وشـايــة قـلـب
للكاتب: إدجار آلان بو
ترجمة : بدر العوفي
بالعامية العمانية البركاوية

صحيح! كنت ارتجف،... أرتجف وخايف واجد...مثل ما أنا تو... لكن حالموه تقول إني مجنون؟ تعرف...المرض صحاني وقواني أكثر، تراه ما كسرني، ولا كسلني... حتى إنه سمعي زاد... تعرف إني سمعت كل الأشياء...بو في السماء... بو في الأرض، أنا سمعت كل شي ، عاد كيف أكون مجنون؟ سمعني! وشوفني كيف بحكي لك القصة كلها وأنا هادئ ولا كأنه في شيء.

هوه صحيح إنه صعب اقولك كيف الفكرة دخلت راسي أول مرة، لكن يوم اتسويت عاد ما رمت أخوزها من راسي، واستويت في بالي ليل ونهار، بس ما كان في نيتي شي، حتى ما كان عندي نية أسويبه شي، كنت احب الشيبة، وهوه ما جاله ضايقني، ولا هاني، أنا أصلا ما كنت أبغى فلوسه، لكن... أنا أقول يمكن عينه... هيوا... عينه صح! عينه كانت مثل عين الصقر، وحدة زرقا ، ويوم يشوف علي يبرد دمي، وشويه شوية، قلت أني لازم أقتل الشيبة، وارتاح من عينه موليّه.

هذا هوه اهم شي في الموضوع، أنته بعدك تحسبني مجنون... المجانين ما يعرفوا شي... تعرف، كان لازم تشوفني... كان لازم تشوفني كيف كنت أسوي شغلي سيده... عاد ما إنتباه... عاد ما فهامه... وعاد ما تعييره بو سويتها...كنت طيب لآخر درجة مع الشيبة في الأسبوع الأخير قبل ما أقتله... وكل ليله، في نص الليل، أسحب مرجام باب حجرته وأفتحه، شويه شوية... وبعدين، وبعد ما سويت فتحة زينه حال راسي، دخلت معي قنديل، كل شيء كان مصكوك... مصكوك، عشان ما يطلع أي ليت برع، وبعدين دخلت راسي، أوه...كان بتضحك لو شفتني كيف أتعير يوم دخلت راسي، حركته شويه شويه... عشان ما انهض الشيبة من غفايه، جلست ساعة لين ما أدخل راسي كله داخل عشان أشوف الشيبة وهوه راقد على فراشه. ها... عجب يكون المجنون ذكي لين ذي الدرجة، بعدين، ويوم استوى راسي سيده داخل الحجرة، طفيت القنديل تشه تشه.... تشه تشه، (لانه كان يسوي صوت) طفيت القنديل وما بقى منه غير ليت صغير على عين الشيبة...سبع ليلات وأنا على ذيك التاهبه، كل ليلة فنص الليل بالضبط... لكن كل مرة القى عينه مغمضنها، وكان مستحيل أني أكمل شغلي، لانه بو يضايقني ما الشيبه، بو يضايقني عينه الشريرة... وكل يوم، يوم يطلع الصباح، أروح حجرته ولا كأنه شي مستوي... وأتكلم معه بشجاعة، وأنهمه وأقوله : " عمي الشيخ" ... وأسأله عن ليلته... وكيف كانت...كذاك ...تشوف كيف أن الشيبه يبغاله يفكر واجد لين يشك في إني كل ليلة، وفنص الليل بالضبط، أشوف عليه وهوه غافي.

