الجَمالْ



رَبِّي خلق الجمال ولله بخَلقِه شؤون
يُنزلُ الرَّحمةَ علينا ويُمْهلنا السَّكينةْ



ساترَ كلَّ العُيوب كاشِفَ كُلَّ الظُّنون
رُحْماكَ يَا رَبِّي أبْعِد عَنِّي الضَّغينةْ




أحْبَبْتُ امْرأةً ورجْوتُها لِي أنْ تَكُون
ولم أدري إنها مغْرورَةٌ أو مِسكينةْ



أنا والعيون الّتِي جاءَت فِي الظُّنون
فكري لها أشْغَلْتُهُ كَتشْغِيلِ المَكينةْ



يُسْحِرُ القُلوبَ مِن هَمَسَات العُيون
وَيشْعِلُ بنور ِجَمالِهِ أضْوَاءَ المَدِينَةْ



لَم يَهُنْ، وذِكْرُهُ فِي بَالِي لَمْ يَهُون
سَلَبَ عَقْلِي وقَلْبِي أصْبَح فِيهِ رَهِينةْ



إنْ كَانَ للْخِيَانةِ مَعْنَى،فَأنَا لَنْ أخُون
وكَيْفَ أخُونُ مَنْ وَهَبَنِي كُلَّ سِنِينَهْ؟



إن كَانَتِ الحَرْبُ تَجْري في الحُصُون
فالحُبُّ يَجْرِي بِدَمِّي وَفِي شَرَايِينَهْ



أشتاق لها حباً, كشوقِ الأم الحنون
لطفلها, وأنا كطفلٍ ضاعَ مِنْهُ حَنِينه



الكَثِيرُ مِنْهُم كَانُوا بِجَمالِها يتأمَّلون
والعِشقُ مَنْقُوشٌ و يُرْسَمُ فِي جبينهْ



كثر الجدال بها وبوصفها يتساءلون
فأصْبَحْتُ العَاشِقَ فِي قَفَصِ الرهينةْ



لَمْ ألُم نَفْسِي أنًّنِي العَاشِقُ المَجْنُون
ولَمْ أدْرِي إنّنِي مُتَيَّمٌ فِي هَوَا مِسِكِينَةْ



ما كُنْتُ أعْلَمُ أنّنَا كُنَّا بِالدين موقنون
وجمالها لم يَأخُذُ مِنَ الإسْلاَم دِينَهْ



رَبِّي خَلَقَ الجَمَالْ وَلله بخَلْقِه شُؤون
يُنزل الرَّحمةَ علينا ويُمْهلنا السَّكينةْ



ساترَ كلَّ العُيوبْ كاشِفَ كُلَّ الظُّنون
رُحْماكَ يَا رَبِّي أبْعِد عَنِّي الضَّغينةْ