ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نودّع اليوم قامة إعلامية كبيرة، وصوتًا صادقًا من أصوات الحق والكلمة الهادفة… نودّع الإعلامي القدير محمود الحسني، الذي ترجل عن ميدان الإعلام ، تاركًا خلفه إرثًا من المهنية، ونقاء السيرة، وصدق الرسالة.
لقد كان الفقيد رحمه الله مثالاً نادرًا للإعلامي الملتزم، الذي جمع بين الاحتراف في الأداء، والصدق في الطرح، والخلق الرفيع في التعامل. لم يكن مجرد ناقلٍ للخبر، بل كان ضميرًا حيًا ينبض بالحقيقة، وقلمًا شريفًا لا يبيع مواقفه، ولسانًا ينطق بالحكمة والرأي السديد.
عرفه الناس بثباته على المبادئ، ووقوفه بجانب قضايا مجتمعه، لا يلهث خلف الإثارة، ولا ينحاز إلا لما يرضي ضميره ومهنيته. وفي زمنٍ عزّ فيه الإنصاف، كان محمود الحسني من الأصوات القليلة التي تبعث الطمأنينة في قلب المتلقي.
رحل محمود الحسني، ولكن صدى صوته سيبقى محفورًا في ذاكرة من أحبوه، وتبقى سيرته العطرة نبراسًا لكل من أراد أن يسلك طريق الإعلام النظيف. فقدناه جسدًا، ولكن حضوره في القلوب والذاكرة باقٍ لا يزول.
رحمك الله يا أبا صهيب ، وغفر لك، وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك، وجبر قلوب محبيك، وألهم أسرتك الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
عادل البوسعيدي
2025-6-1

