فلسفة الحب والأخلاق
قد يصاب البعض منكم بالاندهاش أو هستريا الضحك ما أن تقع عيناه على توقيعي في ذيل الصفحة، نعم، أروع ما في الحب أننا ندرك كم كانت حياتنا رائعة قبله، وندرك تماما أيضا كم هي مريعة بعده، أما الفترة الوسطية بينهما فهي مزيج من الروعة والترويع، مزيج من اللذة والألم، اختلاط لأمزجة شخصين قد تتجاذب شحنتيهما في لحظة أو قد تتنافران في لحظات أخرى، أحسب أن الحب مسألة وقوع، إما داخل دائرته أو خارجها، وفي كلا المسألتين أنت أمام هذين الفعلين، بين دخول حب وخروج آخر، كنت أحسب أن مدخل قلبي أضيق من سم الخياط لأن تنفذ من خلاله أنثى لا تحمل في صدرها سوى شمعة من كلمات السحر الأنثوي، تذوب أنوثة فتذيب ما حولها، تتألق وهجا فلا يسع مغرما مثلي، كأي حشرة طائرة، إلا أن تصاب بالإغواء جراء نورها الساطع البراق وسط العتمة، فتنقاد إلى النور الباهر، وبعد النور إلى المحرقة!
هكذا هي تراجيديا الحب، كما الحرب، في النهاية عليك أن تحسب الخسائر حتى وإن كنت الظافر بالنصر، ثم أي انتصار هذا الذي سيكون على أتون جسد الحب المنهك! أنا أجزم أن الحب هو أحد الاختراعات البشرية القديمة للإيقاع بطرف آخر، أو بالأحرى لامتلاكه باسم الحب، عموما لا شأن لي بهذه الخدعة طالما أن كلا الطرفين على قناعة بأفعالهما يعيان تماما التبعات المصاحبة لهذه اللعبة الخطرة!
أتوقع أن الحب في الماضي كان يخلق ويتخلق بالقرب من منابع المياه، لأنها منبع الحياة، هناك كان الحب يتوالد ويتكاثر ليس بين بني البشر فقط بل بين سائر المخلوقات من طيور وحيوانات، أما الآن فأنا أجزم أن معظم الحب الحديث هو وليدُ لقاءات انترنتية أو أثيرية تعتبر منابع الحياة العصرية. صار الحب مغلفا في هوية رقمية، في كلمات لم تخلق إلا لتؤثر في أشخاص بعينهم.
الحب هو الالتقاء بشخص مميز، وهذا يعني عدم التوقف عند الأشخاص العاديين، إنما الحب هو تطلعك إلى الأشخاص الخلاقين والمبدعين والبارعين في مجالات عملهم، وعندما تنشد الحب فإنك تصبو إلى الكمال، ومن يصبو إلى الكمال يريد حبه أن يكون كاملا. عندما تكون على قيد الحب فإن سماءك صافية وحياتك العاطفية في صخب وقيودك الأخرى لا تحز قلبك ولا معصميك، أنت إنسان حر إلا من حريتك! حريتك التي باتت مسلوبة بإرادتك لصالح طرف آخر، بعض السنوات تكون واعدة على الصعيد العاطفي، وتحمل إلينا بالهدايا والفرص الثمينة واللقاءات والتغييرات التي تثري مفكرتنا الغرامية. كم نحن سعداء بما يحدث بيننا وبما لم يحدث بيننا!
دعونا من هذا المرض الذي كلما أصبت به أرفع أكف الدعاء بأن لا أشفى منه!
دعني أحدثك عن أمر آخر وتحمل فظاظة كلماتي.
