في الآونة الأخيرة ظهرت الكثير من أفلام ومسلسلات الكرتون التي تُعرض لأطفالنا صباحاً مساءاً..
ومما لا يخفى على الجميع.. أن الأطفال ينجذبون وبقوة
للرسوم المتحركة ، لما لها من قدرة على استثارة خيال الطفل ومحاكاة عالمة الطفولي وجذبه بالألوان والأشكال الجميلة التي يحبها وإن كانت غير مألوفة لنا...!!
بالتالي سيكون لهذه
الرسوم التأثير الكبير على أفكار الطفل وسلوكياته وعلى ميوله واتجاهاته.. حاضراً ومستقبلاً.. إذن فهذه المسلسلات الكرتونية لها دور كبير في تنشئة الطفل وتربيته.. وهنا لا أنفي دور الوالدين وباقي مؤسسات التربية.. ولكن أقول لهذه المسلسلات دور كبير... لا يُستهان به..
وكما نعلم أن هذه المسلسلات تحكي قصصاً متنوعة للأطفال.. والقصص تحمل أفكاراً ورسائل والتي تستند على معتقدات ومبادئ.. بالإضافة إلى
الرسم الكرتوني وأشكال الشخصيات.. والرموز الموجودة بها..
ولكن.. وما بعد لكن شديد الخطورة إن وعينا حقاً ما يدور في هذه المسلسلات الكرتونية..
هنالك العديد من القنوات التي تسمي نفسها قنوات للأطفال.. لا تراعي الجانب التربوي والأخلاقي ولا تراعي خصوصية المجتمع المسلم فيما تختاره وتعرضه من مسلسلات وأفلام للأطفال ..
عندما تستعرض بعض
المسلسلات الكرتونية وتحللها.. أولاً ستجد بأن أغلبها _إن لم تكن جميعها_ تحمل الطابع الغربي في رسوم الشخصيات والبيئة المحيطة..ثم ستجد بأنها تعرض أفكاراً غريبة لم يأمر بها ديننا الإسلامي.. فمثلاً ستجد الكثير منها يعرض العنف على أنه شيئ عادي.. والقوي هو قوي الجسد .. لا بل أن بعضها يصوّر أن البنت أقوى من الولد وأنها هي من تملك زمام الأمور.. وأن لها صديق .. ولابأس بأن تمضي وقتها مع مجموعة من الأصدقاء .._انتبه بأنني لم أقل الصديقات_.. وبأنه يحق لها أن تكون جريئة وتفسخ الحياء..!!..
نأتي إلى الأشكال والملابس التي تُعرض.. بالله عليك أيها القارئ الكريم.. ماذا تتوقع أن يكون موقف أطفالك.. وهم يرون
شخصياتهم الكرتونية المفضلة بملابس ذات أشكال غريبة.. مفتوحة من هنا ومن هناك .. ولا بأس بأن تلبس البنت لباس الأولاد
(خصوصاً فيما يتعلق بملابس البنات.. حدّث ولا حرج..) ألا يترك ذلك أثراً في نفس الطفل.. ولو مستقبلاً..؟!
والأدهى من ذلك.. أن بعضها تعطي للطفل إشارات على ما يدور في عالم الكبار.. من معاكسات وغزل وفتن و.... و....
هذا غيض من فيض.... ولك أن تكتشف الباقي بنفسك..

أعطيك أكبر الأمثلة على ما أقول.. (مسلسل سبونج بوب)..(توم وجيري) وعندك الكثير من مسلسلات قناة (mbc3) والعديد من القنوات..التي لا أتذكرها الآن.. ولك أن تشاهد مقاطع من بعض الرسوم و تحلل أكثر.. وسترى العجب ..
في المقابل.. لا نجد لدينا مؤسسات عربية تستطيع أو تفكّر حتى في إنتاج
رسوم متحركة من وإلى العالم الاسلامي.. يجمع بين ما يحبه الأطفال من أشكال وأصوات وألوان متنوعة وبين الرسالة الصحيحة الهادفة .. والأفكار التربوية السليمة..

ويؤسفني أن أعلم أن الكثير من المربين لا ينتبهون للخطر الخفي
للرسوم المتحركة.. على أطفالنا.. إذ أن الرسوم المتحركة هي الخلاص لهم من ضجيج الأطفال..!! وهم لا يعلمون بأنهم يُهلكون أطفالهم بتلكم الشاشات الملونة..
إذن ماذا علينا نحن الكبار.. آباء وأمهات وإخوان كبار وأخوات.. أن ننتبه لما نعرضه على أطفالنا.. فجهاز التلفاز يجب أن يكون بأيدٍ ..صاحبها مدرك للصح والخطأ.. ولا نجعل للأطفال حرية التنقل بين القنوات والمسلسلات..
أن نتابع معهم ما يتابعونه.. نضحك معهم ونتحدث ونتحاور معهم حول الأفكار المعروضة.. ما الخطأ وما الصح.. فلا نبخل عليهم بساعة من أوقاتنا..
أن نساعدهم في ترتيب أوقاتهم.. فلا نترك لهم المجال مفتوحاً عن آخره.. يتابعون الرسوم متى شاؤوا وفي أي وقت أرادوا..!!
أن نتخيّر الأفضل من
المسلسلات الكرتونية من (الناحية التربوية والأخلاقية) لعرضها على أطفالنا..
نعوّدهم على متابعة البرامج المفيدة إلى جانب
الرسوم المتحركة.. فهناك الأفلام الوثائقية مثلاً التي تتحدث عن الحيوانات.. منها يتعلم الطفل عن الحياة البريّة الشيء الكثير..
نشجع الطفل على القراءة من خلال الكتيبات المصورة الملونة.. كما نشجعه على ممارسة هوايات أخرى كالرياضة أو الرسم ..
المهم ألا يتعوّد على أن يقضى كل وقته أمام التلفاز..
"
فللرسوم المتحركة" خطر ملوّن.. متعدد الجوانب والأهداف.. خفي..
وبالتأكيد ستكون لديكم أفكاراً أخرى كثيرة وجميلة ومفيدة ..من أجلهم.. لحمايتهم.. "
فهم أطفالكم"..