السلام عليكم ورحمة الله

تحية طيبة .. وبعد

قراءة بين سطور الحق


كأي سجين جيء به إلى غرفة التحقيق بعد أن فكت الأغلال من يديه وبدأت الاسئلة الدقيقة منها والعريضة تنهال عليه ، وعرضت سوابقه الجرمية والتي كانت بمثابة الجبل على ظهره ، فمنذ سنوات المراهقة وهو يسرق ويشرب الكحول والآن شارف على الاربعين وهو على حاله وما أكثر التحريات التي اجهدت الشرطة والمحققين ولكنه غير مبالي .. السجن وكما نعلم مؤسسة إصلاح وعقاب وقد نجد الحبس قد جاء بمظهر العقاب ولكن ما لم نلمسه هو الاصلاح فالمدمن عشرين سنة لم يتم علاجه والسارق لم يعطى تأهيله عدا ذلك الاطفال والذين يبيتون في السجون وكأن الامر اصبح مقبولا بل أكثر من اعتيادي ، يقضي بضع ايام للراحة والتعارف من ثم يعود للتخطيط من أجل أن يحصل على ما يريد ، كنت اتساءل ما الحال لو كانت هناك عقوبة الضرب ولا اقصد الضرب المهين أو الذي يحط من كرامة الانسان وإنما الضرب الذي يوفي العقوبة المطلوبة ، قد يعتقد البعض بأنني رجعية تاركة ما وصلت إليه الامم من استحداث في عقوباتها إلا أننني ارى بأنها تساعد في التقليل من الكثير من المشاكل من أجل التغلب عليها ، بدل الحبس فقط ، ولم افكر بالضرب من أجل انتقام أو قسوة على الجناة وإنما من أجل تقويم انفسهم وتحريرهم من القيد الذي غلف حياتهم ومن جانب آخر فهم أهانوا انفسهم وجعلوها في مصاب العقاب ، وفي الحقيقة فالسوابق والعود للجرم هو خير دليل على أن السجن لم يحدث تأثيراً في نفوسهم ..