سواء أكنت تمشي سريعاً حول الحديقة أو تقوم بممارسة تدريبات مكثفة في صالة الألعاب الرياضية، فإن التمارين الرياضية جيدة لصحة الإنسان بشكل عام. ولكن ما توصلت إليه دراسة علمية حديثة سيثير دهشتك، لأنه سيمكنك الحصول على فوائد التمرين الجيد دون تحريك العضلات، وفقاً لما نشره موقع ” Science Daily”.
علاج لأمراض الهزال العضلي
اكتشف فريق باحثين في كلية الطب بجامعة ميشيغان الأميركية، الذين يدرسون فئة من البروتين الطبيعي المسمى “سيسترين”، أن هذا البروتين يمكن أن يحاكي العديد من تأثيرات التمرينات في الذباب والفئران. وربما تساعد هذه النتائج العلماء في نهاية المطاف على اكتشاف علاج لأمراض هزال العضلات بسبب الشيخوخة أو لأسباب أخرى.
وقال ميونغجين كيم، أستاذ مساعد في قسم علم وظائف الأعضاء الجزيئية والتكاملية بطب ميشيغان: “لاحظ الباحثون سابقًا أن [بروتين] سيسترين يتراكم في العضلات بعد إجراء التمرينات [الرياضية]”.
ذباب الفاكهة
وأوضح كيم، الذي يشارك في البحث مع بروفيسور جون هي لي وزملائهما، أن الفريق البحثي أراد معرفة المزيد عن الصلة الواضحة بين هذا البروتين وممارسة الرياضة. وبالفعل بدأوا تجاربهم على مجموعة من ذباب الفاكهة مستفيدين من جهاز ابتكره متعاونون معهم هم بروفيسور روبرت ويسيلز وبروفيسور أليسون سوكوفسكي من جامعة واين ستيت في ديترويت.
الآثار على فئران التجارب شملت الآثار المفيدة لبروتين سيسترين أكثر من مجرد تحسين القدرة على التحمل. بل ثبت أن الفئران، التي ينقصها بروتين السيسترين، افتقرت للقدرة على ممارسة تمرينات رياضية وتحسين التنفس وحرق الدهون المرتبط عادة بالتمرينات.
وقال هي لي: “من المرجح أن يتمكن سيسترين من تنسيق الأنشطة البيولوجية في الجسم عن طريق تشغيل أو إيقاف مسارات التمثيل الغذائي المختلفة. ويعد هذا النوع من التأثير المشترك مهم لإنتاج تأثيرات التمرين”.
دراسة مستقلة ذات صلة وتعاون بروفيسور هي لي أيضًا مع بروفيسور بورا مونيوز- كانوفيس، من جامعة بومبيو فابرا في إسبانيا، في دراسة تهدف إلى إثبات أن بروتين سيسترين الخاص بالعضلات يمكن أن يساعد أيضًا في علاج ومنع ضمور العضلات التي تتوقف عن الحركة لفترات طويلة، مثلما هو الحال عندما وضع أحد الأطراف في جبيرة. وأوضح هي لي: “تؤكد هذه الدراسة المستقلة مرة أخرى أن سيسترين وحده يكفي لإنتاج العديد من فوائد الحركة البدنية والتمارين الرياضية”.
مزيد من الجهود مستقبلا ولكن يبدو أن الطريق مازال طويلا أمام التوصل إلى إنتاج مكملات غذائية من بروتين سيسترين. فبحسب بروفيسور هي لي: فإن “جزيئات بروتين سيسترين صغيرة للغاية، لكن يجري العمل على إيجاد مُعدِّلات لهذه الجزيئات الصغيرة”.
كما أضاف بروفيسور كيم أن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى الكيفية التي تؤدي لإنتاج سيسترين في الجسم عقب التمرينات الرياضية، وهو ما يعد “هذا أمر بالغ الأهمية للدراسة المستقبلية ويمكن أن يؤدي إلى علاج للأشخاص الذين لا يستطيعون ممارسة الرياضة”.
المصدر: العربية.نت – جمال نازي
#عاشق_عمان