رسائل حب بقلم طالبة مغتربة على أرض الكفاح


بقلم: سيدة الأمل
الأربعاء٥/٥/٢٠١٠
الساعة الخامسة مساءا




على وقع أصوات حقائب تجر في طريق العودة إلى البيت الدافئ أمسكت بقلم الحب وأنا أقف خلف جدران غرفتي وسط أكوام من الورق وضجيج أنفاسي اللاهثة في عالم الشوق والحنين...
ممسكة بأوراق تلطخت بدموعي المتعبة وأوشكت أن تتمزق من حرارة ما جادت به عيناي
قلم الحب الذي أراد أن يكتب الآن لقمري حياتي.. أمي وأبي...
لأخبرهم عن رحلة غربة بصمتها كفاح نفس أحسنوا سقياها لبن الصبر
لأكتب بحب إلى دفئي الثاني... جامعتي... ولكل ما حوت
الآن ويداي متشبثتان بقلم الحب هذا تعبث عيناي في أرجاء غرفتي
وأثناء عبثها هذا استوقفتني للتأمل في وسادتي فنشأت أخط رسالة حب إليها...
إلى وسادتي مهد دموعي
أنيستي في ليالي العلا
من كانت ولا زالت تحتضن رأسي قرب ساعات الفجر بعد صراع بين أوراق ملئى بلمسات أقلامي المجتهدة العابثة بألوانها على صفحات كتبي وبين عينان ظامأتان إلى نوم عميق غاب وسط ضجيج أجنحتي وهي تستعد في كل ليلة لمعانقة النجوم...
........

ثم سرعان ما امتد نور عيني نحو أرفف خشبية تأن من حمل ثقيل
وبقلم الحب كتبت لها مواسية:
مهلا أيتها الصامدة....
ألم نتعاهد على السير في درب التميز مهما ثقل الحمل عل ظهورنا!!
أتذكرين هذا العهد
صبرا أيا رفوفي عهدتك حضنا دافئا لكتبي وأوراقي
صبرا فما بقي إلا القليل ويغادرك أطفالك إلى حيثما أتو على أمل أن يجود الخريف القادم بأطفال آخرين يسكبون على قلبي شهد علم ما ارتوت نفسي منه يوما


.......

التفت فجأة وإلى اليمين من غرفتي المتواضعة وجدت كرسيا صامدا كجبل أبى أن يخون أجداده ممن مكثوا على نفس الأرض المعطاء
كان يمكث هناك وصمت مخيف يتربع على عرشه
إنه يفتقدني!
آه أيها الكرسي ..
أيا سريري الثاني!
لكم دفعتني الظروف لأن أنام عليك هاجرة فراش الراحة مطلب كل متعب على هذه الدنيا
عذرا أيا نفسي إن أجبرتك يوما على الخلود للنوم في كرسي صلب لطالما أرهقني المكوث عليه لساعات طوال أقلب فيها بين دفاتر حياتي الجامعية..
وأستنشق عبير علم خط على كتب ثمينة
عذرا وعذرا فإن لي نفس تناطح السحاب علوا
وتعانق في كل يوم نجوم السماء
حتى بنت لها قصرا في سماء الكفاح....حيثما يطيب لنفسي السكنى


.........


وأنا أخط هذه الكلمات أفزعني صوت قادم من أعماق أوراقي التي كومتها صباح هذا اليوم وأنا أوشك على وضع نقطة النهاية في مشروع حدوده عالم الطفولة
أتدرون ما كان ذلك الصوت؟
بل الرنين الراقص في عالم الحماس
إنه غناء ساعاتي المدللة الغائب تحت أوراقي
رميت قلمي وتسارعت يداي باحثة عنها وهي تغني أغنية المجد في الساعة الرابعة صباحا!
أجل الساعة الرابعة صباحا هو موعد وصول ذرات التفوق إلى رئتي كي تعيد لي أنفاس يوم جديد مستلهمة نفسي لاكمال ما تبقى من مشواري في ربيعي الثالث من حياتي هنا... على أرض الفرح... جامعتي
أمسكت بتلك الساعة الراقصة وأوقفت غنائها دمعة من عيني وأنا أتذكر كفاحي وألمي وتضحياتي لبلوغ العلا
أمسكتها لأقبلها شكرا وعرفانا!
ولازالت تتراقص من من الرابعة إلى الرابعة
صباحا ومساءا
إنه وفاء الوقت!

........

وعلى جدران غرفتي
طبعت رسالة حب أخرى
رسالة حب للونها الأزرق الذي أبدعته أناملي
رسالة حب لدفئها الذي يغمرني كلل ليلة شتاء
رسالة حب لدروس الصبر والقوة التي لقنتني اياها
رسالة حب لعبارات سابحة في أفق النجاح تألقت هنا وهناك
ورسالة حب لسبورتي الصغيرة ولآخر بصمة لي عليها

...........

لا تخافي يا حقيبتي فإني لم أنساك من رسائل الحب..
ولا تهني ولاتحزني فإني قد رأيت حزنا قد علاك فركض قلم حبي مواسيا لك
أعرف أيا مدللتي أنا السكنى في علية دولابي سجن تنتظرين حكم الافراج منه كل يوم أربعاء
لكن اعذريني فالليوم نفس العلا الباكية على ما مضى من فشل جادت به الحياة قد استلهمت جهودها لتتسلق سلم التميز من جديد
فمنعتني من فرحة اللقيا بأقمار حياتي
فخذي مني صبري الأزلي لتعيشي الحرية حتى نهاية هذا الربيع
أجل أيا حقيبتي
لن نعود غدا أو بعد غد
بل سنمكث هنا حتى انتهاء حصادنا في هذا الربيع
لأعود بعدها وأنا أحمل التميز في داخلك
سنعود يومها بأعراس الفرح في عوالم الحب
حب وطني حضني الدافئ
حب كفاحي المتألق في سماء التميز
حب صفحات كتب حياتي المغموسة في كوؤس العلم

.......

بقلم الحب سأكتب للنجاح ألف عنوان وعنوان
بقلم الحب سأشق طريقي وسط جبال الكذبة الكبرى "الظروف"
بقلم الحب سأعلمكم صنوفا أخرى من الحب
مهدها عوالم لم تقطنوها بعد
لكنها تسكن في دواخلكم
وبقلم الحب فتشوا عنها
فلم ولن ينتهي مداد قلم الحب
وسيظل يكتب لكل ما يستحق الحب في هذه الحياة
ومن بين كلاماتي الضائعة بين معاني الحب اجتث لكم منها سؤالي العابر على ممرات حياتكم:
......أأدركتم الآن أين يكمن الحب؟!.....

.......ز

والآن استأذن كل عين مدققة يتنقل بؤبها بين كلماتي وهي لا تزال تائهة في انتقاء اجابات لسؤالي
واضعة بذلك غطاء قلمي خشية أن يجف حبر الحب في داخله
فلتجعلو أقلامكم تجود بالحب!