طبعاً التوقف عند رأس المنعطف ذو الإشارة المثمنة إلزامياً، ولكن في البلاد التي تلتزم حرفية نظام المرور، أما نحن لا نقف إلا إذا أخافتنا مركبة أخرى قادمة مسرعة، والأمر المؤسف ما زلنا نعتبر الإشارات الجانبية شيء زائد، لذلك تصاب بالمغص والقهر، إن كنت ممن تعود أن يعطي الإشارة الصحيحة أثناء السياقة، وتوقفت عند منعطف تنتظر سيارة قادمة حتى تمر لتدخل الشارع، ولكنك تتفجأ به ينعطف دونك، بل وفي نفس المنعطف الذي تقف فيه (أنت) منتظراً مروره، وكان الواجب عليه، أن يعطي إشارة تفيد بنيته في الإنعطاف، حتى يسمح لك بأخذ الطريق، فلا تضيّع وقتك في الإنتظار.
إذن؛ هناك وقوف إلزامي يجب أن يعرفه كل سائق، وهناك تخفيف للسرعة بغرض إفساح الطريق حسب أفضلية الطريق، ولكن كيف تتأكد أن السائق القادم من الشارع الرئيسي يريد الإنعطاف؟ فقط إذا رأيته أعطى الإشارة الجانبية لتوه، وليس ذلك فحسب، وأنما شرع في تخفيف السرعة فعلياً، ولكن فقط افعل ذلك بعد التأكد من صدق نيته، فربما يكون قد ناسي الإشارة شغالة، وهنا مكمن الخطورة والخديعة، أما في غير هذه القراءات فلا تجازف، وإذا رأيته يعطيك إشارة بضوء الإنارة العادي، فقد يقصد بذلك التحذير، وليس السماح بدخول الطريق أمامه.
إن السياقة في بلادنا أصبحت مجرد ضربة حظ، وليست امتهان واحتراف، ولن يتأتى ذلك لنا إلا بقناعة من القائمين على نظام المرور أولاً، وطالما ظلوا واثقين ومقتنعين بجودة النظام، وإن نظام المرور أصبح مكتملاً ووافياً، ولا يحتاج إلى المزيد من العناية والرعاية، فسيظل الحال يسير في تدني مستمر مع الأسف، وذلك برغم الزيادة المضطردة في عدد السواقين كل عام، وكذلك عدد السيارات والشوارع، فكل هذه الزيادات توسع من مخاطر حوادث المرور، وأن معظم السائقين لا يهتمون بنظام المرور، طالما ظلت عليهم العين باردة، والرادارات لا تصنع نظام مرور جيد، فهي عملها يشبه عمل حصالة النقود لا أكثر، ولا حتى المطبات التي أصبحت اليوم السِّمة الأبرز في شوارعنا العُمانية.. اللَّهُمَّ ألهم مسؤولينا الرغبة في مواكبة تطور نظام المرور حول العالم.
– أعلم أخي السائق:
{إن السياقة: “فن، وذوق، وأخلاق” وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فاخذ حاجتك من الطريق، وأتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.
حمد بن سالم العلوي – خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور / مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.