بقلم : راشد بن علي بن محمد الحجري
غزة: مائدة الصبر والصمود
سيكتب التاريخ أن مدينة صغيرة بحجم القلب اسمها غزة، قد واجهت العالم بأسره دون أن تنكسر، سيكتب أنها مدينة اختزلت في قصتها حكايا كل غزوات النصر منذ أن وطأت رجل ادم الأرض، وأنها كانت مرآة لتاريخ يفيض بالحماسة، حيث ارتفع جبينها الى آبعد من دخان طائراتهم النجسه.
غزة ليست مجرد مدينة محاصرة، بل هي دربٌ طويل من النضال مفعم برائحة الزعتر الذي يتساقط ليزرع في الأرض قوة متجددة، إنها تلك السيدة التي تمسكت بحقها في أن تكون مصدر الضوء، رغم الظلام الذي يحيط بها.
من حق غزة أن تتباهى بأبنائها الذين امتطوا صهوة التاريخ، يحملون شجاعة بدر وحطين، ويسيرون الى آبعد من سياج وجدران اعدائهم.
أبناء سجدوا للأرض بجباه طاهرة فجعلوا منها قطعة من السماء، تستقي من ” الله اكبر ” وعدًا بالربيع القادم.
غزة لم تكن بحاجة إلى نيران أعدائها يوما، لأنها تمتلك نورًا داخليًا أقوى.
ذلك النور الذي ينبع من سجاجيد صلاة ارتقت فوق الدمار، ومن زيتونة تغيظ الأعداء بابتسامتها في وجه العطش. إنها مدينة قصص الأمم العظيمة، ستبقى غزة رمزًا حيًا للعزة والإرادة.
سيكتب التاريخ أن هناك مدينة صغيرة لم تسمح للموت بأن يذبل أحلامها. سيكتب أنها جمعت أبناءها حول مائدة الصبر، وأنها زرعت الزعتر والريحان لتقول للعالم: “هنا نعيش، وهنا نصمد، وهنا ننتصر”.
ابتسمي يا غزة، فأنتِ مائدة الصبر التي تمطر الكبرياء، وتزرع الأمل، فأنتِ الحياة التي لا تنحني، والوطن الذي لا يموت وأنت النصر المنتظر.