ربما البعض من القراء قد مرت عليه مظاهر الفرحة العارمة التي بدا عليها المعجزة ليونيل ميسي بعد تسجيله الهدف الثاني بمرمى مان يونايتد في نهائي الأبطال الأوروبي مساء السبت على ملعب ويمبلي مرور الكرام, فقد كانت فرحته غير عادية و انفعالية بشكل يفور معه الدم كما حدث قرب الحاجز المحيط بالمستطيل الأخضر , فالبعض قد يراها فرحة بحجم البطولة و الفريق المنافس و كذا كون هدفه نقطة تحول في المباراة , بيد أنني لا أتجه مع هذا التفسير إذ أجده غير بعيد البتة عن خلفية مشاعر الأرجنتينيين عموما التي تصل حد الكراهية لكل ما هو إنجليزي , و الصلة في ذلك – برأيي - هو قناعة الأرجنتينيين بأن هؤلاء الإنجليز قد اغتصبوا منهم جزءا من تراب وطنهم ممثلا في جزر الفوكلاند و التي دارت بسببها حرب بين البلدين تعززت من خلالها حالة الاحتلال و الاغتصاب . و خلفية هذه المشكلة تقول أن جذور الأزمة التي تفجرت بين بريطانيا والأرجنتين في أبريل عام 1982م حول تبعية جزر "فوكلاند" تعود إلى سنين طويلة. وقد اختلفت المصادر حول اكتشاف جزر فوكلاند فبينما نسبته المصادر البريطانية إلى الكابتن "جون ديفيز الذي تشير إلى أنه اكتشفها مصادفة عام 1592م عندما جرفت العواصف الشديدة سفينته Desire نحو تلك الجزر، فيما نسبته مصادر أخرى إلى الرحالة البرتغالي فرديناند ماجلان الذي تشير إلى أنه اكتشفها خلال رحلة قام بها عام 1520م، إلاّ أنه لم يطأ أراضيها. غير أن الثابت والمسجل أن أول من وطأ تلك الجزر هو أحد البحارة الإنجليز ويُدْعى الكابتن "جون سترونج"، وقد وصل إليها عام 1690 وأطلق عليها اسم "فوكلاند" نسبة للفيكونت " فوكلاند" أمين خزانة البحرية البريطانية في ذلك الوقت. وسجل "جون سترونج" في مذكراته وصفاً دقيقاً لتلك الجزر تضمَّن طبيعتها الجغرافية ومناخها والكائنات التي تقطنها وجميع مظاهر الحياة فيها. إلاّ أنه يمكن القول إن أول من أقام مستعمرة سكنية على جزر "فوكلاند" هو الفرنسي "لويس أنطون دي بوجانفيل "، الذي حضر إليها عام 1764 وأقام على جزيرة "فوكلاند الشرقية" أول مستعمرة فرنسية تضمنت قلعة صغيرة تشرف على مدخل الميناء الذي أطلق عليه اسم "بورت لويس "، وكان الفرنسيون قد اكتشفوا جزر "فوكلاند" خلال رحلاتهم بين "سان مالو" و"ريو دي بلاتا"، وأطلقوا على هذه الجزر اسم "جزر مالومين ، وهو الاسم الذي حوره الأسبان بعد ذلك إلى "لاس ايلاس مالفيناس ". وفي العام التالي لإنشاء المستعمرة الفرنسية ظهر الإنجليز مرة أخرى، عندما حضر الكابتن "جون بيرون " في رحلة استكشافية إلى الجزر وأقام على جزيرة "سوندرز " (شمال جزيرة فوكلاند الغربية) أول مستعمرة بريطانية وأطلق على ميناءها اسم "بورت إجمونت ". وقبل مغادرته للجزر ترك "بيرون" حامية بريطانية من عدد قليل من الأفراد في "بورت إجمونت".
و استمرت الأرجنتين و ما تزال تطالب بها إلى الآن, مما ولد لدى كل الأرجنتينيين إرثا من العداء و الكره ضد الإنجليز , و ليس ليو ميسي ببعيد عن مشاعر أبناء وطنه و إن كانت إقامته شبه دائمة في برشلونة الإسبانية إلا أنه بالتأكيد يتغذى ضمن ثقافته الوطنية مثل هذه الإشكالية و التي تعتبر لهم بمثابة غصة يأملون إنهائها بأسرع وقت . و عندما نتذكر ردة فعل أسطورة كرة القدم الأرجنتينية و العالمية دييغو مارادونا بعد تسجيله هدفه التاريخي المثير بمرمى بيتر شيلتون في مونديال المكسيك عام 1986 م نجدها مماثلة لحالة إنفعال ميسي بعد تسجيل هدف البارسا في مرمى كبير الأندية الإنجليزية وممثلها في هذا النهائي الحلم .
