دائما ما نستمتع بالنظر إلى هفوات الآخرين وإنتقادهم على الطالعة والنازلة وحتى
حينما يكون العمل أو الشخص مجتهد ومثابر في نيل علامة الكمال والرضا من الجميع
لا تروق لنا مساحة البياض الواسعة بل تجذبنا تلك النقط السوداء الصغيرة فنحاول
ونجتهد في تكبيرها وإبرازها لتخفي أخيراً كل تلك النجاحات والبياض .
هذه حقيقة لا بد أن نعترف بها ونواجهها وكما يقولون رضا الناس غاية لا تدرك ولكن
ليس بأن تقزم جهود الآخرين وتصادر نجاحاتهم وتمسح إيجابياتهم لترضي رغبات وميول شخصية .
فلو أشترى أحدهم سيارة جديدة وحرص على اختيار أفضل الموديلات وأقوى الماركات
لراح الناس يعيبونها وينتقدونها ويبرزون مساوئها ويضخمون سلبياتها فهذا يقول إن لون
السيارة غير جيد وثاني يقول إن صناعتها رديئة وثالث يقول إن ثمنها مبالغ فيها حتى
تصبح تلك السيارة الجميلة في نظر مالكها مقلب كبير وخسارة فادحة فيكرهها ويبدأ
بالتفكير في بيعها وإستبدالها بسيارة أخرى .
وهكذا يحدث لو أشترى منزلا أو أي شيء آخر .
إنها خصلة غير سوية وعادة سيئة يكثر تواجدها في مجتمعنا ولم تجد من يحاول علاجها
وتسليط الضوء عليها ومناقشة سلبياتها .
فقط فكر أخي/أختي لو إنك بدل ومكان ذلك الشخص الذي أعبت وحقرت سلعته لن ترضى بأن
يقول أحد ما أن سيارتك سيئة أو منزلك غير جميل أو ثوبك غير نظيف بل ربما يصل بك
الأمر للدفاع المستميت عن حقوقك وتعبك وجهدك فهل ترضا ذلك على الآخرين وأن
تصادر مجهوداتهم وتحقر ممتلكاتهم .
وينطبق هذا ايضا على الكتابات الجيده التي ترا فيها ردودا سمجه وتقليلا
لكاتبها,,,
لنحاول أن نحرص على قول الحق وأتقاء الله في ذلك والتخلق بالإخلاق الإسلامية الحميدة وإحترام ملكيات الآخرين وتقدير جهودهم وتعبهم .
وفق الله الجميع,,