أنت بحاجة إلى صفعة كي تفيق، كيف تعرف من أنت، ماذا تكون، وماذا تريد، هل أن جسد، أم فكر، أم عقل أم ماذا، ماذا أنت؟ يا جاهل! لا بد أن تعرف من أنت، هل أنت إنسان أم حيوان؟ ألا ترى أننا في عصر الشر(موضة) وكل شيء يسير على وقع الموضة؟ ألم تر أن الحب والطب أصبحا مجرد تجارة؟ يساق فيها مريض الحب ومريض الطب إلى دائرة الإفلاس العاطفي والجسدي؟
أنت بحاجة إلى أكثر من كف على خدك كي تفيق، كثيرون هم الكذابون والمخادعون، كثيرون أصبحو أولاد الرذائل لا أرباب الفضائل، نحن نقرأ " ألم نشرح لك صدرك" وهم تقولون لك دعونا نشلح لك صدرك، هذه هي الشرموضة التي تريدونها، شرموضة التمدن العاري، شرموضة النفاق البعيد عن أي وفاق، يا فتيات، ما أسهل خداعكن، بشقلبة حرف واحد (M/W) انقلب حالكن من الويك أب إلى الميك أب (WAKE UP/ MAKE UP)، انقلب حالكم جميعا من تعطش فكري إلى عطش جسدي ومادي، يا ناس يا عالم يا هووووه، يقولون علمني من ألمني، لكننا لا نحب أن نتألم فكيف سنتعلم؟
هناك أشياء لا نتعلمها إلا من أضدادها، فلن نتعلم الحق إلا من الباطل، ولن نتعلم الأدب إلا من قليل الأدب، إننا لسنا بحاجة إلى شعارات وانتماءات بقدر من نحن بحاجة إلى الأخلاق، نحن كخرز المسبحة، لا يربطنا سوى خيط الأخلاق الرفيق، ومتى ما انقطع هذا الخيط فإننا سنتفرق ونتناثر هنا وهناك، صديق لي أراد من صديق له أن يبحث له عن أرض في المنطقة الفلانية، الصديق الآخر استفسر عن عمولته في هذه الصفقة، فرد عليه صديقي بكل خيبة أمل فيه " لا خير في صداقة تغذيها المادة"، أنظر كيف صار بنا الحال، لم تعد هناك أخلاق نلبسها بل صرنا نخلع أكثر مما نلبس، ونتذمر أكثر مما نشكر، فزالت البركة من النعم، إن فضيلة الأخلاق تعود بي، ليس غرورا ولا تواضعا، إلى حادثة وقعت لي أو بالأحرى تسببت في حادث بسيط تضررت جراءه مقدمة سيارة الطرف الآخر التي قدر لها أن تكون موجودة هناك دون صاحبها، وضعت رقم هاتفي وبعض كلمات الاعتذار على قصاصة ورقية وثبتها على باب السيارة، في المساء وردني اتصال من الشخص المعني ودار بيننا حوار وأخذ وعطاء، طلبت منه أن أودع في حسابه المصرفي مبلغا كي أساعده في إصلاح الأضرار التي تسببت بها، فرد عليّ بكلمات أخرستني بأنني أودعت في حسابه الأخلاقي "أمانة" ستكفيه العمر كله. كم نحن بحاجة إلى مثل هذا المصرف الأخلاقي!
بالنسبة للحب فهو نعمة و نقمة وأتفق تماما معك في كل كلمة سطرتها بالأعلى
أما (الشرموضة) فأصبحت واقعا في مجتمعنا سواء أبينا أم رفضنا
ويبقى الفيصل بينهما هو الوازع الديني والتربية الصحيحة
ولا أتفق معك بأن هذه الشرموضة أثرت فقط ع بني جنسي بل الحال سيء ان لم يكن أسوأ لدى الشباب
عذرا ع الاطالة ولكن طرحك الرائع دفعني للكتابة..تقبل مودتي
بالنسبة للحب فهو نعمة و نقمة وأتفق تماما معك في كل كلمة سطرتها بالأعلى
أما (الشرموضة) فأصبحت واقعا في مجتمعنا سواء أبينا أم رفضنا
ويبقى الفيصل بينهما هو الوازع الديني والتربية الصحيحة
ولا أتفق معك بأن هذه الشرموضة أثرت فقط ع بني جنسي بل الحال سيء ان لم يكن أسوأ لدى الشباب
عذرا ع الاطالة ولكن طرحك الرائع دفعني للكتابة..تقبل مودتي
فعلا هو كذلك كما تقولين، الشرموضة لا تفرق بين جنس وآخر، هي فقط جرعات قد يتجرعها شخص أكثر من الآخرين.