عدت لتوي من العمل ومعي هذا الإرهاق العام الذي هو عرض من أعراض الشيخوخة... أتساءل وأنا أستند إلى باب الشقة المغلق ورائي: لم يعاودني أحمد في الحلم وقد مات منذ عشر سنوات? ولم يعاودني الآن وعلاقتي تتعثر بابنتنا حنان? أتساءل ما زلت, عن مغزي الطيور السوداء في حلم أمس الأول. هل هي طيوري أم طيور أحمد أم طيورنا معًا?
يخطر ببالي وأنا أستند إلى ضلفة الباب المغلق إمكانية إدراج يومياتي لطيفة الزيات هذه في نفس الدفتر الذي كتبت فيه يومياتي عام 1965 بعد موت زوجي أحمد. أفتح درج المكتب الذي لم أفتحه منذ تسع سنوات. لطيفة الزيات أرقب الدفتر بغلافه الأسود السميك يرقد في جوف الدرج وأقفله دون أن أزيل عن الدفتر طبقات من تراب يتعين إزالتها.
***
يستوقفني اليوم زميل عائد من السعودية وأنا أمر بالردهة لطيفة الزيات 8-8-2015 الرئيسية في مكان عملي... يسألني بعد السلامات والتحيات عن إنتاجي الروائي الأخير. بداياتي كانت واعدة, شد ما كانت واعدة, يقول, وأتمتم بشيء غير مفهوم كما اعتدت أن أتمتم بعد أن تحولت البدايات الواعدة إلى نهايات. ونفترق وأنا أردد بيني وبين نفسي: شيء ما خطأ, شيء ما لا يستقيم, ولا علاقة لهذا الشيء, هذه المرة بابنتي.