((السياحة تثري))... عبارة لم تكن من فراغ؛ بل وإنه بالفعل مما هو ظاهر ومتفق عليه مما للسياحة دور في تطور الشعوب وارتقاءها من جميع النواحي. وإنه ومما سبق ذكره سابقا فإن السلطنة هي من الدول المقبلة على نهضة ونقلة كبيرة في قطاع السياحة، وهذا ليس بشهادة فرد أو مؤسسة، وإنما هو بوادر تعين ظهورها نتيجة لقياسات واستطلاعات وتطلعات تكاد لا تخفى على أحد أبدا.

وبمعرفة أقسام السياحة وانواعها فإنه سيتعين على الحكومة وبالاخص على وزارة السياحة الوقوف على اصول السياحة وقياسها على ما تحتاجه السلطنة وعلى ما يمكن تنفيذه نظرا للبيئة العمانية واساساتها وتقلباتها؛ وذلك حتى تمضي سفينة التطور قدما دون الالتفات لما قد يعكر صفوها من حظوظ المد والجزر.

قد تكون السلطنة بحاجة الى تطوير انواع السياحة المختلفة ولكنها بحاجة في البداية الى ان تدعم البنية التحتية بصورة افضل بكثير عما نراه حاليا.... فمثلا هنالك شوارع وطرق رئيسية تربط اقطار السلطنة المختلفة ومن المفترض ان تكون ذات جودة عالية جدا ولكن ما نراه في الواقع هو غير ذلك تماما... فالطرق الحالية في السلطنة تعتبر ضعيفة الجودة كثيرا وتفتقر الى مواصفا الامان والسلامة الحقيقية، قد يكون لذلك اسباب نجهلها ولكن يجب على الحكومة من وجهةو نظري التفكير في تغيير هذا الامر السلبي المهم حتى يكون هنالك امكانية اكبر لتطوير السياحة فعلا...

هنالك مواقع جميلة ومهمة ومميزة للسياحة في سلطنة عمان ولكنها بحاجة ماسة الى ان تلاقي الاهتمام الملائم من قبل الحكومة في السلطنة ولكنها لم تجد ذلك الاهتمام حتى الان... فمثلا هنالك مواقع اثرية كثيرة قد تنعش السياحة الاثرية بصورة كبيرة جدا لو وجدت العين التي تسهر على توفير مستلزمات نجاح النشاط السياحي فيها ولكن بصراحه هنالك تقصير كبير من جانب الجهات المسؤولة واذكر منها هنا موقع آثار مقابر بات في ولاية عبري والذي يعد من اهم المواقع الاثرية في السلطنة والذي وجد قيمة عالمية على اعتبار التاريخ العريق والقديم للموقع... ولكن هل وجدت هذه الآثار ذلك الاهتمام المطلوب والمفترض انها تتلقاه لكي تكون موقعا مهما حقا؟؟!! بصراحه... لم تجد نصف الاهتمام الملائم حتى...!!! ومن المسؤول؟؟!!

السياحة البيئية هي واحدة من السياحات التي لو وجدت اهتماما كبيرا من حكومة السلطنة لأثرت النشاط السياحي في المنطقة بصورة لا يمكن تصورها ابدا، وذلك لشدة جمالها وجذبها لأصــناف
متنوعة من السياح حتى في حالة قلة الخدمات والاهتمام بها وبمرفقاتها ومن اهم تلك الاماكن هي محافظة ظفار التي نجدها تستقطب اعدادا هائلة من السياح سنويا في فصل الخريف بسبب ما بها من جمال حباها به الله تعالى فأصبحت وجهة سياحية يتحدث عنها الكثير والكثير من الناس ممن يهتمون بالسياحة وخصوصا هذا النوع من السياحة... هنالك ايضا مواقع كثيرة اخرى منها (وادي ضم) في ولاية عبري، و(رمال الشرقية)، و(عين الكسفة) في الرستاق، و(عين الثوارة) في ولاية نخل، وغيرها الكثير من المواقع السياحية المميزة والتي لم تجد كثيرا من الاهتمام الذي تستحقه والذي كان سيكون سببا في رقي وتنشيط الحركة السياحية فيها بصورة كبيرة.

للسياحة الرياضية ايضا اقبال كثير من شريحة كبيرة من الناس في العالم ولكننا لا نجد هذا النوع من السياحة مركزا عليه في عمان، قد تكون حكومة السلطنة لم تلتفت اليه كثيرا حتى الان ولكن بحسب الحال في ايامنا الحالية والاهتمام الكبير بالرياضة نجد ان للسياحة الرياضية دور كبير جدا في ارتقاء سياحة ونشاط بعض الدول كقطر والامارات وغيرها... لو ان الحكومة العمانية تلتفت لهذا القسم من السياحة فتضاعف مثلا عدد الملاعب والمجمعات الرياضية وتسعى الى زيادة وتطوير النشاط الرياضي في السلطنة وتنظيم المرفقات المناسبة بصورة اكبر كالفنادق وغيرها مما تتماشى اهميته والسياحة الرياضية بطبيعة الحال.

وهنالك سياحة المغامرات التي تجد اماكن مناسبة كثيرة في السلطنة لها ولكن لا اجد أن السلطنة قد اهتمت بها بصورة جيدة حتى الآن بالرغم من اهميتها البالغة ايضا اضافة الى انواع السياحة الاخرى... ونجد من الشواهد على اهمية هذا النوع من السياحة للسلطنة وجود الكثير من المواقع التي تتناسب وهذه السياحة كالكهوف الجوفية الكبيرة التي تم العثور عليها في السلطنة ومنها كهف الهوتة في ولاية الحمراء وكهف طيق في محافظة ظفار ومن يدري؟... قد يكون هنالك كهوف اخرى ولكن لم يتم اكتشافها حتى الآن...!!!

وقد تكون السياحة العلمية أيضا من السياحات التي تحتاجها السلطنة في الوقت الحالي حتى تطور حركة السياحة فيها وتنتعش اكثر واكثر وبحسب رأيي ان ذلك سيكون بإنشاء الجامعات والكليات وما الى ذلك ولكن لن تكون هذه السياحة مؤثرة كثيرا ان لم يكن هناك ما يدعمها من انواع السياحة الاخرى، إضافة الى البنية التحتية المناسبة والمميزة.

في ختام هذا التقرير المبسط عن السياحة المناسبة لعمان نجد ان السلطنة بحاجة الى التطوير الكثير في مجال السياحة وانواعها المختلفة حتى يتسنى لنا القول بأن السلطنة قد تغدو وجهة سياحية حقيقية وقوية في المستقبل القريب بإذن الله تعالى وقد يكون هذا من الحاصل في الوقت الحالي فنحن نرى التطور في السياحة في عمان في مختلف المجالات ولكن ليس بالتطور السريع والمناسب لسرعة التطور مقارنة بالدول والاقطار الاخرى ولذلك يجب ان تتكاتف الجهود في السلطنة حتى يتحقق الهدف المرجو فعلا من السياحة وتكون عمان بلدا سياحيا اوحد...


بــ قلم/ي
إبراهيم الشكيلي
26/9/2008