” إن المعرفة هي نتاج الفكر والتفاعلات الإنسانية، وتدوينها حفظٌ لذلك الإنتاج، ومُنبئٌ للخلف بما وصل إليه السلف في أي مرحلة من مراحله، والمعرفة كذلك صانعةٌ للفكر، من حيث كونها أساساً تراكميًا يبنى عليه الإنسان ليواصل تقدمّه الحضاري والثقافي والمدني. ومما لا شك فيه أن العمل الموسوعي الذي بين أيدينا يُعد انبثاقًا من هذه الرؤية، بل هو من أعلاها شأواً وأهمية، حيث يتتبع المعرفة من جذورها، ويجمعها من أشتاتها، ليضم ما أنتجه الإنسان العماني في لحمة واحدة، وفق منهج علمي دقيق مبنيٍ على الموضوعية والشمولية والحياد.
وفق هذه الرؤية، تحقق الموسوعة العمانية أهدافًا عديدةً وهامةً من بينها: بناء المعرفة وتأكيد ديمومتها وتطورها، وحفظ الذاكرة الوطنية، وتعزيز الهوية الثقافية وترسيخ جذورها، وإبراز التعددية الاجتماعية وتوجيه طاقاتها ومقدراتها نحو مستقبل أفضل وعالم أرحب.
إن الموسوعة العمانية دليلٌ واضحٌ على أن عُمان اختطت لنفسها نهجاً تحفظ به طارف مجدها وتليده، وتسجل فيه ما أنتجه أسلافها، وتضم إليه ما يبدعه إنسانها المعاصر. فالموسوعة تستقصي كل ما أنتجه العماني في حضارته الضاربة في القدم، وكل ما يمُتُ إلى عمان بصلة، لتكون عمان بذلك حاضرة أمام عيون العالم، مكملة للوحة الإنسانية العظيمة، سادة ثغرة لا يسدها غير العمل الموسوعي.”
#عاشق_عمان