سيدتي العزيزة
بهذا أكون قد وصلت إلى طي الصفحات الأخيرة من روايتك...رغم أن الكاتبة تحفظت على أشياء كثيرة في هذه الرواية... عموما للكاتب حق في أن يخلق الأبطال والأشرار في روايته حسبما يشاء...

مهما كان الطريق طويلا لا بد له في يوم من الأيام أن ينتهي.. نحن لا نسير في دائرة مفرغة، هكذا أرى الحياة... نفق طويل ومظلم لا نرى النور الذي ينبثق من طرفه الأخر إلا إذا تابعنا المسير وتلمسنا طريقنا وسط العتمة، لكن حتما هناك مخرج،، هناك نور..هناك شمس تسطع كل يوم ..وهناك شخص ينتظرنا عند حافة النور.. هذا الشخص هو من سيأخذ بيدنا إلى نهاية المطاف..

تسألينني عن قلبي!
قلبي قلب انقسامات،، قلب ثورات وقلب انتفاضات... قلبي لا يحب..ربما لا أحب الحب،، أو لا اعرف كيف أحب،، ما اعرفه هو أنني، ودون قصد، أوقع الآخرين في الحب، لا أجد سببا يدفع الطرف الآخر إلى الوقوع في الحب معي،،، لم أجد في حياتي حبا أصدقه في نفسي، رغم أنني أتحدث بلغة الحب، وأتنفس عوالمه بداخلي، لم أضحِ لأحد باسم الحب،، ولم أجد لذة الحب في أي درب سلكتها،،، لا أدري،، ربما فقدت المشاعر في مرحلة ما من حياتي... حياتي يزاحمها الطرف الآخر أو من يطلقن على أنفسهن لقب الحبيبات، يال بؤسي!

رغم ذلك لم استطع أن أحب، أنا فاشل (حبيًا)!! إذ لا يراودني شعور الحب مع أي أحد، ربما مرة واحدة فقط عندما أحببت تلك الفتاة لِمَا لمست في نفسها من الأحاسيس الجميلة حينها، بالرغم من الفارق العمري والعقلي والزمني والمكاني بيننا ،، وعندما أرغمها والدها على الزواج، بكيت يومها بحرقة كما لم أبكِ من ذي قبل وأنا اقلب صورتها بين يدي،، كم هي جميلة،، رائعة،، بريئة كطفلة..تذكرني برواية "ذاكرة غانياتي الحزينات" لجبرايل جارسا ماركيز. حين أحب تلك الفتاة الصغيرة وهو على عتبات التسعين من العمر، ربما كان ذلك حبا أولا وأخيرًا، ربما أعطتني الحياة فرصة واحدة فقط كي أجد نفسي فيها، لكنني أخفقت، وكان إخفاقي خارج دائرة السيطرة.

كيف لهذا القلب الذي أتعبته السنون أن يجد يدا حانية ترممه وتسد الثقوب التي خلفتها السهام المصوبة إلى سويداء (قلبه)، هل يا ترى ستكون على مقاسي،،،بعقلي،، بطولي،،بنحافتي،ببؤسي ، بشقائي،، بضحكتي،،بكل شيء مني تقريبا، كأني أبحث عن نسخة عني! هل سينقسم لها قلبي، أم سيظل كتلة صماء بلا انقسامات؟ لكن في النهاية هل استطيع أن أحبها؟

ما بالك يا قلب تنقسم، وتسلب مني للآخرين مساحة من وقتي وعقلي وقلبي... حتى وإن كان دون حب... توقف يا قلب، وارفض العروض التي تطالب بودي، أخبرهم بحقيقتي وأنني والحب لا نجتمع، أخبرهم أن الدروب معي لا تستمر، فأنا دائما أسلك دروب قطاع الطرق، فأتحدى بها ثقة قلبي وقلوبهم، قل لهم بأنني أريد أن أكون بعيدا عن الحب، وأنه من المستحيل أن أكون عبدا للحب، أنا سيد الحب والسيد يعطي بقدر ما يأخذ! أعلنوا علي الحب،، وأعلنوا علي الحرب، فلربما حينها أتعلم فنون الحب بلا حرب!

أليس شعور الصدمة بجميل؟ أن نصدم بشخص لا نتوقع منه كل هذا!!

أقول لك هذا لأنني تعبت،، تعبت من نفسي وتعبت من التخفي،، ... وربما هي رسالة صلح مع نفسي...

لا تهتمي لأمري

فأنا لا أعرف الحب

فقط أنــــا هو الذي أحبه أكثر!!