ويوم جات الليلة الثامنة، كنت واجد متحيط يوم أفتح الباب، حتى تعرف إنه شعرة الساعة كانت أسرع من يديني يوم تتحرك، وقبل ذي الليلة ما حسيت بقوتي بتاتا، ولا بذكائي... حتى إنه كان صعب أخلي فرحتي بإني فزت داخل فوادي، أفكر خلاص إني كنت هناك، وفتحت الباب، شوية شوية...وهوه أصلا ما يتوقع الأفكار بو جالس أسويها...هذيك الفكرة البسيطة ضحكتني...حتى يمكن إن الشيبة سمعني أضحك...أنا شفته قام يتقلب على منامه...وكأنه مستغرب..تو إنته يمكن تحسّب إني شردت...لكن لا...حجرته كانت مظلمة كما سواد الليل. (الدرايش كانن كلهن مرجومات...عن الحراميه يدخلوا البيت) وكذاك، عرفت إنه ما بيقدر يشوف فتحة الباب، وجلست أدفره شويه شويه...

دخلت راسي وكنت توني باغي ألبق القنديل...وما أشوف غير صبعي ينفرط على القنديل ...وانتزق الشيبة...نهض من فراشه...وقام يصرخ: " من هناك؟" تسمرت مكاني وما قلت شيء...سيعة بطولها وأنا ما تحركت ولا شويه...ولا حتى سمعت إنه رجع يغفي...كان بعده جالس على منامه يتسمع...كماي بالضبط...ليلة بعد ليلة...يصطاخ الموت ساعة ما يجيه من ورا الجدران.

فذاك الوقت سمعت ونه خفيفة...وعرفت إنها ونة موت...هذيك ما كانت ونّة وجع ولا حزن...أوه..كان كما صوت غصّة خفيفة طالعه من داخل روحة...روحه إلّي زاد خوفها...وعرفت الصوت زين..كان واجد منه بالليل...بالضبط فنص الليل..يوم كل الخلق نايمين...دق فصدري ...من داخل صدري...وقام يسير ويجي بصوت يخوف...هذاك الخوف إلّي خربط الأفكار بو فعقلي.

أقولك تراني أعرفه زين...وكنت أعرف بموه كان الشيبة يحس..المسكين...يرتحم...ولو إني ضحكت عليه من فوادي...كنت عارف إنه بعده ناهض على الفراش من ساعة ما سمع ذاك الصوت الخفيف..وقام يتقلب على منامه...وخوفه قام يزيد من ساعة ما صابه...وحاول إنه يسويله سبب وإلا حجة...بس ما قدر..كان يقول حال عمره: "ما شيء منه ذا..ذا إلا صوت الريح في الوارش...هذا بس فار يمشي فوق الدرج" ونوبه " هذا ما يكون غير عن مسيهرو الليل[1] باغي يسهرني"...كان أوين جالس يحاول يقنع عمره بذيك الأشياء بو يقولها...لكنه ما حصّل فايده. ما شيء فايدة..لان الموت كان يتقرب منه ويترصد له قدامه كما ظلته ...كان يَدٌور عليه دور ما دار...وهذيك الظلة بو ما تنشاف كانت السبب إلي خلى الشيبة يحس أن راسي كان داخل الحجرة...لكنه تراه هوه بعده لا شاف شي ولا سمع شيء

وجلست أحرص واجد...وصبرت..بس ما سمعته يرد يرقد..وقلت بفتح فتحة صغيرة في الصراج...واجد صغيرة...وفتحتها...أصلا ما تقدر تتخيل كيف أنا سويت ذاك ومحّد يشوفني...علين ما طلع ليت خفيف كما خيط العنكبوته..وطلع من ذيك الفتحة...وأستوى كله على العين الشريرة.

كان مدحرعينه...عينه كانت مفتوحة واجد... واجد..وثار دمي يوم قمت أشوف عليها...كانت واضحة كما عين الشمس...عينه كانت كلها زرقا..داكنه..وفوقها غشاوة لوّعت علي وخلت عظماني ترتجف..لكني ما قدرت أشوف شيء ...لا وجه الشيبة ولا جسمة...هذاك لأني خليت الليت كما لو إنه حد يقولي ...بالضبط على هذيك العين الملعونة.

