شارك 35 شاعرا من طلاب جامعة السلطان قابوس، وشعراء وشاعرات آخرين، في كتابة قصيدة شعرية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تسليم. وتتكون القصيدة من 70 بيتا في 7 أقسام.
القسم الأول
“مولد النور”
وُلِدتَ فَشقَّ مَولِدُكَ الظَلامَا
وصَاخَ الكونُ همسَك فاستَقَاما
وُلدتَ وحَينَ رَبّتكَ الصَحارِي
نَشَرتَ بِهَا لِكَي تَحيا غَمامَا
مِن النُورِ المُبين غدوتَ شمسًا
فَديتُكَ لي سِراجًا بل إماما
إلهِي إن حُبّي فَاق أُفقًا
لخَيرِ الخَلقِ واستعلَى مَقامَا
إِذَا نَاديتُ فِي الأَسمَاءِ يَوْمًا
مُحمدُ، تَسْجُد الأَسماءُ عَامَا
حبيبي اشتقتُ، هل لي بعضُ وصلٍ
علامَ البُعدُ يا سندي علاما؟
فداكَ الليلُ أقضيه ابتهالا
لعلّ العينَ تلقاكم مناما
فهلّا بالوصالِ نقَضتَ هجري
وقلت لأدمعي: ‘كوني سلاما’
سلامٌ يا إمامُ فدتك روحي
سأحملُكم إلى صدري وساما
أعيدُ للحظةِ الميلاد نوري
فأنتَ البدءُ مذ كنتَ الختامَا
القسم الثاني
“نبي العلم”
بِغَيْثِ “اقْرَأْ” سَقَى رَبُّ البَرايَا
رِيَاضَ المُصْطَفَى الزَّاكي عَطَايَا
به اخْضَرَّتْ غصونُ القَلْبِ عِلمًا
أيا ظمآنُ روِّ به الحشايا
وَفي العُلَماءِ فَضْلُ اللهِ يَجْلو
فَفيهِمْ أَفْصَحَ القُرْآنُ آيا
خَشَوْا رَبَّ العِبادِ.. فَحُقَّ فيهِمْ
بِأنَ أَوْصَى بِهِمْ أَزْكَى الوَصَايَا
وأنَّ مَلائكَ الرَّحمنِ تَدْعُو
لأهْلِ العِلْمِ أنْ تُزْجِي التَّحَايَا
وقدْ حَفَّتهُمُ بجَنَاحٍ عزٍ
رِضًا فَتَقَلَّدُوا َبعدأَعَلَى المَزايَا
نَمَا بِالْعِلْمِ نَشْرًا ضَوْءُ خُلْقٍ
زكا فَتَعَطَّرَتْ بِهِمُ الْخَلَايَا
وَتَنْعَكِسُ الْخِصَالُ الْبِيضُ فِيهِمْ
تُطِلُّ فَضِيلَةٌ وَهُمُ الْمَرَايَا
تَواضُعُ حِكْمَةٍ وَلِسَانُ صِدْقٍ
وَتَقَوى اللهِ لِلْعَليَا مَطَايَا
وَإنْ نَالُوا المَعَارِفَ لازَمُوهَا
فَيُصْبُحُ عِلْمُهُمْ فِعَلًا سَجَايا
القسم الثالث
“شبابٌ حول الرسول”
شبابُ محمدٍ فاضوا يقينا
تساموا للعلا خُلقا ودينا
بمدرسةِ النبوةِ درسُ عزٍ
به الإسلامُ سادَ العالمينا
فأصغرُهم إلى العلياءِ يرنو
وأكبرهم خليلُ المتقينا
ويدفعهم إلى الاحسانِ فردٌ
أقام لواءَه للمحسنينا
شبابٌ في صدورهم كتابٌ
به فتحوا المعاقلَ والحصونا
شبابٌ همهُم مرضاةُ ربٍ
فخلفَ هداه هبوا مسرعينا
تَنادوا للعُلا جِيلا فجيلا
وصاغوا من ملاحمِهم لُحونا
أرادوا القمةَ الشهباءَ مجدا
فأَحْنَت عند جدهم الجَبينا
ومُنيتُهم مع المختارِ وِردٌ
بكوثرِه ويعتمروه دينا
بفردوسٍ لهم نزلٌ مقيمٌ
مع الشهدا وزلفى الصالحينا
القسم الرابع
“نساء حول الرسول”
تلاقَى الكونُ في شرفاتِ روحي
يصوغُ الحبَّ، يَستسقي طُموحي
وقرَّٓ الدينُ في خُلْدٍ تسَامت
به الزهراءُ في سَوْحٍ فسيح
رويتُ البيعةٓ الكبرى شُهودا
بإسنادِ المسلسلِ والصحيح
نساءٌ في جبينِ الدهرً خطّت
بطولاتٍ لها وهجُ الوضوح
وقدّمنَ النفيسَ لدينِ حقٍ
بَنَينَ برأيهنَّ ذُرى الصُروح
سَل التاريخَ يُخبِرُ عن نساءٍ
رَوَتْ ظمأَ الأسنَّةِ والفُتوحِ
أنا الجنّاتُ منبتُها يقيناً
بأقدامي؛ فيا أزهارُ فوحي
ويا أشعارنا كم متِّ شوقاً
ومبعثكِ الحياةَ بأن تبوحي
بعِشقٍ ما رأتهُ العينُ يوماً
وقلبي كم به للكونِ يوحي
رسولَ اللهِ إنَّ الروحَ ظمأى
ووجهُكَ في الجنانِ رِواءُ روحي
القسم الخامس
“واعتصموا”
