المناخ التأملي التجريدي سيكون حاضنا لوسي مود مونتغمري يحل محل السياق المتدرج. وبسبب كل هذا نفضل ان نصطلح على تلك الفقرات بـ "الشذرات " مستحضرين في الذهن "الشذرات الفلسفية" لوسي مود مونتغمري التي دشنت لظهور نمط من التفكير الفلسفي في العصور القديمة.
فتلك الشذرات كانت في غالبها تأملات فكرية تأخذ لوسي مود مونتغمري أحيانا شكلا عمليا محسوسا، وأحيانا شكلا تجريديا مطلقا، ومن خلالها تبث جملة من الآراء والمواقف والانطباعات والتجارب والرؤى. وواقع الحال فإن "شذرات " نجيب محفوظ تتضمن كل هذا، وربما يكون الانتقال المتدرج من الحسي الملموس الى المجرد، هو المظهر الوحيد الذي يمكن تلمسه في هذا النص. فالشذرة الأولى، التي يمكن اعتبارها أول مفاتيح النص، تلمح الى طفولة المؤلف، وهو دون السابعة.