إن الفرد كائن إجتماعي يكتسب خصائصه وقيمه الإجتماعية بتفاعله مع الجماعات، هذه الحقيقة تجعلنا ندرك خطورة وأهمية الجماعات التي ينتمي إليها الفرد منذ الولادة بدءاً بالأسرة ثم رفاق اللعب وجماعات المدرسة وزملاء العمل وجماعات الأصدقاء والروابط والمنظمات وغيرها من الجماعات التي ينمو ويتفاعل فيها الفرد، هذه الجماعات هي المسؤولة عما يميز الفرد من خصال طيبة وغير طيبة، فالجماعة هي البيئة الإجتماعية ومعمل التفاعلات التي تلازم الفرد طوال حياته ويستمد منها مقومات شخصيته الإجتماعية.
وأن ما يكتسبه الفرد من خصائص وقيم قابلة للتغيير، بل ويمكن للفرد أن ينميها خلال التجارب التي يمر بها في حياته وأثناء إتصاله بغيره وتفاعله مع المواقف التي يواجهها وهذا يعني قدرته على إكتساب خصائص صالحة والتخلص من الخصائص غير الصالحة.
غير أنه ينبغي أن نعرف أن تغير القيم والخصائص غير الصالحة لا يتم بمجرد النصح أو الزجر وإنما عن طريق ممارسة علاقات وخبرات إجتماعية داخل الجماعات التي ينتمي إليها الفرد، حيث إن هذه الجماعات تؤثر فيه وتغيره بفعل إشباع حاجاته وخضوعه لنظمها وتبنيه لقيمها وقواعد السلوك فيها.
ونستهدف من العمل مع الشباب مساعدة الفرد على إستخدام قدراته ومهاراته المكتسبة كي تنعكس على الأوضاع الإجتماعية التي يعيش فيها، وبذلك يتمكن من ممارسة قدر من المسؤولية الإجتماعية، فالعمل مع الشباب يساعد الفرد على إكتساب وتنمية مهاراته وقدراته ويمكنه من الإسهام مع الآخرين بعد أن تسلح بالخصائص الإجتماعية والخبرات الجماعية التي تتطلبها عمليات التنمية.
ولا يمكن تحقق هذا الهدف الحيوي إلا بإتباع أساليب يمكن بموجبها تحقيق متطلباته، وهذه الأساليب تتعلق بسلوك القائد في جماعات الشباب ونمط القيادة التي تمارس وكيفية تحقيق الإنتماء الفعلي للفرد وفهم العمليات الجماعية داخل الجماعة وكيفية تقسيم جماعة الشباب إلى مجموعات صغيرة وتوفير المستلزمات والتقنيات اللازمة للعمل مع الشباب.
المبحث الأول: إجراءات البحث ومنهجه:
مشكلة البحث:
يضطلع أسلوب العمل مع الشباب بدور كبير في تحقيق أهداف الشباب وتنمية قدراتهم المتاحة لتحقيق الأهداف المستجدة لهم، وتختلف أساليب العمل بإختلاف جماعات الشباب وبإختلاف القائمين عليها وهم قادة الجماعة في الغالب، وعلى الرغم من الإختلافات فإن السمة الغالبة في تطبيق هذه الأساليب لا تخرج عن نطاق التمسك ببعض المبادئ الإدارية والمحددة سلفاً للعمل مع الشباب وما لذلك من بعض الآثار السلبية التي تحد من نشاط الجماعة، من هنا رأينا ضرورة دراسة هذا الموضوع مستندين على تطور مفاهيم ومناهج العمل مع الشباب في الخدمة الإجتماعية وعلمي الإجتماع والنفس.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى إعادة النظر بجزئيات الأساليب المتبعة في العمل مع الشباب بنحو يكفل إناطة دور بارز لهذه الفئة في المجتمع ولا يمكن تحقيق ذلك – في رأينا – إلا بإتباع جملة أساليب من شأنها النهوض بواقع الشباب وهم يؤدون أدوارهم ضمن المنظمات الجماهيرية وهذه الأساليب تشمل القادة والشباب في آن واحد وهي أنماط القيادة وسلوكيات القادة وأثرها في العمل مع الشباب وتحقيق الإنتماء الفعلي للفرد في جماعته وفهم العمليات الجماعية داخل الجماعة وتقسيم الجماعة (الشباب) إلى جماعات فرعية متماسكة إجتماعياً ونفسياً وفقاً لأسلوب القياس الإجتماعي (السوسيو متري) وتوفير المستلزمات والتقنيات للعمل مع الشباب.