دعوتَ إلى الوفاقِ وكنتَ عدلا
فصارَ الصعبُ في كفيك سهلا
نشرتَ محاسنَ الأخلاقِ حتى
تآخت أمةٌ بالدينِ أهلا
جنحتَ إلى السلامِ وكنتَ سمحا
بأمرِ اللهِ فاستوفيتَ فضلا
منحتَ العفوَ عن عزمٍ سويٍ
عن الجهّال قد أعرضت قولا
وما أغلظتَ في فعلٍ ولفظٍ
فمنك العُرف دانٍ قد تدلّى
أقمتَ الوحدةَ الكُبرى فأمست
مثالا يُحتذى معنى وشكلا
تُقلِّدُ رايةَ الإسلامِ نصرا
وتبعثُها لداعي السلمِ رسلا
حنانَك يا نبيَ الله لما
نثرتَ الحبَ في الآفاقِ، يُتْلَى
على حيطانِ مكةَ همسُ داعٍ
“ألا اعتصموا بحبل الله” نبلا
وأصلح نورُ هديك ذاتَ بينٍ
وكلُّ قلوبِنا بهُداك جَذلى
وأنهيت الشقاقَ على وفاقٍ
ومن كفّيْك عدلٌ قد تَجلَّى
القسم السادس
“نبي الأخلاق”
إلى الخُلُقِ العظيمِ فتحتَ بابا
لدى الرحمنِ كُنتَ المُستجابا
بُعثتَ مُتمّمَ الأخلاقِ وصفاً
عُرفتَ به اختصاصاً وانتسابا
كمالُكَ أنَّكَ الفَردُ المُزكَّى
بآياتِ الكمالِ وما اسْتطابا
فكنتَ كما يشاءُ اللهُ نُـوراً
سماويِّـاً فأجزلَـكَ الثَـوابـا
نشأتَ الصادقَ المأمونَ فيهمْ
وجانبتَ الفَظَاظَةَ والسِّبابا
وأحسنتَ الجِوارَ لمن أساءوا
فمَنْ آذاكَ بالإحسانِ آبَا
عفوتَ بقُدرةٍ وصَبرتَ حِلماً
وفُقتَ بجودِكَ البحرَ العُبابا
وما يُمنىْ كما يُمناكَ تأْسُوْ
جِراحَ اليُتمِ أو تُعطي الرِّغابا
فديتُكَ صادقاً برّا رحيماً
أميناً طيّباً عدلاً مُهابا
صفاتُك في كتابِ الله تُتلى
فهيَّا حسبُنا نتلو الكتابا
القسم السابع
“عُمان في قلب النبي”
على أرضٍ تحبُّ الأنبياءَ
تعلّمنا المَحبّةَ والإخاءَ
وما جاءَ النبيُّ إلى عُمانٍ
ولكن قلبهُ بالنورِ جاءَ
سعى الطائيُّ مازنُ نحو طه
ليقبسَ من مراشدِه السَناء
فلبَّى دعوةَ الهادي سريعا
ونالَ لقومِه منه الدعاءَ
وها نحنُ بفضلِ الله نسمو
لبسنا سرَّ دعوتِه رِداءَ
ويكفي أننا فخرا ذُكرنا
بسيرتِه ففاخرْنا السماءَ
وقال شهادةً فينا أضاءت
مداركَنا وأورثَنا الثناءَ
بأن عمانَ في الترحيبِ تُبدي
سماحتَها لمن جاءَ احتفاءَ
عليك صلاةُ خالقِنا بخُلدٍ
تنالُ بنهرِ كوثرِها ارتواءَ
وتشفعُ للذين مشوا بنورٍ
ليلقوا حولَ مَقعدِكَ الضياءَ
القصيدة تحت دائرة الارشاد والتوجيه الديني، بالتعاون مع دائرة النشاط الثقافي والرياضي في عمادة شؤون الطلاب بجامعة السلطان قابوس. ويضمُّ القسم الأول الشعراء المعتصم الحبسي (المشرف)، وسيف العيسري، والوليد الصوافي، وحمزة البوسعيدي، والمعتز الصقري. فيما القسم الثاني الشعراء: صالح المعمري (المشرف)، والمختار النعماني، وعثمان العميري، وعدنان الجلنداني، وعلي الصوافي. فيما يضم القسم الثالث د.عبدالله بن مبارك بن سيف العبري (المشرف)، وناصر الفارسي، وسليمان العبري، وراشد الصوافي، ومحمد الكندي. بينما شارك في كتابة القسم الرابع عائشة الجامعي، وعائشة الفزارية، ومرهونة المقبالية، وبدرية البدرية، وأَديبَة الصوَّافيّة. وفي القسم الخامس شارك كل من: علي الحضرمي (المشرف)، وسعيد المكتومي، وأشرف العاصمي، ود.علي الموسوي، وفهد الأغبري. وفي القسم السادس شارك د.ناصر الغداني (المشرف)، وسعيد النعماني، ود.صالح البوسعيدي، وعقيل اللواتي، ود.علي العبري. أما شعراء القسم السابع؛ فهم: أحمد بن هلال العبري (مشرف)، ود.محمود الريامي، وعبدالله الذهلي، وأحمد الجحفلي، ومنتظر الموسوي.
#عاشق_عمان