عَجِبْتُ لِمَا تَبَيَّنَ لِي مِنَ الأَوْقَاتِ ظُهْرَاً
كأنَّ الشَّمْسَ تَكْشِفُ عَنْ حَرَارِتَهَا الوِشَاح
وتَسْطُعْ فِي مَنَازِلِهَا مِنَ الخَيْرَاتِ طُهْرَاً
تُسَامِرُ وَجْهَهَا السَّاطِعْ عِبَارَاتِ النَّجَاح
وَيَنْشَأُ فِي مُخَيِّلَتِي مَع الأصْحَابِ جَهْرَاً
بأنْ نَبْقَى وَأنْ نَرْقَى مَع إشْرَاقٍ الصَّبَاح
يُنَادِينَا أَذَانُ الفَجْرِ لَمْ نَشْكِيهِ عُسْرَاً
بِصَوْتِ مُؤَذِّنٍ نَادَى بِحَيِّ عَلَى الفَلاَح
وجَاءَ صَدَاهُ مِنْ يَثْرِبْ عَلَى الآذَانِ جَهْرَاً
كَصَوْتٍ هَزَّ بَلْدَتَنَا بِإسْمِ بِلاَلِ إِبْنَ رَبَاح
ويَخْطُبَ كُلَّ مَا يُجْزٍي وَمَا يُجْزِيهَا نَثْرٌ
وتَعْصِفُ فِي مَرَاكِبَنَا و تَحْمِلُنَا الرِّيَاح
إِلَى المَوْلَى لَهُ نَبْقَى ولاَ نَنْسَاهُ ذِكْرَاَ
ونَدْعُوا مِنْكَ يَا رَبِّي عِبَارَاتِ السَّمَاح
من الآيَاتِ لاَ نَدْعُوا لِغَيْرِ الرَّبِ شُكْرَا
تُلًمْلِمُ مَا تَمُرُّ بٍكُلَ مَا يُشْكِي الجِرَاح
لِتَكْشِفَ مَا تُخَبِّأهَا عَلَى الإِنْسَانِ حِكْرَاً
تُحَرِّمَ كُلَّ مَا يُؤْذِي وَلاَ تٌفْشِي المُبَاح
وأسْرَارٌ مِنَ الأَجْدَاثِ لاَ يُفْشِيْهَا سِرٌ
عَلَى مَرِّ السِّنِينِ لَهَا مَسَاحَاتٌ بِطَاح
إِذَا المُؤْمِنْ رَأَى أَفْعَى وبِالأَبْيَاتِ جحرٌ
سَيُلْدَغُ مَرّةً لَكِنْ سَيُشْفَى مِنْ جِرَاح
كأَنَّ السُّمَّ تَحْوِي رَيْحَة الرَّيْحَانِ عِطْرَاً
وأَنَّ المِسْكَ غَطَّاهَا وأَعْطَاهَا ارْتِيَاحْ
وعِنْدَ شِفَائِهِ يَبْنِي عَلَى الشُّرُفَاتِ وَكْرَاً
كَوَكْرٍ جَاعَ فِيهِ الذِّئب وصَارَ بِه انْشِرَاح
وَمَنْ أَدْهَى مِنَ الذِّئب الَّذِي يَمْتَازُ مَكْرَاً
عَلَى كَلْبٍ يَنَامُ الصَّبْحَ مِنْ بَعْدِ النُّبَاح
لِيَبْقَى إِسْمَ أُمَّتِنَا مَع الإشِراقِ فَجْرَاً
ويُنْجِز مِنْ حِكَايَتِها مِنَ الصَّبْرِ, الكِفَاح
وإن حَارَبْتَهُمْ أَعْدَاء دِينَ اللهِ نَصْرَاً
وإِنْ أقْبَلْتَ, تِلْكَ الأَرْضُ يَتْبَعَهَا إنْبِطَاح
إِذَا مَا الحَرْبُ دَامَتْ مِنْ قِتَالِ النَّفْسِ شَهْرَا
وَلَمْ يَهْرُبْ بَعِيدَا عَنْ مُنَافَسَةِ الرِّمَاح
تَبْقَى أَنْتَ يَا مُؤمِن وَفِي ذِكْرَاكَ فَخْرَا
لِأُمَّةَ الدِّينَ الحَنِيفِ لَهَا مَنَارَاتُ النّجَاح
وَلَمْ يَبْقَى بِإسْمِ الحُبِّ وَالإِخْلاَصِ عُذْرَا
لِكَي نَرْقَى, وَلَمْ يَبْقَى سِوَى تَرْكِ المِزَاح