أ...ب...ت...ث
رائع...جهازي يكتب باللغة العربية
لماذا ينتابني شعور غريب و أنا أكتب بلغتي الأم التي أتحدث منذ أن رأيت أول بصيص نور في هذه الحياة؟
بل الأدهى من ذلك، لماذا ينتاب جلّ من يقرأ هذه الحروف الشعور نفسه؟
أهو اشتياق للهّوية (بضم الهاء) المفقودة ؟ أم هو ترقّب مشوب بحذر من شيء غريب؟ شيء غير مألوف؟
كلما تجوّلت في شوارع مدينتي الحبيبة عمان كلما انتابني الشعور نفسه. جلّ اللوحات و الاعلانات المعلّقة مكتوبة باللغة الانجليزية .. مع ترجمة الى العربية في بعضها. أهل عمّان كأنهم جميعهم مهاجرون من أوروبا الى الأردن
هل أنا أبالغ؟ أم أنّك تقرأ و تهزّ رأسك مفكّرا:"نعم، نعم. أفهم معاناتك"؟
لماذا أصبحت اللغة الانجليزية شعارا للحديث اليومي للطبقة الراقية في المجتمع؟ لماذا هي اللغة الوحيدة في قوائم الطعام في المطاعم الفاخرة؟؟
و بالجهة المقابلة، لماذا يصنّف النّاس اللغة العربية على أنها لغة من التراث القديم لم تعد تستخدم الا في البيانات المصوّرة لبعض الجماعات التي تدّعي تطبيقها للشريعة الاسلامية؟ نفس الجماعات الّتي شوّهت الاسلام و اللغة العربية في اّن واحد؟
هل أنا أبالغ؟ أم أنّك تقرأ وتشعر بحرقة في قلبك على واقع مؤلم نعيشه ؟
أنا لست ضد تعلم لغة و لغتبن و ثلاث بل أنا مع هذا الشيء قلبا و قالبا. لكنّي أتضجّر كلما رأيت أنّ اللّغة العربية لم تعد هي اللغة الأم في حياتنا لأسباب لا تعدو عن انبهارنا بالحضارة الغربية و جهلنا بتاريخنا المنير.
كلّ ما في الأمر أنّني أفتقد شيئا غاليا... أفتقد هويّة اسلاميّة عربية كانت سببا في عزّنا