تأمين حاجات البشرة في الوقت المناسب هو المبدأ الذي يقوم عليه “علم الأحياء الزمني” المعروف بإسم Chronibiology. وهو العلم الذي يدرس الإيقاع الطبيعي للجلد ويقدّم له ما يحتاج إليه في 4 مراحل مفصليّة من اليوم.
عندما نفهم آليّة عمل البشرة، نصبح قادرين على تلبية حاجاتها خلال مختلف مراحل اليوم مما يساهم في الحفاظ على توازنها وجمالها. ويُعتبر علم الإحياء الزمني الخاص بالبشرة جزءاً من علم الأحياء الزمني الشامل الذي يدرس الإيقاع البيولوجي لمختلف وظائف الجسم. يضبط هذا العلم الساعة البيولوجيّة الخاصة بالبشرة، ويساعد احترام توقيتها في تأدية وظائف البشرة على أكمل وجه.
– 4 مراحل لنشاط البشرة خلال الـ24 ساعة:
تمرّ البشرة خلال دورة الليل والنهار الممتدة على 24 ساعة في 4 مراحل يتبدّل خلالها نشاطها الطبيعي.
• عند الاستيقاظ:
يكون نشاط البشرة ومستوى ترطيبها في نسبه الأدنى. وهي تفتقد في هذه المرحلة للماء وتسجّل ارتفاعاً في نسب الكورتيزول مما يجعلها ضعيفة أمام الاعتداءات الخارجيّة والالتهابات. أما قدرتها على ترميم نفسها فتكون في أدنى مستوياتها. وهذا ما يجعلها بحاجة إلى حماية من الاعتداءات ويفسّر إمكانية تعرضها في هذه المرحلة للاحمرار وسواه من التهيّجات الموضعيّة.
الخطوة الأولى التي يجب القيام بها في هذه المرحلة هي ترطيب البشرة بالعمق للتخفيف من نسبة الالتهاب وبالتالي الاحمرار الذي يظهر على البشرة. أما الخطوة الثانية فتقوم على تأمين الحماية لها من الاعتداءات الخارجيّة (شمس، تلوث…) التي عليها مواجهتها. ولتأمين الترطيب والحماية يُنصح باستعمال مستحضرات عناية تكون غنيّة بمكوّنات مثل الغليسيرين، الألنتوين، الصبار، ماء الورد، الفيتامينB والفيتامينE.
• خلال النهار:
تزداد نسبة ترطيب البشرة بشكل طبيعي خلال النهار لتصل إلى النسبة القصوى في إفرازاتها الزهميّة مع بداية فترة بعد الظهر. أما في نهاية النهار فتفقد البشرة من حيويتها وإشراقها بشكل طبيعي.
تحتاج البشرة خلال هذه الفترة إلى تطبيق مستحضرات عناية تكون صيغتها رقيقة مثل رذاذ أو لوشن مضاد للتلوث يؤمّن حاجة البشرة من الحيوية ويضفي عليها لمسة من الإشراق. وذلك عبر استعمال مستحضرات غنيّة بمكوّنات مثل الحمض الهيالوريني، إكليل الجبل، النعناع الفلفلي، الزنك، المنغنيز، والفيتامينC.
• في المساء:
يتكدّس عدد كبير من العناصر الملوّثة على البشرة خلال النهار. ولذلك تحتاج البشرة خلال المساء إلى إزالة السموم عنها. في هذه المرحلة أيضاً ترتفع نسبة الميلانين في البشرة وترتفع قدرتها على ترميم نفسها مما يجعلها حاضرة لاستقبال العلاجات المناسبة.
تظهر البشرة في هذه المرحلة على أنها فاقدة للنضارة ويظهر عليها اللمعان في بعض المناطق. ولذلك فهي تحتاج إلى إزالة الماكياج عنها ثمّ تنظيفها من الشوائب المتراكمة عليها مثل الغبار والإفرازات الزهميّة. بعد ذلك تأتي مرحلة تطبيق كريم مغذّ ترتبط كثافته عادةً بنوع البشرة. وهذه المرحلة تكون مناسبة أيضاً لتطبيق مستحضرات عناية موجّهة مثل الأمصال المضادة للبقع والشوائب، أو المستحضرات المعزّزة للإشراق. أما العناصر الفعّالة المفيدة في هذا المجال فهي الجوجوبا، الأرغان، زيت جوز الهند، زبدة الشيا، الحمض الهيالوريني، العسل، الطين، وحوامض الفاكهة.
• خلال الليل:
تفقد البشرة بسرعة كبيرة من نسبة رطوبتها خلال هذه الفترة، أما نسبة الميلاتونين فتصل خلالها إلى أعلى مستوياتها. خلال هذه الفترة تقوم البشرة أيضاً بالتخلّص من السموم المتراكمة بفضل تسريع دورتها الدمويّة الصغريّة مما يسمح بوصول الأكسجين والعناصر الغذائية إليها بشكل أفضل. وهو الوقت الذي يتمّ خلاله إنتاج الخلايا الجديدة التي سوف تحلّ مكان الخلايا الميتة التي ترتفع إلى سطح البشرة. وهذا ما يفسّر ارتفاع نسبة جفاف البشرة خلال الليل.
يُشكّل النوم أفضل وسيلة عناية بالبشرة خلال هذه المرحلة ويُعتبر أخذ بعض الاحتياطات مفيد في هذا المجال، منها: عدم النوم في غرفة حرارتها مرتفعة جداً، تهوئة الغرفة قبل الخلود إلى النوم، التوقف عن التعرّض للضوء الأزرق الصادر عن الهواتف النقّالة، والكمبيوتر، والتلفزيون قبل 30 دقيقة من النوم.
يمكن أيضاً الاستعانة بعلاج الزيوت الأساسية العطريّة الذي يساعد على الاسترخاء من خلال إضافة بضع قطرات من زيت اللافندر أو البرتقال الأساسي على محرمة واستنشاقها. يمكن أيضاً الاستعانة بتمارين الاسترخاء التي تساعد على تسهيل النوم وتأمين الراحة للجسم والبشرة.
المصدر: العربية.نت – رانيا لوقا
#عاشق_عمان