تشتهر البحار العمانية بوفرة أسماك “الجيذر” فيها ومنها بحر ولاية قريات بمحافظة مسقط حيث شهد هذا العام موسمًا استثنائيًا نظرا لكثرة الإنزال اليومي للأسماك بالسوق والتي تعد أحد مصادر الرزق للصياد العماني.
وتعد أسماك الجيذر ” التونة ” من أشهر الأسماك على المستوى العالمي لوفرتها في شتى أنحاء البحار ولاستخداماتها في العديد من أصناف التغذية، وهي ذات طلب عالمي عالٍ، وتأتي أسماك الجيذر بأصناف وأنواع عديدة ولها أحجام مختلفة.
وتتنوع أسماك الجيذر حسب أحجامها وأشكالها وتأخذ مسميات عديدة على المستوى المحلي والخارجي منها ذات الزعانف الصفراء والتي تأتي بأحجام وأوزان متفاوتة في العديد من أسواق الأسماك المحلية.
وتتعدد طرق صيد الجيذر وأشهرها الطريقة التقليدية للصيد بالصنارة والطعم، كما يتم صيدها كذلك بالشباك التقليدية.
ويتم إنزال أسماك “الجيذر” طازجة بولاية قريات فور وصول قارب الصيد إلى ميناء الصيد البحري لتعرض بعدها في سوق الأسماك بالولاية، الذي يستقبل كميات كبيرة يوميًا، حيث يبدأ إنزال الأسماك منذ الرابعة عصرًا مع وصول القوارب ويستمر حتى بعد الثامنة مساء في بعض الأيام نظرًا للكميات الكبيرة التي يتم إنزالها في السوق، حيث يتم بيعها بالطريقة التقليدية ” المزايدة ” ويصطف المستهلكون من مختلف مناطق السلطنة حول الأسماك والمزايدة عليها واختيار الأنسب منها، كما تتوفر خلال الفترة الصباحية بعض الأسماك ولكن بكميات أقل، حيث تتوفر الكميات الأكبر في الفترة المسائية.
وأسماك الجيذر في هذا الموسم توفرت بكميات كبيرة لم تُشهد منذ سنوات، حيث كانت الولاية تشتهر بوفرة الأسماك المتنوعة في مقدمتها أسماك الجيذر، ومرت سنوات على انخفاض الكميات تدريجيًا، ومع الجهود الحكومية في التقليل من جرف الأسماك بالطرق غير المصرحة والذي ساهم في قلة الأسماك وابتعادها، بدأت فيما بعد بالتوفر والتكاثر بالشكل الطبيعي، لتشكل هذا العام علامة فارقة في مستوى الإنزال في الأسواق المحلية، وسيكون له دور بارز في التصدير للخارج.
ويحافظ سكان ولاية قريات على مهنة صيد الأسماك المتوارثة منذ القدم حيث يستمر الشباب في ممارستها وهي إحدى المهن الرئيسية في الولاية وتشكل أحد مصادر الرزق للكثيرين من السكان.
وتعد الطرق التقليدية لصيد الأسماك هي الطرق المفضلة لدى الصيادين الذين يتجهون منذ الصباح الباكر لممارسة مهنتهم وجلب رزقهم ويعودون في فترة المساء طيلة فترة موسم الأسماك.
وتستخدم أسماك الجيذر ” التونة ” بشكل أساسي في تحضير أطباق الغداء وغالبا ما تحضر مع الأرز، وهي من الأسماك المفضلة لدى المواطنين في السلطنة، كما يتم تحضيره مشويا أو مقليا أو بطرق أخرى، ويصلح للعديد من وجبات المائدة العمانية، كما يستخدم في تحضيرها لوجبة ” المالح” بحيث يتم تخزين سمك الجيذر بالطرق التقليدية وحفظه بالملح وإضافة بعض النكهات كالليمون والزعتر والفلفل وغيرها حسب الطلب، وهي إحدى الطرق التقليدية لتحضير وحفظ بعض أنواع الأسماك.
وقد ساهمت وفرة أسماك الجيذر في تشجيع الكثير من الشباب في التوجه لصيد الأسماك، وارتياد البحر خلال هذه الفترة وكسب بعض المال، كما شجع على التجارة الداخلية والخارجية، حيث ازدادت الحركة التجارية بسوق الأسماك بالولاية وانتعشت معه بعض الأعمال الأخرى.
وتصدر السلطنة أصنافًا عديدة من الأسماك منها أسماك الجيذر “التونة” وتأتي أكثر الدول المستهلكة للأسماك العمانية اليابان والصين وفيتنام.
وتقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية بجهود كبيرة للحفاظ على الثروة السمكية، وتهيئة العديد من الجوانب للبحارة أبرزها متابعة سوق الصيد البحري وتهيئته لاستقبال وعرض الأسماك، كما يتم تسويقها وبيعها بطريقة المزايدة وهي الطريقة التقليدية المفضلة لدى الموطنين.
ويقول ناصر بن صالح الغزالي مدير دائرة التنمية السمكية بولاية قريات “إن سوق الولاية يعد من أكثر الأسواق تنظيمًا في دخول المزايدة بكل حرية وبدون أي قيود، حيث يتيح للمستهلك حرية الاختيار من مختلف أصناف الأسماك، وشهد خلال هذا الموسم إنزال كميات كبيرة من أسماك التونة “الجيذر” بمختلف الأحجام خلال الفترتين الصباحية والمسائية”.
وأضاف الغزالي لوكالة الأنباء العمانية إن أسعار الجيذر بحجم 40 كيلوجرامًا تبلغ ما بين 20 إلى 24 ريالًا عمانيًا تقريبًا، فيما تبلغ ذات 50كيلوجرامًا من 27إلى 30 ريالًا عمانيًا، وبلغ سعر الجيذر التي تزن 80 كيلوجرامًا من 60 ريالًا عمانيًا.
ويبلغ حجم الإنزال اليومي من أسماك الجيذر في سوق قريات من 12 إلى 15 طن يوميًا، بقيمة أجمالية تبلغ 20 ألف ريال عماني وترتفع بعض الأحيان إلى 25 ألف ريال حسب العرض والطلب في السوق.
ويأتي إلى سوق ولاية قريات عددٌ من المواطنين والمُقيمين والزائرين من مختلف قرى الولاية وخارجها خلال الفترتين الصباحية والمسائية، ويتم شراء الأسماك بالتجزئة أو المزايدة التي تتم بالمنافسة على كل نوع من الأسماك حسب رغبة المستهلك.
الجدير بالذكر أن وزارة الزراعة والثروة السمكية قامت بطرح 30 ترخيصًا لقوارب صيد متطورة تساهم في الصيد والإبحار بها لمواقع الصيد البعيدة تتضمن كافة وسائل الراحة وكافة وسائل حفظ وتخزين الأسماك وتساهم في تعزيز كميات الأسماك ورفع دخل الصياد العماني.
العمانية
#عاشق_عمان