حقيبته جاهزة...
هاهو يحملها...
ويبتعد بخطواته... مولياً لي ظهره...
أعلم أنه يهرب من النظر إلى عينيّ..!!

إلى أين؟؟... قف يرحمك الله..!!
أتريد أن تقتل قلبي؟؟
بالله عليك... ألا تسمع نبضاته الواهنة؟؟؟
ألا تسمع ما يقول؟؟!
سيعزف عن النبض إن أنت رحلت وتركته..
وعيني...
ألا ترى الدمع المنهمر؟؟
رفقاً رفقاً...
فقلبي ليس من حجر...
إنسانٌ أنا...

إنسان...

وأضعف إنسان...

عجباً... من أين لك هذه القسوة؟؟!
أتريد بعد ذلك كله أن ترحل؟؟!

ارحل..
نعم اذهب واقتلني...
ولكن لي طلب...

اقسم روحي نصفين...
نصفٌ لي.. لأحيا به... وآخر لك... خذه معك...
أو أعد لي قلبي حياً بعدك...
فإن استطعت أحدهما... فلترحل... ولتتركني ابحث عنك... وأرثي نفسي فيك..!!

فلربما وجدتك يوماً عائداً إليّ..!!. فنعيد ذلك الزمان...
حيث ترفرف الروح في سماءات السعادة بجناحي المحبة والسلام... كالطير يسابق النسيم.. ويغرّد ملئ رئتيه..!
نحلّق معاً في فضاء لا حدود له...

ونضيء تلك الغرفة المظلمة... بشموع ليست كباقي الشموع...
وتنير حياتي بوجودك بجانبي...

وأهديك قلبي... كي تضمه في قلبك..
وتملأه من حنانك .. وترويه من عطفك...

وتمسح دمعة تسللت إلى عيني... من فرط سعادتي...
وتتبعها أخرى ... ثم أخرى...!!

لكن... كل ذلك كان مجرد أحلام وردية..!!
ألا يحق لي أن أحلم أيضاً؟؟!!

ستتحطم تلك الأحلام المسكينة.. بل وتحطمت...
فها أنت ذا... تريد الرحيل...

فارحل ... رافقتك السلامة...

ارحل ولا تودعني...

لأني لن أقوى النظر إلى عينيك...
ولن أستطيع أن أحرك لساني بحرف...
أسمعت بشخصٍ يودّع روحه؟؟!!

ارحل... واترك الزمان يتكفّل بمداواة الجروح والآلام...

فليس كل ما يتمناه المرء يدركه...
وليس كل ما تشتهيه النفس تلقاه...

والحياة ... ليست كلها أفراح...
وإنما صبرُ وكفاح...

ـــــــــــ
ندائي الأخير....

يا راحلاً عن قلبي... خذني معك ...
فلقد أيقنت بأنني لن أستطيع العيش بدونك...
إلا أن يتغمدني الله برحمته...

لدي سؤال لك...
بالله عليك... أتستطيع الرحيل بدوني؟؟
أيقوى قلبك على ذلك..؟؟