تو أنا ما خبرتك أنه الشي بو انته ما تعرفه عن المجانين هوه أنه فهمهم قوي؟ ...أنزين ...أقولك..وفذيك اللحظة ..دخل صماخي صوت خفيف...لكنه سريع...كما الصوت بو تسويه الساعة يوم يخلوها داخل القطن...ونفس الشيء..عرفت ذاك الصوت زين...هذاك كان صوت قلب الشيبة...صوت قلبه يوم يدق...وهذا بو خلاني ما أقدر أمسك عمري..مرة كما صوت الطبل الي يضربوه عشان يشجع الجنود في الحرب.

وبذاك الشي كله...منعت عمري...وبقيت ما سك أعصابي...وكنت بصعوبة أتنفس...مسكت الصراج وما تحركت...وخليت الليت ما يتحرك فوق عينة المفتوحة...ذاك الوقت..دقات قلبة الملعونه قامت تزيد...وزادت...أكثر وأكثر...وفكل لحظة تزيد...أقوى وأقوى..أكيد الشيبة كان يابس من الخوف...قام يزيد بقوة... أقولك بقوة فكل لحظة..تسمع مني...أنا خبرتك أني كنت أرتجف...وعلين تو أنا بعدني أرتجف...آها..تو عاد فآخر الليل..وسط ذيك الهدنة ...بو تخوف فذاك البيت القديم...غريبة! صوت كما ذاك يخليني ما أقدر أسمك خوفي...المهم..هذيك الدقايق الطويلة خلتني أمتنع وأهدأ...لكن الدقات زادت وزادت..حتى أني حسبت إن قلبه بينبط...وفذاك الوقت جاني خوف غيره من الجيران...الجيران يمكن يسمعوا الصوت...لكن جا الوقت الي بقتل فيه الشيبة...صرخة صرخة كبيرة...وعقيت الصرتج بطول يديني...ودخلت داخل الحجرة...وصرخ الشيبة صرخة..صرخة واحدة بس..وما يشوفني غير ساحبنه على الأرض...وأسحب المنام العود فوقه...وضحكت من الفرحة وأنا أشوف يو خلصت وقتلت الشيبة...لكن قلبه كان بعده يدق بصوت كأنه مخنوق...المهم ذاك الشيء ما ضايقني لأنه أصلا محد راح يسمع الصوت من ورا الدعون...وبعدين عاد وقّف...الشيبة مات..خزت الفراش..وشفت الشيبة...أيوا..كان يابس..يابس كما الحصاه...حطيت يدي على قلبه...وبقيت كذاك شوية...ما شي صوت..كان ميت... كما الحصاة...خلاص...عينة ما بتضايقني..

بعدك تحسبني مجنون...لكنك بتغير رايك يوم بوصفلك الحكمة الي سويتها عشان أخش الشيبة...بدا الليل يقصر...وجلست اسوي شغلي..بسرعة...لكن بدون صوت...أول شيء قصصت الشيبة...قصيت الراس واليدين والرجول..

وبعدين طويت طرف الدعن ...وبحشت جفرة تحتها...وخليت الشيبة المقصص داخل الجفرة...ودفنتها...بعدين رجعت الدعن سيده مكانها...محد يقدر يشوف بعينه انه شي مدفون تحت هناك...ولا حتى عينه هوه...ما كان هناك شيء يبغاله غسيل...ما شي كان هناك لا دم ولا شي...تراني كنت حاسب ألف حساب حال شي كما ذاك...وزيلة الماء سويت المطلوب .هاا هاا.

وخلصت شغلي على الساعة أربعة...لكن كان بعده الوقت عتيم كما نص الليل...ويوم دقت السيعة اربع...سمعت حد يدق باب الكرجين...رحت افتح وأنا بالي مرتاح..من ايش أخاف تو؟ دخلوا ثلاثة رجال...كانوا مأدبين وطيبين...قالوا لي إنهم شرطة..وأوين واحد من الجيران سمع صرخة فنص الليل، وحسب أن شي ستوى في البيت...ووصل الخبر مركز الشرطة...وعاد خليوا هذولا الشرطة يجيوا يفتشوا البيت وبو فيه.

