[ مرعبٌ أن أحبّك في موضعٍ هشّ ٍ كـ العالم ! ]
بين هذه الثنايا ، وكلما خفتَ نور ، تخلّق قنديلٌ آخر في السماءْ
كنتَ أنتَ هذا الضوء َ الأخير المكتوبِ على جبين روحهِ أنه الضوءُ الذي تخبّئه السماءُ لعرّافة ٍ
ستكون الأخيرةَ أيضاً في زمنٍ لن يكون أخيراً [ لهما ]!
في كل لحظةٍ أقرر فيها الكتابة ، أشعر بأنّ اللغة تستدير ، كـ وجهِ قمرٍ لازال يراوده الخجل كلما
أذِن الله له بالخروجِ على مرمى بصر البشر ، وكأنما هي ليلته الأولى ، إنها اللغة التي تهربُ كثيراً كلما ظهر وجهك في بريق عينيّ ، أو سال شهدُ اسمك بين شفتيّ ، أو حتى تطايرت رائحتُك َ مع أنفاسي
كما يفعل الشوق وأكثر !!
كل الوجوه تسقط ، وكل الروائح تغيب ، وتبقى أنتَ كفصلٍ لا يمكن أن ينتهي ،
ها أنت تأتي لـتربّتُ على حزني، فأُبعث من بين يديكَ فينيقاً جديدا ً متخماً بك أنت وحدك
منذها وأنا أبذرني فيكَ كلما آنَ زمنُ الحزنِ ، واستسلمت عيناي للبكاء ، فتنضج البسمةُ ، واستعيدُ فرحَ الروحِ الذي تسلبه تراكماتُ العتمةِ من حولي !
كنتَ كَمن يبلل الروح ، ويتركها بين ذراعيهِ تستعيد كل الحيوات التي أضاعها الزمنُ ونستها ذكريات الأشياء، لأعودَ كثيرةً بك ، متخمةً حدّ الانتشاءِ بحضورك الذي يجعل من الليلِ نهارا ً خاصاً بنا
لأنفاسهِ رائحةُ الحنين ، ولوجهه استدارةُ الظل الذي بقينا فيه طويلاً تحتَ سمواتِ الله!
ها هو الشوق يتكاثر ، كـ خلايا جنينٍ يسابق الزمنَ ليخرجَ إلينا ، يشتاق كثيراً وجهكَ كما عينيّ.
وجهكَ الذي أراهُ في كل زوايا الأمكنة ، أراه في الشوارع والأسواق ، ووجوه الغرباء ، في كل مدينةٍ أستقبلها أو تستقبل غربتي ، في كل السموات ِ التي ألجأ إليها كلما ضجّ الحنين وانتهى الصبر!
مذ أنْ كنتُ في صدرك ، لم أعد تلك الطفلة التي تخشى النومَ ليلةَ العيد ، حتى لا يفوتها صباحه وملابسها الجديدة ، لأني بعدكَ أدركتُ أن العيد لن يأتي قبل أن تصحو عيناي ، وأنه لن يتوغّل في أرواحِ العالمَين قبل أن تقبّل أنت عينيّ لتقول / صباحي بكِ عيد ، وعيدي بكِ فردوس !
مذ أن تمازجتْ أضلعنا ، وأنا أشعر بأنّ لقلبي خفقاناً آخر ، وموسيقى تعلو كلما همستُ باسمك ، أو حتى لاح وجهكَ في السماءِ ترسمها أشعة الشمسِ على وجهِ بحر !
كـ طفلة ٍ أنا الآن أرسم في [ كراستي ] وجهكَ على شاكلةِ شمس ٍ أرى فيها عينيّ ، وفي السماءِ يطلّ صوتكَ كـ مطرٍ يدوي في روحي ناحيةَ الحنين ، وينسج من الصمتِ لغةً أخرى لا تليقُ إلا بنا
طفلينِ للتو وضعتْ فيهما السماء جمرةَ شوقٍ ، يزيدها المطرُ اشتعالا ً .
لأردد / مرعبٌ أن أحبّك في موضعٍ هشّ ٍ كـ العالم ! : )