أهمية البحث:
تتجلى أهمية هذا البحث في تناوله لموضوع غاية في الأهمية وهو أساليب العمل مع الشباب وفيه نعرض جملة أساليب من شأنها النهوض بواقع الشباب فضلاً عن أهمية البحث في كونه تواصلاً لما كتب في هذا المجال.
مفاهيم البحث:
العمل مع الجماعات: طريقة تسعى إلى مساعدة الأفراد في مختلف أنواع الجماعات بالمؤسسات المتنوعة عن طريق إختصاصي يوجه تفاعلهم من خلال أوجه النشاط كي يرتبطوا معاً ويمارسوا خبرات وفرص النمو بما يتفق وحاجاتهم وقدراتهم وبما يحقق نمو الفرد والمجتمع المحلي لأقصى درجة ممكنة[1].
ونرى أن هذا التعريف يتفق مع أغراض هذا البحث.
الأسلوب: نعني بالأسلوب في هذا البحث الطريقة التي يتبعها القائد في عمله مع الجماعة، وتقوم على أساس من المعرفة والفهم والمهارات والمبادئ. والشباب: ونقصد به الشريحة/ الفئة السكانية التي تتراوح أعمارها بين (9 – 30) سنة، وحدد الاتحاد العام لشباب العراق ثلاث فئات عمرية موزعة على ثلاث منظمات هي:
1 – الطلائع: من 9 – 13 سنة، 2 – الفتوة من 14 – 18 سنة، والشباب من 19 – 30 سنة[2].
منهج البحث:
يعد هذا البحث من البحوث الوصفية التحليلية التي تعتمد على جمع الحقائق عن موضوع معين وتحليلها وتفسيرها لإستخلاص دلالاتها، والمنهج المتبع هو المسح الإجتماعي الذي يعد محاولة منظمة لتقرير وتحليل وتفسير الوضع الراهن لنظام إجتماعي أو جماعة أو بيئة معينة.
المبحث الثاني: أساليب العمل مع الشباب:
تحقيقاً لأهداف البحث بضرورة إعادة النظر بجزئيات الأساليب المتبعة في العمل مع الشباب نتناول في هذا المبحث الأساليب المقترحة التي نراها تلائم العمل مع الشباب آخذين بنظر الإعتبار أهمية دور القائد وسلوكه في هذا المجال بإعتباره المحرك الأساس لجماعة الشباب وبرامجها في تحقيق أهدافها، فضلاً عن دور جماعة الشباب بإعتبارهم الغاية والوسيلة في تحقيق أهدافهم، والأساليب هي:
أ – دور القائد في العمل مع الشباب:
يعد القائد ركناً أساسياً في العملية القيادية ويضطلع بدور كبير في نجاحها[3]. ومن الخصائص المهمة التي ينبغي أن تتوافر في القائد هي سمة العضوية في الجماعة وأن يتوافر لديه نمط الاتجاهات والميول الشائعة فيها، فضلاً عن إمتلاكه للخطط والسياسات التي تتفق مع رغبات الجماعة وأهدافها بنحو تقوي وحدة صفوف الجماعة.
وفي هذا المجال نحاول أن نتطرق إلى أثر نمط القيادة وسلوك القائد في العملية القيادية المتمثلة بدور القائد في العمل مع الشباب.
نمط وسلوك القيادة وأثره في العمل مع الشباب:
على الرغم من إختلاف وجهات نظر الباحثين في تقسيم القيادة، فإنه يمكن تقسيم القيادة إلى ثلاثة أنماط هي:
أ – القيادة الديمقراطية (الإقناعية).
ب – القيادة الأوتوقراطية (الآراغامية).
جـ – القيادة الفوضوية (الحرية المطلقة)[4].
ولكل نمط من هذه الأنماط مناخها الخاص، ففي القيادة الديمقراطية نجد أن كل السياسات تتحدد نتيجة للمناقشة الجماعية والقرار الجماعي ويشجع القائد الأعضاء في مناقشاتهم وتترك لهم حرية توزيع العمل ويعلم الأعضاء خطوات العمل الكاملة نحو الهدف الجماعي.