ضحكت..من ايش أخاف؟ وخليت الشرطة يدخلوا...وقلت لهم إن الصرخة كانت صرختي أنا ..كنت أحلم... والشيبة...قلت لهم إنه رايح البلد...ومشيت معهم في كل قرنة في البيت...وقلت لهم يدور...قلت لهم يدور زين...ووديتهم على طول لين حجرته...وراويتهم فلوسه...ما ممسوسة....ولا حد لاعب فيهن.

كنت متحمس وواثق من عمري واجد...حتى أني جبت لهم بساط وفرشته فوق الدعن...وقلت لهم يجلسوا هناك عشان يرتاحوا من التعب..لكن من غباوتي بأنه خلاص كل شي تمام...جلست على البساط في المكان إلي دفنت تحته الشيبة الميت.

الشرطة كانوا مرتاحين..وأقنعتهم بأسلوبي...كنت مرة مرتاح على الآخر...جلسوا...ويوم قمت أجاوب على اسئلتهم كانوا يتكلموا عن أشياء غريبة...وذاك ما دام واجد...حسيت إنه لوني تغير...وتمنيت لو إنهم يروحوا...وجاني صداع...تخيلت إنه صماخي تصن...لكنهم بعدهم كانوا جالسين يتكلموا...استوى الصنين واضح...وشوية وإلا إستوى أوضح...تكلمت واجد عشان يغيب عني ذاك الإحساس. لكن بقى واستوى أوضح...علين عرفت بعدين إن الصوت ما كان في صماخي..تو عاد تغير لوني بالمرة...لكني بقيت أتكلم أكثر..وبصوت أعلى..لكن بعده الصوت كان يرتفع...موه أسوي؟ كان الصوت خفيف..لكن كان سريع..مثل صوت الساعة بو مخلاية داخل جونية قطن..بغيت أتنفس ....الشرطة بعدهم ما سمعوا شيء...تكلمت بسرعة وبقوة أكثر..لكن الصوت زاد أكثر واكثر...نهضت وقمت أخرَّف...كان صوتي مرتفع...وحركاتي قوية..لكن الصوت كان يرتفع...حالموه ما يروحوا؟ ومشيت رايح جاي ...خطواتي كانت ثقيلة... كنت ثاير من كثر ما الرجال جالسين يشوفوا علي..لكن الصوت كان بعده يزيد واجد واجد واجد...والرجال يتكلموا...يالله...موه عساني أسوي تو؟... ثار دمي...وقمت أسب...وطويت فتقة البساط بو كنت جالس عليها...لكن الصوت كان أقوى من كل شيء..وكان يزيد...كان بعده يزيد..واجد واجد...والرجال بعدهم كانوا يتكلموا...ويضحكوا...تو صحيح إنهم ما سمعوا شيء؟! يالله يو ربي...لا...لا..أكيد.سمعوا...وشكوا..وعرفوا...كانوا يستهزيوا بخوفي...حسبت كذاك...وهذا بو أحسبه..لكن أي شيء أهون من ذاك العذاب...كنت أقدر أتحمل أي شي بس ما ذيك المسخرة...وما قدرت أتحمل هذيك الضحكات إلي ما يلها أساس أكثر من كذا. وحسيت أني لازم أصرخ وإلا أموت...وزاد الصوت مرة ثانية...اصطاخ!! أكثر!...أكثر!...أكثر

وصرخت: " يالملاعين إنتوه، بسكم نفاق عاد... أنا أعترف باللي سويته! كسفوا الدعن...!هنهه...هنهه...هذا صوت دقات ذا القلب الملعون!".

النهاية


The Tell Tale Heart
يمكن الاستماع إلى القصة باللغة الأنجليزية هنا وميكن من خلال الموقع تنزيل الملف الصوتي
---------------------------------------------------------

[1] حشرة صغيرة تصدر أصواتا مزعجة في الليل.
__________________