الأحبة من أهل وطني الغالين، أخشى في الآونة الأخيرة من أن ندخل في أتون الدول الأخرى والعادات غير الحميدة، والتي لا تعكس رزانة تلك الشعوب ورصانتها، في ظاهرة تتبع الحياة الخاصة لملوكها (عائلاتهم) واشتغالهم بذلك عن بناء أوطانهم وتعزيز أنفسهم، وتسييج ثغورهم من أجلها، فنَتُبَّ أولاد السلطان وحرمه أين يذهبون ما يفعلون ما أمنياتهم الخ
نتب من يشبههم (كما في فيديو أخير والخلط فيه) فنقول هم، أو من يشبه حتى صوتهم فنقول هم ( كما دعاء تم تداوله أخيرًا)!
ليتزن العمانيون وليثقلوا فالرزاحة والرجاحة زينتهم، فلا يتركوها.
لنا هيثم بن طارق سلطانًا كريمًا، وما كان من مهمات رسمية لأعضاء الأسرة، أما ما دون ذلك من حياة خاصة فإيانا والخفة، أو نكون على غير عادتنا في الرجاحة والرزانة، فعمان تريد ما تتضاءل الهامات دونه من عمل وفعل، وهذا لا يتأتى بانشغالنا بالحيوات الشخصية الخاصة، وتتبعها، فلا تلزوا في الناس، وتتمنوا عليهم ما ليس منهم أو من اهتماماتهم، واتركوهم يعيشوا حياتهم أحرارا، لا يخشوا الطفيليين، يبنوا عمان مخلصين من حيث هم، أولاد سلطان أو وزير أو موظف صغير.
هذا من مستجد السلطانيين العظيمين، ولم تعتد عليه عمان خلال الخمسين سنة الماضية ولا شعبها، فليكن فارقًا إذن مضيفا داعما غير مؤثر لا على السلطة والسلطان، ولا على الشعب ورجاحته حتى لا يكون الشعب تافهًا خفيفًا، أو يكتب عنه ذلك كما كتب ويكتب عن غيره، فأولاد السلطان كما أولاد كل العمانيين يصبون لخدمة عمان بهدوء دون ضجيج ولا ادعاء، ودون الحاجة إلى كونهم أولاد وظيفة بعينها سلطانًا أو وزيرًا أو غيرهما، بل أولاد مخلص عماني محب، وأسرة عمانية كريمة، حاكمة وغير حاكمة..راعية للمروءة والعزم والهمة العمانية، والتي أكد عليها وأصَّلها في العصر الحديث جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه ورحمه، والذي على نهجه قائم بإذن الله سلطاننا المؤيد هيثم حفظه الله، ونحن من خلفه -رقيًا وسموا وركنًا متينًا- سائرون.
حفظ الله عمان وجلالة السلطان
حفظ الله الشعب والأوطان
عبدالحميد بن حميد الجامعي
الأربعاء
١٩ جمادى الأولى ١٤٤١ هـ
١٥ يناير ٢٠٢٠ م
#عاشق_عمان