رغم لحظات ربيع العمر التي نعيشها..
فإننا نرى أحزان خريفه تتسلل إلى أغصاننا الغضة كي تقسيها..
وتسرق من أوراقنا الخضراء رونقها لتمنحها لوناً باهتاً يفتقد معنى الحياة..

تجرحنا بكلماتها
تؤلمنا بقسوة أناسها
وتجبرنا على البكاء بصمت..!

نبكي بصمت ولا نستطيع البوح..
ونجعل قلوبنا الجريحة تأن أيضا بصمت..

ولكنه صمت قاتل..




وكل ذلك حتى لا نثير مشاعر الحزن فيمن حولنا..
حتى نحصر الحزن في قلوبنا التي ثملت من الأحزان..!
وربما كي لا نظهر في شموخنا انكسار قد يجعل البعض يرمقنا بنظرات الشفقة..
وقد يستغل البعض الآخر لحظات الضعف هذه بخبث..
ليجعلنا فيما بعد رهن لتهديداته المخيفة..






الأحزان تغتالنا..
لأن هناك قلوباً منحناها كل شيء..

منحناها عمراً

منحناها ثقةً

منحناها روحاً

منحناها حياةً

منحناها في قلوبنا وطناً..


باختصار منحناها (إنساناً)..




>> ولكنها أنكرت كل شيء <<

ولم تمنحنا سوى..

القهر على عمر ضاع من أجلها هدراً..

الندم على ثقة منحت لها دهراً..


البكاء على روح ذبلت فيها أغصان الزهر..

الألم على حياة ذاقت الموت قبل حلول القدر..

التغرب عن وطن هدم بين أركان الصدر..


وانجراف (إنسان) نحو أمواج الغدر..