عثروا في ولاية Bavaria بالجنوب الشرقي الألماني، على هياكل عظمية لأربعة قردة، ذكور وإناث، عاشت جماعتها قبل 11 مليونا و620 ألف عام هناك، واتضح بعد دراستها طوال أكثر من 3 سنوات، أن الواحد منها كان بذراعين مناسبتين للتعلق بأغصان الشجر، كأي قرد آخر، إلا أنه كان يتمكن من الوقوف منتصبا على قدميه الشبيهتين عضويا بقدمي الإنسان، وكان يمشي بهما على الأرض كبني البشر، لذلك اعتبروا ما سموه Danuvius guggenmosi الجد الأخير للقردة والبشر، كما وكأنه “الحلقة المفقودة” لتفسير التشابه بين الكائنين.
كان “دانوفيوس” رشيقا على ما يبدو، فوزنه 31 كيلوغراما وطوله107 سنتيمترات تقريبا، وذكرت من قادت فريقا علميا دقق بالهياكل وأعد عنها “ورقة عمل” نشرتها دورية Nature البريطانية العلمية الشهيرة بعددها الحالي، وهي البروفسورة Madelaine Boehme العالمة بالأحياء القديمة والمتحجرات، والناشطة مع جامعة Tübingen الألمانية، أن تشابه بعض عظامها بما في الإنسان أدهشها، مقارنة بعظام القردة العليا الأخرى، لذلك اعتبرت ما أدهشها “حلقة مفقودة” من دون “أل” التعريف، وقالت: “ما عرفناه كان مفاجئا، ولم نكن نتوقعه جميعا” وفق تعبيرها.
أصبع كبير للإمساك وساقان مناسبتان للمشي
ما أدهشها وفاجأها أكثر، كان التشابه الكبير بين عظام ظهر وذقن “دانوفيوس” مع نظيرتها لدى الإنسان المعاصر “بعكس عظام القردة التي نعرفها” لذلك اعتبرته “قرد-إنسان” معا على حد ما قرأته “العربية.نت” من بحث فريقها العلمي، والوارد فيه أن ما يميز “دانوفيوس” هو طول ذراعيه الممدودة، والشبيهة بما لدى القرد المعروفة فصيلته باسم Bonobo أو الشمبانزي القزم من عائلة “القردة العليا” الأقرب شبها من الإنسان بين أنواعه المختلفة “لكن طولهما ليس كطول ذراعي الغوريلا، فيما الأصبع الكبير في القدم مختلف”، وأضافت أن مفصل كوعه مختلف عما في “القردة العليا” وشبيه بمفصل كوع الإنسان والقردة الصغيرة معا، لذلك كان بإمكان “دانوفيوس” أن يتدلى من الأغصان التي يمسك بها أو ما شابه.
وشرحت العالمة الألمانية المزيد عن عظام القردة التي تم العثور عليها في منطقة جبلية بألمانيا، مميزة بأن هياكل الذكور العظمية كانت مكتملة أكثر من هياكل الإناث، إلى درجة أن الباحثين كانوا قادرين على وصف أطراف الواحد منها ونسب الجسم بالتفصيل “وبفضلها تمكنا من إعادة بناء الطريقة التي كان يتحرك بها “دانوفيوس في بيئته” مضيفة أنه كان يمشي على قدميه “لأن أطرافه الخلفية كانت مستقيمة (..) وكان له أصبع كبيرة للإمساك. أما أسنانه، فتنتمي إلى قردة Dryopithecins المنقرضة، والتي تم العثور على أحفورياتها في صخور بأوروبا تاريخها بين 5 إلى 16 مليون عام.
وذكرت العالمة “بويم” أن المنطقة التي عاشت فيها فصيلة “دانوفيوس” التي تم العثور بين 2015 إلى 2018 على أحفورياتها، كانت حارة ومسطحة الأديم، فيها غابات وأنهار، وغير بعيدة عن جبال الألب. أما باقي البحث فوجدت “العربية.نت” أنه يهم المختصين، ففيه تفاصيل معقدة عن نوع العظام ونوع القرود، مع مقارنات علمية للبيئة ولنوع الأحفوريات التي تم العثور عليها، مع مقارناتها بغيرها.
المصدر: لندن – العربية.نت
#عاشق_عمان