حفنة رمـل /
إلى الجنة ِ التي وجدتها بين جبال الرمال وتعرّجاتها
إليه ِ / حين منحَ الصحراء َ روحه ، وأهداني
ليلتين في قلب ِ جنّة ٍ لم أتذوّقها يوما ً!
إلى / طفلة ٍ ملائكية أخذتني عيناها / إليه !
إلى الجنة ِ التي وجدتها بين جبال الرمال وتعرّجاتها
إليه ِ / حين منحَ الصحراء َ روحه ، وأهداني
ليلتين في قلب ِ جنّة ٍ لم أتذوّقها يوما ً!
إلى / طفلة ٍ ملائكية أخذتني عيناها / إليه !
...
..
.
[ واتخذي من أضلعي سريراً ]*
هكذا كانت نداءات الرمال بين أصابعي ، استشعر فيها مطرا ً يبللني كليلة ٍ صيفية ، أذكر فيها رهبتي
من مطر ٍ بلا مِظلّته / ويديه !
هناك حيث الأفق / تنفق السماء ما عليها لترسم على وجهي لوحة َ الحب الأزليّ الـ مازال يغرس ذكرياته على رأسي المبلل بمطر ِ وجهه ِ ، و رياحين صوته ، هو القادر على انتشالِ رمادِ الزمن ، ورشّ عطر الياسمين على مخدّة ِ انتظاره، للصحراء ِ بعد ٌ آخر حيث تلتقي الجنة بأصابعي ، و بها أصّعد للسموات ِ بدعاءٍ لا يزال يثقب روحي ، ويخرج منها إليه /
[ إلهي ، اترك لي صوته رذاذا ً يتعطّر به قلبي ، و احفظ لي صورته على ضفاف منامي ، و دع لقلبي يقينا ً بما تبقى من حضوره .! ]
وتتالى دعوات التأمين ِ خلفي ككل خلاياي التي تردد ورائي / آمين ، أمين ، آمين !!!
لحظات اليقظة ِ تلك لا تزال معلّقة في برزخ ِ الذاكرة ، لكأنما تتوقف فيها النداءات ُ عند صوته ِ وعينيه ، عينيه اللتان أرهقتاني كثيراً في تتبعِ أثرهما كلما مر من أمامي ذاهباً ليحادث البشر المحيطين كإسوارة ٍِ أكره وجودها في معصمي ، لأول مرّة اشعر أن أذنيّ يعنيان ِ ضعفاً حقيقيا ً، في الوقتِ الذي أضغط فيه عليهما ليسمعا حتى همسه وضحكاته المكبوتة ، و وقع أقدامه إن مر ً أو غاب !!
كنت استرق لحظات غفلته لأراه يبتسم / يغضب / يضحك / يتحدّث الانجليزية ، لكأنني أراه من زجاج ٍ يفصل بيننا ، أراه في عالمه بعيدا ً عني قريبا ً من تعاطيه لنسياني ، يقترب فقط لحظات انتباهه لوجود عطري بينه ، وبين أرجاءِ الرمال تلك !
كانت كجنة ٍ تمارس إغواءها على روحي التي ما إن وصلتُ إليها حتى تركتني هائمة بين تلك الكثبان ِ لا أبغي فرارا ً ، إلا إليها أنتظر غروب الشمس ِ لأشرق على ذات الناصية ، أغيب لتحضر ، وتحضر لأحضن فيها بقايا الفجر الذي استوطنني ، واستوطنتُ ياسمينه !
[ وإني أحبك ِ لكن ، أخاف التورطَ فيك /
التعلق فيك / التوحّد فيك ِ ] *
على ضفاف ذات الذاكرة ، أنوي طويلا ً أبحث في تفاصيله عن لونٍ لم ألتقطه ، أو همسة ٍ لم أحتفظ بها أو حتى مقعدٍ نسيت مكانه في سينما تضج بالحاضرين ، و الصامتين !
متلازمةُ الذاكرة التي أعاني منها لا تزال تمثّل لغزاً حقيقياً لكأنما توقفت ذاكرتي عن التقاط ِ ما لا يعنيك َ في فترة زمنية قصيرة للغاية ، لكأنما وجدتْ ضالتها في تفاصيلنا الصغيرة / الصغيرة ْ ، وبعدها غلّقت أبوابها وبقيتُ أعاني نسياناً حادا ً لكل ما لا يتعلّق بك !
أنسى ما تاريخ اليوم ِ ، وما ارتديتُ بالأمس ، وما فعلتُ قبل ساعة ، لأتذكر مقعد َ السينما قبل سنين ٍ أربع و تعويذة كنتُ ألقيها عليك َ / يوم كنا روحاً تطفو على جسدين !!