ليو ميسي و هو يركض بانفعال زائد و تدفق الدم بشرايينه في مسار ربما تجاوز أل ( 50 مترا ) كأنه ( يدوس ) أرض و عشب ملعب ويمبلي ذلك الرمز التاريخي في كرة القدم الإنجليزية , إنه يحترق و أقدامه أثقل من رافعة أحمال , ولو أن الأقدام تتكلم لربما أفصحت عن مكنون عقله و بماذا يفكر و هو يصدر هذه الانفعالات الشديدة بعد تسجيل الهدف, حتى أن تسديدته لو ركزنا في قوتها و كيفية إطلاقه لها من قدمه اليسرى الماسية و التي عجز عنها واحد من أهم حراس المرمى في ربع القرن الأخير في الكرة العالمية , وهو الهولندي العملاق إدوين فاندر سار ( 40 سنة و 211 يوم - 197 سم ) تعطي إنطباعا نفسيا أكثر منه فنيا .
لاشك أن ميسي و هو المعروف لمن هم حواليه بحبه الشديد لوطنه الأرجنتين و تواصله المستمر مع عائلته هناك على الرغم من كثرة ارتباطاته و التزاماته مع ناديه في المنافسات المحلية و القارية . أقول إنه مع كل ذلك , أعتقد أنه أنصف ما بداخله تجاه الإنجليز ممثلين هذه المرة داخل الملعب بفريق مان يونايتد , و كذا حقق رضا داخليا مشبعا بالوفاء للفريق الذي صنعه و صقل موهبته على أكمل وجه ..!
في الختام .. تحية إعجاب و تقدير لموهبة هذا الشاب الأرجنتيني الغيور , و تهنئة خاصة خالصة لكل البرشلونيين في وطننا العربي الكبير من خلال الموقع الرياضي العربي الأول ( كووورة ) بمناسبة انجاز الفريق الكاتالوني الرائع مستوى و نتيجة , و تقديمه تابلوهات فنية خرافية و غير معتادة من فريق سواه .
و استمرت الأرجنتين و ما تزال تطالب بها إلى الآن, مما ولد لدى كل الأرجنتينيين إرثا من العداء و الكره ضد الإنجليز , و ليس ليو ميسي ببعيد عن مشاعر أبناء وطنه و إن كانت إقامته شبه دائمة في برشلونة الإسبانية إلا أنه بالتأكيد يتغذى ضمن ثقافته الوطنية مثل هذه الإشكالية و التي تعتبر لهم بمثابة غصة يأملون إنهائها بأسرع وقت . و عندما نتذكر ردة فعل أسطورة كرة القدم الأرجنتينية و العالمية دييغو مارادونا بعد تسجيله هدفه التاريخي المثير بمرمى بيتر شيلتون في مونديال المكسيك عام 1986 م نجدها مماثلة لحالة إنفعال ميسي بعد تسجيل هدف البارسا في مرمى كبير الأندية الإنجليزية وممثلها في هذا النهائي الحلم .
ليو ميسي و هو يركض بانفعال زائد و تدفق الدم بشرايينه في مسار ربما تجاوز أل ( 50 مترا ) كأنه ( يدوس ) أرض و عشب ملعب ويمبلي ذلك الرمز التاريخي في كرة القدم الإنجليزية , إنه يحترق و أقدامه أثقل من رافعة أحمال , ولو أن الأقدام تتكلم لربما أفصحت عن مكنون عقله و بماذا يفكر و هو يصدر هذه الانفعالات الشديدة بعد تسجيل الهدف, حتى أن تسديدته لو ركزنا في قوتها و كيفية إطلاقه لها من قدمه اليسرى الماسية و التي عجز عنها واحد من أهم حراس المرمى في ربع القرن الأخير في الكرة العالمية , وهو الهولندي العملاق إدوين فاندر سار ( 40 سنة و 211 يوم - 197 سم ) تعطي إنطباعا نفسيا أكثر منه فنيا .
لاشك أن ميسي و هو المعروف لمن هم حواليه بحبه الشديد لوطنه الأرجنتين و تواصله المستمر مع عائلته هناك على الرغم من كثرة ارتباطاته و التزاماته مع ناديه في المنافسات المحلية و القارية . أقول إنه مع كل ذلك , أعتقد أنه أنصف ما بداخله تجاه الإنجليز ممثلين هذه المرة داخل الملعب بفريق مان يونايتد , و كذا حقق رضا داخليا مشبعا بالوفاء للفريق الذي صنعه و صقل موهبته على أكمل وجه ..!
في الختام .. تحية إعجاب و تقدير لموهبة هذا الشاب الأرجنتيني الغيور , و تهنئة خاصة خالصة لكل البرشلونيين في وطننا العربي الكبير من خلال الموقع الرياضي العربي الأول ( كووورة ) بمناسبة انجاز الفريق الكاتالوني الرائع مستوى و نتيجة , و تقديمه تابلوهات فنية خرافية و غير معتادة من فريق سواه .