إليه / حيث لا يحدّ مساحتي به فاصلة !
.
.
[ 1 ]
حين يقرر القدر أن ينشطر لـ جزئين
ويسابق أحدهما الآخر لـ امتطاء ِ الأرض
أدرك حينها جيداً أن / توأما القدر كانا معلّقين
لفترة أطول بين سماوات ِ الله ِ ، و أيادي خلقه
حيث لم يكن أحدهما في مرمى بصر ِ الآخر
فـ كيف يلتقيـان ..؟
تقسم السحب ُ من فوق ِ رؤوسنا أنها احتضنت
جسديهما لفترة أطول مما احتضنتهما الأرض
وتقسمُ الأرض أنها لم تدرك بعد سبب ارتعاشها
كلما مشى أحدهما على إثر طريق الآخر دون أن يدرك
أن مقاس َ روحه ِ تتطابق ُ ومقاس آخر من زاوية ٍ مقابلة
كما أنّ السماء تبكي طويلاً كلما شهدت افتراق طريقهما
وهما الأقرب من كل الطرق ِ إليهما ..
فـ متى يلتقيـان ..؟
منذ متى ، وهما ينحتان ِ ملامح الطيف ِ الذي
غطى وجههما على أغلفة ِ الأحلام المعلّبة
ومنذ متى ، كان الطريق ُ إلى بابل طويلاً جدا
أطول من شعرها ، و أقصر من صبره ؟!
لـ بابل قصة ٌ طويلة ، كـ وشم ٍ تعاني منه هي
في عضدها الأيسر ، ويعاني هو من وجعِ الوشم
دون أن يدرك أنّ أوجاعهما مقسّمة عليهما بالتساوي
كـ إرث ٍ لا يقبل قسمته إلا على اثنين
اثنين وفقط !
يحملان على سطح ِ روحيهما صحيفة َ قدر ٍ
لا مكتملة / بعض الأحرف تتقاطع بينهما
وبعضها الآخر لا تكتمل إلا بهما
فـ متى يتّحدان ..؟



[ 2 ]
على حوافِ شوقٍ جارف ، يأتي رسول الحنينِ
ليخلق وقتاً مسروقا من زمنٍ لا يتوقف ، لتبدأ
فوّهة الزمنِ بالتصنت على روحيهما حين التقتا
وكأنما الغيبُ مكلّفٌ بأن لا يبقي شظيّة حنينٍ
على أعتابِ شفاه !
لا زمنَ يُطفِئ جمرةَ الشوق، ولا وقتَ يتوقف
ليسجد هناك على أعتاب قٌبل ٍ ، و امتزاج !
لكنها الذاكرةُ التي تحمل في جسديهما كل التفاصيل
التي لن تغادرهما حتى ، يأذن الله بالخلودِ
وفنـاءِ بشرية ٍ لن تعي معنى أن يلتقي بها
وتلتقي بهِ في يومٍ لن يكون بعدهما إلا منطقةً زمنيةً
لا يدخلها إلا من يحمل وشمَ السماء ، ولا يحملها سواهما !


[ 3 ]
الغيم الذي تساقطت هي على شاكلة ِ مطره ِ
لا يزال ينتظر دمعها على ذات الجرف الذي هوت فيه
ليعيد اختزال صوتها / وجهها /
ملامح قلقها / وبعضا ً من حزنِ الميلاد
لتتكوّن فيه مساحاته ِ فراغاتُ أصابعها
ونداءاتٌ لا تنتهي !
على الضفّة الأخرى / يحاول هو الآخر
نسج مَا تبقى من روحه ِ ، موزّعا ً تذاكر حنينٍ
لا تنتهي ، ويكتب في دفتر ِ ذاكرته ِ
وقت َ الصمت ِ الذي جمعهما ، و قسمَ البرد ِ
ومعاطف َ الشتاء ْ
وقصةّ الميلاد ِ والظهر المكشوف ِ ليلته!
يرسم في صدره ِ روائح َ الساكنين هناك
محتفظا ً بعطر ِ المقعد ِ ، وضحكة ُ الطفلة ذات
الحقيبة ِ المعلّق بحوافّها / تمثالاً يدغدغ
فيها قهقهات الطفلة ِ ، وفيه ضحكات الصبيّ
الذي لا يشجّع إلا كرته التي كثيراً ما ترمي بها
رجليه إلى الفراغ / الفراغ اللامنتهي
كـ قصّة للتو بدأت بأصابع ِ الملائكة
الذين شطروا القصة ، لأنها
أكبر من أن تكون لـ بشر ٍ واحد
وأصغر من أن يحملها اثنين
من جنس ٍ آخر به من الملائكة ِ طفولته
ومن الجنون ِ شيطنته !!
ومن السماء ِ قداسةُ المطر
ومن الغياب / رجسه !!
القصة أكبر من انشطار ِ أقدار
هي / كـ قطعتي نبوءة ٍ
لا تتحقق إلا بالاتحّاد
ولا تتبدد بالغياب
ولا يمكن استنساخها
أو إعادة منهجتها / لأنها باختصار
قرارا سماوي ّ لا يُعارض
وفقط !