عبر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عن تقديره لمقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية بعقد اجتماع وزاري عربي يبحث «العلاقة العربية - الإيرانية الحاضر والمستقبل وتداخلاتها في الشأن العربي»، وقال: «إن على الجميع أن يقدر أهمية هذا الموضوع وخطورته، ونرى أن عدم وجود علاقة أيضًا مع إيران لا يخدم دول المنطقة ولا حتى إيران ولا أحد». داعيا إلى اتخاذ موقف جماعي عربي للحد من تدخل إيران في الشأن العربي والتعامل بجدية وإيجابية مع كل من يحاول العبث بالأمن القومي العربي.
وعما إذا كانت إيران قد توقفت عن التدخل في الشأن البحريني حتى الآن قال وزير الخارجية في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط»: «لم نشهد بعد أي مبادرات إيجابية من إيران للتوقف عن تدخلها في الشأن البحريني، ونحن سنرحب بأي بادرة في هذا الشأن؛ لأنّ محاولاتها لن تؤدي إلى استقرار الأوضاع في المنطقة، وإنما المزيد من الأزمات».
وأشار إلى أن إيران تتدخل في الكويت والعراق وسوريا واليمن والمنطقة الشرقية من السعودية، إضافة إلى البحرين، لافتا إلى إنه: «في الآونة الأخيرة تزايدت تدخلات طهران وبشكل مباشر في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، من خلال محاولات تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار هذه الدول، ومحاولة بث الفتنة والنزعة الطائفية بين أبناء الجلدة الواحدة».
وأوضح وزير الخارجية أن الأنشطة الإيرانية في المنطقة متعددة مثل زرع خلايا مسلحة وشبكات تجسس في الكويت كخلية العبدلي، أو تورطها في تدريب وتمويل عناصر في البحرين لتنفيذ تفجيرات كتفجير السترة مثلا، وذلك في مسعى إلى تأزيم الموقف على الساحة السياسية.
من جهة أخرى قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: «إن التحالف الإسلامي الذي أعلنت السعودية تشكيله في الآونة الأخيرة، يعد أهم خطوة نتخذها كعرب؛ لأنه يقع على عاتقنا مسؤولية محاربة الإرهاب الذي انتشر في المنطقة بسرعة شديدة».
وأضاف: «أن عمل التحالف سيشهد خلال الفترة المقبلة مسارين: الأول أمني يتمثل في تبادل المعلومات والتدريب والمعدات والقوات عند الضرورة، والثاني فكري يقوم على تكثيف الجهود على المستويات العلمية والدينية والفكرية والسياسية والمالية.
ورأى أن مشاركة الدول الإسلامية في التحالف ستكون تطوعية ومن دون أي التزامات؛ إذ إن «كل دولة يمكنها أن تقدم ما تريد وبإمكانها أن تطلب ما تحتاج بهدف تعزيز وتكثيف الجهود لمواجهة الإرهاب».
وشدد وزير الخارجية على أهمية اتخاذ مواقف عربية جديدة تمنع اختراق السيادة العربية والعبث بأمنها القومي، معتبرا القرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية الصادر بشأن التوغل التركي في الأراضي العراقية مهم وواضح ويصون الأمن القومي العربي.