بلغ العنف في المؤسسات التعليمية أقصاه. وتطالعنا الجرائد يوميا بأحداث العنف التي تعرفها مؤسساتنا التعليمية. وهذا يبين أن تلك الهالة والقدسية التي كانت للمؤسسة التعليمية، ولطاقمها التعليمي قد سقطت وزالت. كما يبين أن العدوانيين في المؤسسات التعليمية أكثريتهم من المرضى نفسيا، ومن الذين يجدون صعوبة في التكيف مع الوسط المدرسي. الشيء الذي يؤدي إلى اضطراب في السلوك والأفعال، فيتمردون على سلطة المدرسة، وسلطة المدرس.
بل يوجهون عدوانهم إلى أنفسهم أولا، ثم إلى أصدقائهم وإلى الطاقم التربوي بوسائل مادية مختلفة. ومن مظاهر هذا السلوك داخل الأقسام الدراسية نجد السلوك الانسحابي لهؤلاء التلاميذ. حيث يتخذون من اللامبالاة تجاه ما يحدث داخل القسم الدراسي وسيلة لإثارة غضب المدرسين، فلا يشاركون في الدرس. وإنما يلتزمون الصمت كموقف عدائي. كما يتخذ سلوك بعضهم مظهر التخريب لأثاث الحجرات الدراسية أو أشجار الساحات، أو تحطيم سيارات الأساتذة وإلحاق الضرر بها. كما أن هؤلاء التلاميذ يلجأون إلى نوع آخر من العدوان اللفظي الذي يعبرون عنه بطريقة الكتابة على السبورة، أو على جدران الفصل
لكن ما مرد هذا العنف في وسطنا التعليمي؟:
يرى مكتب التضامن الجامعي المغربي في دراسة قام بها من خلال ملفات القضايا والدعاوى التي يتوصل بها، إلى أن أسباب العنف المدرسي تعود إلى ثلاثة عوامل:
• مشاكل اجتماعية . ويمكن حصرها في:
* انتشار البطالة، والفقر، وتعقيد الحياة الحضرية،وركود النمو الاقتصادي.
* تغير القيم التقليدية للاختلاق الفردية والجماعية.
* تغير نظرة المجتمع بالنسبة لدور المؤسسة التعليمية بسبب الإحباط.
* الاكتظاظ السكني المهول الذي تعرفه أحياء كثيرة من المدن المغربية.
* انعدام التسامح واحترام الغير.
* الظروف السكنية غير اللائقة.
* عواقب المخدرات، والكحول.
• مشاكل عائلية:
* تراخي مراقبة الآباء.
* تنامي مشكلة الأبناء المدللين.
* ارتفاع وتيرة التفكك الأسري.
* إرجاع الأسرة فشل الطفل في الدراسة لمدرسين.
• مشاكل تربوية:
* ضعف المصداقية في المدرسة وفي وظيفة التعليم.
* سوء تصرف ونقص تكوين بعض أفراد الهيئة التعليمية وخاصة في المناطق الحساسة والمهمشة.
* فشل المشروع التربوي، وانفجار وضع تربوي غير سليم.
* فشل المؤسسة في تطبيع الأطفال اجتماعيا.
* صعوبة التواصل بين المدرس والتلميذ، وبين المدرس وآباء التلاميذ.
* نقص حماية العاملين بالمؤسسات التعليمية من طرف الإدارة.
* التلفزيون والسينما، وما يبثانه من أفلام العنف والجريمة.
ويمكن أن يكون العنف عكسيا من المدرس على التلميذ. ويعتبر العنف في المؤسسات التعليمية جريمة توجب العقاب.