وفي القيادة الأتوقراطية يقوم القائد بتحديد سياسة الجماعة تحديداً كلياً ويملي على الأفراد خطوات العمل خطوة تلو الأخرى بنحو يصعب معها معرفة الخطوات التالية أو الخطة الكاملة ويحدد القائد أيضاً نوع العمل الذي يقوم به الفرد ويعزف القائد عن المشاركة الفعلية مع أفراد الجماعة.
وفي القيادة الفوضوية يتمتع أفراد الجماعة بالحرية المطلقة في اتخاذ القرارات مع أدنى حد من مشاركة القائد مع استعداده للمشاركة وإعطاء المعلومات في حالة المطالبة من قبل أفراد الجماعة[5].
بعد عرض أهم جوانب العملية القيادية في كل نمط من أنماط القيادة نكون أمام سؤال هو أي نمط من هذه الأنماط ملائم للعمل مع الشباب....؟ للإجابة عن هذا السؤال نورد نتائج دراسات (لبيت وهوايت) التي أجريت على جماعات من التلاميذ لمعرفة أثر أنماط القيادة في سلوك أفراد هذه الجماعات وفي سلوك القائد نفسه.
ففيما يتصل بتأثير سلوك أفراد الجماعات بأنماط القيادة اتضح لهما أن الدافع للعمل كان أقوى وأن الإبتكار كان أكثر وأن أفراد الجماعة كانوا أكثر تماسكاً واظهروا تقبلاً أكبر للمشاركة في ممتلكات الجماعة في نمط القيادة الديمقراطية في حين أن إستمرارية العمل كانت مرهونة ببقاء القائد في القيادة الأوتوقراطية وأظهر أفراد الجماعة قدراً أكبر من التعالي والسيطرة على بعضهم البعض وقدراً أكبر من العداء ومحاولات أكثر للحصول على انتباه القائد والنزوع بأنفسهم إلى تخريب ممتلكاتهم وإزدادت نسبة السلوك الإعتمادي في نمط القيادة الأوتوقراطية[6].
وفيما يتصل بتأثير أنماط القيادة في سلوك القادة اتضح لهما أن القائد الأوتوقراطي يزيد إلى حد كبير عن القائدين الديمقراطي والفوضوي في نسبة إعطاء الأوامر وفي إصدار الأوامر التي تعترض طريق رغبة يعبر عنها الأعضاء أو توقف نشاطاً معيناً له وتحل محلها رغبة القائد، وفي توجيه النقد غير الموضوعي لأفراد الجماعة وفي تقبل المديح، أما القائد الديمقراطي فهو يزيد من القائدين الأوتوقراطي والفوضوي في تقديم الاقتراحات الموجهة التي تختلف عن إعطاء الأوامر وفي تشجيع التوجيه الذاتي وفي إتباع سلوك المرح والثقة[7].
وتدلنا نتائج هذه الدراسة على أن القيادة الديمقراطية هي النمط الذي يجب أن نعمل على تنميته ودعمه في العمل مع الشباب، مع الأخذ بعين الإعتبار أن الفرد كما يرفض النظام والتسلط المفروضين عليه من القائد، فإنه كذلك لا يرتاح إلى عدم وجود أي توجيه وعدم وجود هدف يسترشد به، أي أن حاجة الفرد إلى الحرية تقابلها حاجته إلى الضبط.. وهذا يلقى على عاتق المربين والموجهين والعاملين مع الشباب مهمة خلق الأجواء الإجتماعية المناسبة التي يمارس الفرد فيها ويتعلم كيف يكون ديمقراطياً وهو يضطلع بأدواره الإجتماعية المختلفة[8].
ب – تحقيق الإنتماء الفعلي إلى جماعة الشباب:
إن إنتماء الأفراد إلى جماعة الشباب مسألة نسبية، فقد ينتمي فرد ما بقصد تحقيق هدف خاص به، فيلجأ إلى التسيب أو الابتعاد عن الجماعة بعد ذلك، وقد يلجأ آخر إلى الإنتماء بقصد الإنتماء فقط، وهؤلاء الأفراد وأمثالهم كثيرون في جماعات الشباب، ويتأثر تحقيق أهداف الجماعة بهامشية إنتماء هؤلاء إلى الجماعة فيهدر وقت الجماعة في محاولة جذب هؤلاء ثانية بدلاً من تحقيق جذب جديد للجماعة.
