رثائية شذى
أحببت ادراج هذه الرثائية تزامنا مع الخاطرة التي أهديتها هنا قبل ايام لروح الطفلة شذى التي هزت وفاتها الجميع
هذه الرثائية بقلم الأستاذ: أحمد العبري
" ورحلت شذى"
هكذا هي الحياة..
لا تكاد تبتسم إلا تتكدر
ولا تكاد تصفو إلا تتعكر
حياة نشتغل لها وليس بها
تأخذنا في لحظاتها لننسى أننا عما قريب لها مودعون..
وعن نعيمها تاركون..
نغفو لحظة لنصحو على رحيل فلذات أكبادنا
وأزهار أعمارنا
هكذا رحلت شذى
رحلت ورحلت معها طفولتها البريئة
رحلت ورحلت معها ابتسامتها الطفولية الجميلة
ورحل معها فستانها الجميل التي طالما انتظرت أن تريديه في حفلتها السنوية
رحلت ورحلت معها حقيبتها الوردية الصغيرة والتي خبأت فيها أقلامها وألوانها
رحلت ورحل معها دفترها الذي رسمت فيه مدرستها الجميلة وباصها الجميل الذي ينقلها إليها
رسمت هذى الحياة وهي تنظر إليها بغاية الجمال
رسمتها ولونتها بأجمل الألوان لأنها لاتعلم من الحياة إلا جمالها
لاتعلم شذي أن المدرسه ستكون آخر محطات عمرها
ولاتدري أن باصها الجميل سيكون سبب رحيلها ولاحتى فستانها الذي جهزته لحفلتها سيكون كفنا لها
وحتى لا تدري شذى بأن حقيبتها الجميلة سترافقها الى مثواها الأخير
بوركت ياشذى أما والله لقد سقناك في عرس آخروي فلبست فستان الفرح الى روضه من رياض الجنة
اعذرينا يا شذى لأننا في يوم عرسك ذرفنا دموعا لرحيلك وانفطرت قلوبنا حزنا على فراقك رغم علمنا بما أنت فيه من النعيم فالأطفال اشتاقوا إليك قبل رحيلك ومعلمتك المخلصة أبكتها ذكرياتك الجميلة
وطاولتك وكرسيك الجميل بات هادئا
وجدران فصلك تشكي الصمت والهدوء ونحن نذرف دموعا على أب ينفطر حزنا على أشلاء ابنته التى تناثرت في الطريق وأم تنتظرك عند الباب مثل العادة لترى ذلك المشهد المأساوي بكل تفاصيلة
أين لعقل أن يصدق هذا إلا في زمن طغت فيه ماديات الحياة وأنهكته حوادث الطريق وبتنا في حرب لانعلم نهايتها ولا تفاصيلها كل ما نعلمه أن العدو واحد والضحية هو شعب برمته فبات علينا أن نودع الحياة عند كل لحظة نعم حق لنا البكاء ياشذى
ولكن يظل سؤال إلى متى ؟