لحظة الوداع..

في لحظةٍ تنتاب قلبي سعادة غامرة.. حينما تشع جُنيْحاتُ الكون بالأنوار.. وتتفتح زهور المحبة ليشرق أملٌ جديدٌ في اللقاء.. ساعتها تبتسم عيناي سروراً.. وتغرد عصافير قلبي بهجة.. وتتراقص فراشات روحي فرحاً بلقاء الأحبة والأصدقاء.. في ذلك الحين أعوم في أروع لحظات حياتي.. لكن فجأة وفي قلب تلك الأحاسيس والمشاعر أرى الكون يظلم.. فتخيّم العتمة في كل مكان.. وتنطفئ شموع السعادة.. وتذبل أزهار المحبة.. وتغرورق الدنيا في طوفان الأحزان.. وتنجح عاصفة اليأس في انتزاع الأمل المتشبّث بأحبال قلبي فلا تُبقي به بصيصاً.. سوادٌ يسود المكان.. ورمادٌ يلوّن الدنيا.. فيتجهّم ثغر الوجود.. وتعبس الحياة.. نعم.. في تلك اللحظة المفاجئة يختلجني شعور الوحدة.. اللوعة.. الألم.. وتسافر مشاعر الترنّم والابتهاج إلى فضاءات الكون دون إياب.. نعم.. في تلك اللحظة تنشقُّ الأرض وتبتلع أحبتي وقُربي.. ثم تعود لتلتئم قبل ابتلاعي.. فتحتجزني خلف جدار الوحدة منفرداً.. إنها لحظة الخوف والرجفة والالتياع والنوى.. تلك هي لحظةُ الوداع..