إلى نقط من النساء!


إلى من تملك قلبي..إلى (نــ…ـــقــطـــتـــي) الغالية

يسرني ويسعدني في غاية السعد أن أكتب لك في هذه العجالة بعضا من الكلمات علّها تجد نصيبا بين أرفف ذكرياتك ليخلدها تاريخ الأبدية بين عتبات الأيام والسنين..

نقطتي الحبيبة!!!...تود شرايين القلب أن تبوح لك عما يكنه فؤادي تجاهك...فبدماء الفؤاد أصيغ كلماتي...وبهمسات ندى الصباح أرسم خطواتي لتصلك عبر نبضات القلب...

بمزيج الدم الأحمر القاني..وبدمع العين أرسم البسمة على طرف الشفاه...أكتب لك من نبض العيون الساهرة هذه الكلمات المتمردة على قلمي..مثل حبي الذي تمرد على عقلي...أناديك فيها بعمري..بحياتي..بأطيافك التي تجوب سمائي التائهة بين الحروف والكلمات..بنسمات الحب الغامرة... أناديك .. خلف الغبار .. ومن على أقواس الغيوم ... وبين حبات المطر ..

أهواك يا ميناء فؤادي .. فأنت دنيتي ...وأنت النقاط التي بدونها لا تتشكل كلماتي ولا تستمر حياتي.. وأنت من أخوض لأجلها أقسى فصول الحب وحروبه .. فقد أعلنت عليك الحب .. مثلما أعلن الحب عليّ تعاويذه .. وسأكتب بشتى لغات البشر .. أني .. أهواك .. وأحبك...

نقطتي الغالية .. لغيرك ما أبحرت سفن عيني .. ولسواك ما طربت قيثارة أذني .. فقد زرعتك في قلبي زهرا .. ونقشتك في صدري ذكرى ..

أخط لك هذه الكلمات وأنا أرقب عقارب الساعة وهي تفرك عينيها بعد ليل طويل، أكتبها وأنا أرى الحياة تتفتح كزهرة ندية على وجنتيك المتوردتين، أرى الفجر يتنفس بأنفاسك العبقة، وأرى الليل يجر أذيال عتمته بعيدا عن شمس عينيك المشرقتين، أرى نسيم الصبح وهو يستحم بعطور الجنان على كتفيك، أبحرت كثيرا لكنني لم أجد أنثى تشبهك في حياتي، لم أجد أنثى ترسم الطبيعة بفرشاة حسنها ودلالها، تجر الريح مع أنفاسها، وعلى مقلتيها تبحر الأمواج والأنهار، وترتسم الحياة بين ثغرها المبتسم، أي سحر تبعثين به يا درر الكواكب الشرقية، أي نور هذا الذي ينبثق من جوهر عينيك المتلألئتين، وأي شوق هذا الذي بدأ يعصف بي، غاليتي...إن صحراء حبك تقتلني عطشا، وواحات شفتيك تزيد من ضمأي كلما زرت طيفك لارتشف من عناقيد ثغرك المتبسم.

أوصالي ترتعد...وأطرافي ترتعش... راحة يدي تمتد إليك بخجل مكسور... كنبال أفلتت من أقواسها لتصافح زهر يمناك... أجلس أمام طيفك أصغي ولكن لا أسمع...أنظر ولكنني لا أرى...فصوتك موسيقى تراقص نبض فؤادي... ونظراتك سهام نارية تخترق صدري...ماذا جرى لي؟ ما كنت ضعيفا أمام أنثى أبدا... مالِ كلماتي تذبل أمامي كالورود...ومال نظراتي تتكسر أمام عيني ببرود...ماذا فعلت بي؟ أأحتاج إلى كل تلك الخيوط العنكبوتية المنصوبة عند قصورك لأقع في غرامك! في شراك حبك! ما عدت أقوى على حبك..فحبك يحطمني..يقذفني من أعلى الشرفات...فأشد ما لقيت في حبك هذا... قربك مني ولكن دونما وصول... كيف السبيل إليك يا محبوبتي... فمُرُّ الزمان يشتد .. وظلي المكسور يمتد ..

أتخيلك ترقصين تحت النجوم المتلألئة بثوبك الأحمر الأخاذ .. والأقمار تراقص قوامك الممشوق.. وتحمل الريح شعرك المعطر إلى حدود العمر ..ليتني كنت عشبا تحت قدميك الصغيرتين .. أو نسيما يلف جسدك الناعم وأنت ترقصين .. وتتكسرين .. .. أحتويك بين خفقان القلوب ونبضها .. وأشق بأطراف أناملي عباب شعرك السرمدي .. قلبي يرتعد كصدى حجر ارتد من جوف غياهب بئرٍ قديمة .. طاويا بذلك فصلا آخر من فصول ذكرياتي!!!