الأربعاء 02 ديسمبر 2009م

بالأمس القريب كنت في زيارة إلى ولاية الرستاق وتحديدا إلى الحوقين وتحديدا أكثر إلى طوي البدو.
المكان جد جميل ورائع وسط الجبال والخضره وجريان المياه بالشيء القليل.
الزوار لطفاء مع عوائلهم، آخرون كانوا قد ناموا هناك ليلتهم على سفح الجبل.
لم نأخذ من هذا المكان شيئا سوى الذكريات
ولم نترك فيه سوى ثرى وقع أقدامنا وصدى أصواتنا.
عند الرجوع، عرجنا على شلالات الحوقين، المنظر بديع من أعلى، والزوار بين غاد ورائح ، لفت انتباهي هناك الاعلان المكتوب على دورات المياه.
كل من يريد أن يستخدم دورات المياه عليه أن يدفع مبلغا رمزيا قدره 100 بيسة لأحد العمال الموكلين بهذه المهمة لإحدى المؤسسات. الإعلان مذيل باسم بلدية الرستاق. الوضع جيد إلى الآن، ولا يهم سندفع .... لكن!
لكن وضع دورات المياه ليس بالجيد إطلاقا، من الجيد أن نلتزم بالقوانين فنكون أدميين، ولكن التزامنا بالقوانين لا يعفي واضع القانون من واجباته. توقعت عندما أدفع هذا المبلغ بأنني سأجد خدمة تليق بأي مرفق يدفع للدخول إليه، للأسف، الوضع جدا سيء بالداخل، حاله كحال أي دورة مياه عامة بل قد يكون أسوء بتزاحم المرتادين لا سيما النساء والأطفال. أن تحشر نفسك بين تلك الجداران وترى كل تلك الفضلات هنا وهناك، والروائح الكريهة ، علماً بأنك قد دفعت بملئ إرادتك لتدخل كي تواري سوءتك عن البشر، لتصبح هناك أشبه بحيوان يقضي حاجته حيثما اتفق وحيثما كان.
لا أدري إن كان وضع الأمس استثنائيا بحكم الاجازة العيدية أم أن حال هذه الدورات المدفوعة هو نفسه على مدار العام؟!
لا أدري متى نصبح على قدر من المدنية لنعرف الحقوق ونعترف بالوجبات. كنت أتمنى أن تستثمر تلك المائة بيسات في شراء المنظفات وكل ما له علاقة بجعل ذلك الممكان بيتا "للراحة" لا بيتا "للرائحة" الكريهة. لو كنت أعلم أن الوضع كما شاهدت لما دفعت ولما دخلت من الأساس! أن تتوارى خلف شجرة وارفة الظلال "ببلاش" أفضل بكثير من أن تحشر نفسك كحيوان داخل مكان كهذا "بفلوس"!