إلى ليلة ٍ ماطرة
بلل المطر فيها وجهي ..
فكان الوضوءَ الأخير !
.
.
ها أنا أُبعث في عينيكَ طفلة ً رائعةً ، في عينيها ذاكرةٌ واحدة بها وشمُ وجهكَ وبقايا عطرك،
طفلةٌ يتقلّب مزاجها كـ سماءِ الوطنِ الذي يحتضننا،أضحك ُ كثيراً ، وأحيانا ً أبكي كطفلةٍ فقدتْ للتو
دميتها الحميمة !
ورغم المسافاتِ والأميال إلا أنك من [ بعيدك ] تعانق حزني ، تربّت على كتفي ، فتنفض عني غبارَ الأسى
وأعود لشقاوةِ الطفلة أستجدي السماءَ فـ تُمطر !
لازلتُ أذكر بريقَ عينيكَ وأنا أخبركَ عن العرّافةِ التي التقيتها في البندقية، كنتُ وقتها استلّذ بالهرب منهما إليهما ، كأنهما المرايا أبحث فيهما عن وجهي المخضّب بالحب ، و وجهكَ المعتّق بالياسمين!
أحب أن أبقى بين يديكَ طفلةً مشاكسة ، تحطّم الأواني والزجاج ، فتعنّفها ، فأعود إليكَ أحمل أعذاري واعتذاراتي بلثغةِ الطفلةِ فترضى !
كانت السماء ُ وقتها تمطر ، وكنّا معاً لا نحتمي من مطرها ، ظلّت رؤوسنا عاريةً أمام المطر ، وبقينا طويلاً لا نبحث عن ملجأ بل نطيل المسافاتِ حتى لا تضيعُ منّا قطراتُ المطر فتسقط في غير أجسادنا
أ كنا وقتها نبحث عن وطنٍ يستدير بالمطر ؟ أم أنّ المسافاتِ كانت ترفض أن نتوقف ، لأنّ لأقدامنا موطِن زرعٍ لا يمكن إنكاره ؟
وأنا هناك معك ، صغرتُ كثيراً ، واستعدتُ طفولتي من بين أصابعك ، كنا نرسم على ألواحنا قصّة الحب وأمير المدينة ، والجنيّة التي أيقظت ِ الطفلة وسمحتْ لها أن تكبر أكثر في قصرِ عينيه !
توغلنا كثيراً ، وفتحنا مدناً كانت مرصودةً لنا مذ أن خُلقنا وخُلِق الحب !
أنتَ رجلٌ التقتْ عينيهِ بـ عينيّ [ الحب ] فالتقينا
فأخبرني من أي الأبوابِ أخرج إليكَ ، وبأي الألوانِ ألوّن عطري ، وبأي بريقٍ في عينيّ ألتقيك
وكل الطرق إليكَ محفوفةً بالشوقِ ، ملوّنةً بالحنين ؟
سنبقى معلّقين في سماواتِ الله ِ لنكون مذ كنّـا [ عينيّ الحب ] الذي بهما
يسير العاشقين ، وعلى دربهما يموت ويحيى المحبين
أ
ح
ب
ك

كما تسقط القطرات من صدرِ السماء