ويتم تحقيق الإنتماء الفعلي إلى جماعة الشباب بتحديد الأدوار لأفراد الجماعة، وعلى الرغم من أن تحديد هذه الأدوار لا يتم فجأة بل يتطلب ذلك تفاعلاً جماعياً لزمن، فإن تجارب الأفراد الآخرين في الماضي والحاضر وتطور الأدوار على أساس المواقف الخارجية تكون فعالة للعضو الجديد حالما ينضم إلى الجماعة، وأنه بعد تحديد الدور يتوقع أن يستجيب الفرد له كما حددته الجماعة وربما يستجيب لطلبات الجماعة برغم أنه من الممكن ان لا يوافق بالضرورة عليها، وإذا رغب في مجرد الإستجابة الإيجابية من أفراد معينين أو الجماعة نفسها دون تقبل قواعد الجماعة السلوكية وأدوارها أو الإيمان بها فهو يستجيب فقط بغية تجنب اللوم.
في هذه الحالة ينبغي على القائد زيادة مقدار الإتصال الموجه نحو هذا الفرد حتى يصل إلى نقطة ما، فإذا ثبت عدم جدوى الإتصال واستمر الفرد في سلوكه المنحرف ينبغي على القائد إجباره على التخلي عن الجماعة أو يتخلى هو بصورة طوعية عنها، وبالعكس إذا ازداد اندماج الفرد بالجماعة السلوكية ((وقبل أن يتمكن الفرد من الإندماج بصورة حقيقية بتنظيم الجماعة ينبغي عليه أن يكون وفياً للأجزاء الصغيرة في هذا التنظيم لأنه من شأن ذلك خلق الإرتباط العاطفي بينه وبين الجماعة وتقوية ولاءاته له))[9].
كما ويمكن للقائد أن يعمق إنتماءات الشباب إلى جماعاتهم بإتباع صيغة المكافآت للمبدعين من الشباب والمكافأة هي شيء ذو قيمة يحصل عليها الفرد نتيجة تأديته عملاً ما، والمكافآت المتوافرة للقيادة تضم الإستحسان الشفهي والمكافأة المالية والتذكارات والشارات والأوسمة[10].
جـ – فهم العمليات الجماعية داخل جماعات الشباب:
تزداد قوة القائد وفاعليته عندما يفهم سلوك أفراد جماعة الشباب، لكن على القائد أن ينظر إلى الجماعة لا بصفتها تتكون من أفراد فقط، بل أعضاء في فريق يستجيب كوحدة.
وعندما يرى قائد العمل مع جماعات الشباب بأن معياراً قوياً يسود الجماعة في هذه الحالة ينبغي على القائد عدم التأثير في الجماعة في اتجاه مختلف لهذا المعيار لأن تأثير الجماعة في هذه الحالة يكون أقوى، وحل هذا يكون في توجيه القرارات الجماعية التي تتم بالمناقشة وقوة القائد على الإقناع.
كما يحتاج القائد إلى الإلمام بطبيعة البناء الداخلي للجماعة كالصداقة والإتصال والمراكز الإجتماعية، حيث، من الممكن التأثير في الجماعة بنجاح أكثر بدارسة هذه المتغيرات، فمعرفة القائد للأشخاص الإجتماعيين وذوي الهيبة يجعله في موقف يستطيع بموجبه التأثير في جماعة الشباب، لأن هؤلاء الأعضاء يضطلعون بدور بارز داخل جماعتهم[11].
