أعرف محمد بن همام العبد الله منذ ان كان رئيسا لنادي الريان القطري ، مروراً برئاسة الإتحاد القطري لكرة القدم قبل أن يتولى رئاسة جمهورية كرة القدم في كل آسيا لثلاث دورات بالتزكية، وفي كل مراحل مشواره الرياضي الحافل ، كان بن همام (يحسبها صح ) حتى بات في رأي الكثيرين أحد أقوى ,وأهم الشخصيات الكروية في العالم ،إن لم يكن أقواها على الإطلاق ولا أدل على ذلك من فوزه بعضوية تنفيذية الفيفا ، برغم وقوف قوى مؤثرة عربية وعالمية ضده بشكل واضح وصريح ،فضلاً عن نجاحه المشهود في دعم ملف بلاده قطر حتى إستطاعت أن تهزم أقوى المنافسين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميريكية ، بالضربة القاضية وأن تنال شرف استضافة مونديال 2022 .

ويبدو أن بن همام ( حسبها غلط ) لأول ولآخر مرة ،عندما قرر منافسة بلاتر على رئاسة جمهورية كرة القدم في العالم ، معتقداً أنه يفهم أصول اللعبة جيداً ، وأنه قادر على تجاوز أخطاء السويدي لينارت يوهانسون الذي هزمه بلاتر في انتخابات 1998 ،وكذلك أخطاء الكاميروني عيسى حياتو الذي سحقه بلاتر في إنتخابات 2002 ،وتصور بن همام أن معرفته بأدق أسرار بلاتر ، تكفي لأن يتفوق عليه لاسيما أنه كان مهندس فوز بلاتر ووصوله إلى سدة الحكم في الفيفا لأول مرة عام 1998 ، عندما وفر له دعما غير مسبوق ، حيث أقنع الحكومة القطرية بتأمين طائرة خاصة للمرشح السويسري ، فضلا عن الدعم المادي الذي تتطلبه الحملة الإنتخابية التي شملت كل دول العالم تقريباً ،وفي أكثر من مناسبة شاهدت وسمعت بلاتر وهو ينادي بن همام ب ( شقيقي )تقديراً وعرفاناً بالدور الذي لعبه بن همام في مسيرة بلاتر ، وكان يمكن أن تستمر الأمور بكل تلك الحميمية ، خاصة أن بن همام سبق أن صرح أنه لن يترشح لرئاسة الفيفا إلا بعد إنتهاء مهمة بلاتر في المنظمة الدولية، ولما تضاربت المصالح وتقاطعت، بإعلان بن همام ترشحه لرئاسة الفيفا منافساً لبلاتر ، تحول السويسري إلى وحش كاسر ، وراح يسخدم كل السبل لا لإبعاد بن همام عن سباق الرئاسة فحسب ، بل لتدميره ونسف تاريخه الرياضي ، من خلال القرار الذي أصدرته لجنة القيم والأخلاق بالفيفا بإيقاف محمد بن همام مدى الحياة وحرمانه من تولي أي منصب رياضي مستقبلا وهو مايشبه الحكم بالإعدام ،وإن كان القرار القاسي جداً الذي أصدرته لجنة القيم لايعدو أن يكون حكم أول درجة ، ومن حق بن همام أن يستأنف لدى الفيفا ولدى المحكمة الرياضية الدولية ، دفاعا عن تاريخه الذي شوهه بلاتر الذي أثبت أن (نابه أزرق )وأنه مثل القطار الذي يمكن أن يدهس كل من يقف في طريقه ، إذا كان ذلك هو الوسيلة الوحيدة التي تمكنه من الوصول إلى مبتغاه .

وياويله من يفكر في منافسة بلاتر مستقبلاً.