمان في مجال ريادة الأعمال، والجهود المبذولة من قبل مؤسسات الدولة المختلفة في رعاية واحتضان مشاريع الشباب وابتكاراتهم وإبداعاتهم، والنجاحات والنتائج التي تحققت بفضل الرعاية والاهتمام الذي تبذله حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، في النهوض بريادة الأعمال، ودعم الشباب من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الرعاية الكاملة لهم بما يحقق تطلعات المجتمع وتوجهاته، ويتماشى مع رؤية عمان 2040م، كما أن المؤتمر يشكل فرصة سانحة للتعرف إلى بحوث ومشاريع الشباب ونتاجاتهم المختلفة؛ وذلك ضمن المعرض المصاحب للمؤتمر، الذي سيتناول مجموعة واسعة من الملصقات والمشاريع الريادية من داخل سلطنة عمان وخارجها.
وتضمن المؤتمر 3 حلقات نقاشية، موضوعاتها: الأولى: “الذكاء الاصطناعي وتأثيره على ريادة الأعمال الرقمية”، أما الحلقة الثانية فهي عن برامج الدعم الحكومي لريادة الأعمال وتأثير السياسات، فيما جاءت الحلقة النقاشية الثالثة بعنوان: “نقل المعرفة من المختبرات إلى السوق: التحديات والفرص”.