وهناك جانب ثالث يتمثل في التنبيه لمختلف الحاجات التي يحاول الأعضاء إشباعها في الجماعة، فعلى الرغم من أن الأهداف الرسمية للجماعة تتضمن حلولاً لمشكلات أو تنفيذاً لعمل.. فإن أكثر الأشياء أهمية في نظر أفراد الجماعة هو العلاقات بالأعضاء الآخرين، ويختلف الأفراد في ذلك فبعضهم يسعى إلى تكوين علاقات دافئة وبعضهم يسعى للقوة والتأثير والبعض الآخر يسعى إلى الحماية في كنف قائد قوي. ونتيجة لذلك فإن سلوك الأفراد يختلف فسلوك المهتمين بالقوة يتجه إلى اتخاذ طريق مختلف عن سلوك المهتمين بالدفء والتقبل، وبذلك يختلف سلوك الأفراد نحو القائد في إستجاباتهم، حيث تتراوح إستجاباتهم من العداء نحو كل نماذج السلطة داخل الجماعة إلى التوحد الكامل والتبعية العمياء للقائد ويمكن للقائد أن يستغل تأثيره الكبير في جماعة الإعتماديين في التأثير على الأفراد الآخرين[12]. علاج التبول علاج الحروق اغاني عيد الحب افكار عيد الحب عبارات هابي فالنتين داي بالانجليزي مناكير عيد الحب رمزيات عيد الحب شعر عيد الحب برودكاست وخلفيات عيد الحب هدايا عيد الحب اشعار عيد الحب 2017 صور عيد الحب 2017 افكار هدايا عيد الحب صور عيد الحب هدايا عيد الحب 2017 كلام حلو عن عيد الحب بطاقات عيد الحب 2017 صور happy valentines 2017 صور قلوب عيد الحب رسائل عيد الحب بالانجليزى صور كيك عيد الحب صور هابي فالنتاين كلام جميل جدا عن عيد الحب مسجات عيد الحب بوستات عيد الحب قصائد عن عيد الحب رسائل عيد الحب صور ورود عيد الحب حكم الاحتفال بعيد الحب افكار للاحتفال بعيد الحب رسائل عيد الحب حلوه 2017 صور واتس اب تهنئة بعيد الحب اجمل ما قيل عن عيد الحب مكياج عيد الحب اجمل هدية عيد الحب اجمل هدايا للبنات فى عيد الحب كفرات عيد الحب موضوع تعبير عن عيد الحب متى موعد عيد الحب 2017 اشعار عراقية عن عيد الحب كلمات عن عيد الحب اغاني عيد الحب رومانسية افكار عيد الحب للمخطوبين مناكير عيد الحب رمزيات عيد الحب شعر عيد الحب.
وهناك مشكلة أخرى تواجه القائد في جماعات الشباب، وهي أسلوب التعامل مع مختلف الأعضاء الشاذين في الجماعة من قبيل الشخص الذي يتحدث كثيراً في المناقشات الجماعية والشخص الذي لا يقوم بواجبه على نحو أفضل. ويمكن أن يتعامل القائد مع هذين النوعين بإستخدام التوقيع الآلي للعقوبات أو يلجأ القائد إلى الجماعة لغرض تأثيرها في هؤلاء الأفراد، وقد يواجه القائد وجود أفراد يعانون من اضطرابات نفسية في الجماعة وهؤلاء لا يهتمون بتأثير القائد أو الجماعة ويكون تأثيرهم مدمر في نشاط الجماعة فيجب على القائد إنهاء عضوية هؤلاء الأفراد[13].
د – تقسيم جماعات الشباب إلى جماعات فرعية:
يتمشى حجم كل جماعة مع رغبات أعضائها، فقد تكون الجماعة صغيرة جداً لأن رغبات أعضائها لا تتحقق إلا في نطاق جماعة صغيرة، وتتوقف طبيعة ونوع ومدى وأثر التفاعل الجماعي على عدد الأعضاء المكونين للجماعة، فالجماعة المكونة من خمسة أو ستة أفراد تختلف عن الجماعة المكونة من خمسة وعشرين فرداً، فقد تهيء الجماعة المكونة من خمسة وعشرين فرداً أنسب الأجواء الإجتماعية لمزاولة أنواع معينة من النشاط تكون هذه الجماعة نفسها عائق يحول دون مزاولة أنواع أخرى من النشاط ولذلك فإن أنسب حجم للجماعة يتحدد بنوع البرامج التي يميل إليها أعضائها[14].
ولكن حجم جماعات الشباب في مختلف انتماءاتهم التنظيمية متوسطة وكبيرة الحجم، يمكن أن يعوق عملية التفاعل الإجتماعي وتكوين العلاقات الاجتماعية التي تعد من أهم متطلبات تماسك الجماعة سواء في مستوى قاعدة الجماعة المتمثلة بالعلاقات الأفقية أو في مستوى قمتها المتمثلة بالعلاقات الرأسية بين القائد وأفراد الجماعة وما لذلك من أثر في تحقيق جماعات الشباب لأهدافها، فإن تقسيم جماعات الشباب إلى جماعات فرعية صغيرة الحجم اعتماداً على مستوى الأسلوب السوسيو متري ووفقاً لنشاطات جماعة الشباب المختلفة يمكن قائد الجماعة من السيطرة على أفرادها عن طريق القادة الفرعيين لهذه الجماعات الصغيرة، فضلاً عن أن تماسك هذه الجماعات بعضها مع بعض يخلق تماسكاً داخل الجماعات الرئيسة ويكشف عن الأفراد المعزولين أو المرفوضين فيها وما لذلك من أهمية في تحقيق أهداف الجماعة وتنمية الشعور بالإنتماء إليها.
أما عن كيفية تقسيم الجماعات (المتوسطة والكبيرة) إلى جماعات فرعية فيمكننا ذلك بإتباع ما يأتي:
الطلب من أفراد الجماعة اختيار بعضهم البعض وحسب درجات التفضيل للمشاركة في موقف معين أو مواقف مختلفة في الجماعة، وبذلك يمكن وضع الفرد في جماعة فرعية يكون قد اختار عدداً كبيراً منهم، ويكشف لنا هذا الإجراء التعرف على (النجوم) وهم أفراد ظفروا بعدد كبير من الأصوات، و(المعزولين) وهم أفراد لا يكترث لهم أحد و(المنبوذين) الذين يكرههم الكثير من أفراد الجماعة.
والشكل الآتي يمثل تخطيط فرضي لجماعة مؤلفة من (12) فرداً يمثل فيه كل فرد بدائرة ولإسمه بحرف وطلب منهم أن يختاروا أحب ثلاثة أفراد يودون مشاركتهم في قضاء وقت الفراغ.
مخطط إجتماعي (سوسيو كرام) يوضح العلاقات بين أفراد جماعة مؤلفة من (12) فرداً.
الإختيار من طرف
الإختيار من طرفين
تشير الأرقام في الدوائر إلى عدد الأصوات التي حازها كل عضو، أما الأسهم فتشير إلى إتجاه الإختيارات، ويلاحظ من الشكل أن (هـ) هو نجم لأنه حصل على (8) أصوات ويشكل هنا قائد الجماعة وأن (ك) مرفوض من الجماعة وأن (أ، ب، د) يكونون جماعة فرعية بينهم ويرتبطون بعلاقات ودية مع القائد في حين نرى هناك علاقات بين فردين يرغبان قضاء وقت الفراغ مع بعضهم البعض كالعلاقة بين (ز، ط) و (ح، ى) ونرى كذلك بعض الأفراد يحاولون قضاء وقت الفراغ مع غيرهم إلا أنهم لا يرغبون بذلك وهم (ب) لا يرغب بـ(جـ) و(ط) لا يرغب بـ (ى) و(و) لا يرغب بـ(ط).
يتبين لنا من هذا الشكل البسيط لجماعة صغيرة في موقف معين كيفية تقسيم هذه الجماعة إلى شلل صغيرة مكونة من ثلاثة أفراد أو فردين، فكيف يكون الحال عندما تكون الجماعة كبيرة مكونة من عشرات الأشخاص وفي مواقف مختلفة، تؤكد نتائج البحوث* أن هذه الجماعات تنقسم على نفسها إلى جماعات صغيرة وشلل مختلفة وما لذلك من أهمية في صعيد تماسك الجماعة المذكورة.
من هنا نرى ضرورة إتباع نمط تقسيم الجماعات الكبيرة إلى جماعات صغيرة كأسلوب للعمل مع الجماعات آخذين بنظر الإعتبار القيام بذلك بإتباع الأسس العلمية الموضحة أعلاه وبمشاركة خبراء في هذا المجال.
هـ – توفير المستلزمات والتقنيات للعمل مع الشباب:
يتطلب العمل مع جماعات الشباب توفير بعض المستلزمات والتقنيات التي يتم بموجبها الإتصال بين القائد وأفراد جماعة الشباب بسهولة. أو تؤدي إلى سرعة فهم أفراد الجماعة وإدراكهم للغرض المقصود من الإتصال، ومن هذه المستلزمات وسائل الإيضاح السمعية والبصرية والتلفزيون والخرائط والفيديو والسلايدات والصور والسبورة15، كما أن الإهتمام بأماكن إجتماعات الشباب وتوفير الإمكانات اللازمة لها من تحديد مكان الإجتماع وتحضير جداول أعمال الإجتماعات وكتابة التقارير وتزويدها إلى المجتمعين من الشباب للاستعانة بها خلال المناقشات، تسهم بدور كبير في حفز الشباب للحضور إلى إجتماعات جماعتهم وأداء الأدوار المناطة بهم لتحقيق أهداف الجماعة.