.
.
منذ أن وعينا على هذه البسيطة ، في هذا الجزء [ الظل ] من العالم ، ونحن نُحشى بأفكار يقينية تناقلها الآباءُ عن الأجداد ، دون ثمة تمحيص حقيقي في صحّتها ، هكذا كما يقولون / إنا وجدنا آباءنا على أمة ٍ!!
للإناث دروسها الخاصة في الحياةِ العربية ، وللرجل تجاربه التي لا تنتهي في كل العصور الشرقية .
علّمونا أن الأنثى عذرية ٌ لا يخدشها إلا الزوج ، وأن الرجل لا يعيبه إلا جيبه إن امتلأ أو فرُغ ، وأنّ رجولته تكمن في إكمال صولاته وجولاته على الأسرّة وأحيانا تحتها ، دون أن ندرك حقيقة َ أن [الجنس] هدف آخر وليس كل أهداف ِ الزواج ، وأنّ الرجل ليس بحاجة للإثبات ِ رجولته أو بالأحرى فحولته في سرير ِ الليل ، أنّ الرجولة ليست ْ صولات ُ أسرّة ونساء / بل هي أسمى من ذلك بكثير !!
ما يدهشني حقيقة ً هو تنوّع الأسمـاء ِ لتلك العقاقير الطبيّة / العشبية والتي تغري الرجل الشرقي لتناولها
فمن الفياجرا إلى النياجرا و المياجرا والسياجرا و... وكل ما اتصل بـ ياجرا !!
وأتساءل / هل يعاني الرجل الشرقي ضعفاً حقيقيا ً في فحولته ، ليحتاج لهذا الكم الهائل من العقاقير ليجعله قادراً على العطاء الليلي ..؟
أم أنّ عقدة النقص العربية تلاحقنا حتى في أسرّتنا الحميمة ؟ ، العربي يعاني نقص الثقافة ، ونقص القراءة ، ونقص الابتكـار ، ونقص الذكاء ، ونقص الفهم ، ونقص الوسامة ، ونقص السياسة ، ونقص الديمقراطية ، والقائمـة جدا تطول في تعداد النواقص التي يتمتّع بها الشعب العربيّ مقارنةَ بأولاد العم سام! ، وأتساءل أكثر هل كل هذه النواقص موجودة فعلا ً أم هي من فِعل الوهم الذي يطعموننا إياه كل فاتحةِ فجر ..؟
أشعر بالأسى الحقيقي كلما تصفّحت جرائد الإعلانات لدينا ، لأجد أن أكثر من ربع الإعلانات تتوجه للرجل ، مغرية ً إياه بأنه سيتمتّع بقوة ألف حصان ، وأن الليلة َ ليلته ، وأن الميدان ياحميدان وووو
الكثير /الكثير للغاية من المفردات التي تجعل الرجل العربي أداة حقيقية لإثارة غريزية بحتة ، هذا طبعاً خلاف الأجهزة المطيلة للوقت والمثيرة للغريزة ، والمقوّية لثقة الرجل !!!!
لكأنما الرجل العربي لا همّ له إلا أسرّة الليل ، وأنه مجرد حيوان ناطق يفكّر في غرائزه وفقط دون أن يكون له اهتمامات أخرى ثقافية أو فنية أو حتى دينية !!
إنها تدخل إلينا من مدخل الأعشاب التي لن تحتاج إلا لوصفة [ المعلّم ] الفلاني أو دكتور الأعشاب المشهور الذي لا نعرف من أين أخذ شهادة َ دكتوراة الطب البديل ، لكأنما اقتصرت دكتوراتـه في هموم الرجل الشرقي الجنسية ، متناسيا ً أن الضعف إنما هو نفسي في المقام الأول ، وأنّ الشعور بالدونية لن يشفيه حبوب زرقاء أو صفراء أو حتى وردية !!
أن الرجل الشرقي تأصلت فيه فكرة الضعف حتى بات يبحث عن نزواته في شوارع البلدان المكتظة بالمومسات ِ المرصودات لذوي البشرة السمراءِ والجيوب الممتلئة من بلدان النفط وآباره ، لكأنما يحمل كل رجل شرقي بئر نفطه في جيبه أو سمرة ِ بشرته ، حتى بات أحدهم يأخذ قرضا ً من البنك ِ وأحيانا من صديق ليسافر لـ بانكوك ، ويثبت فحولته هناك على شوارعها ، وفنادقها الرخيصة
دون أدنى تفكير في ما قد يؤول إليه ِ الحـال هناك أو بعد عودته ، أصبح الرجل الشرقي في ذهن الغرب مرتبطا ً بالجنس بشكل كبير للغاية ، لدرجة أنه في بعض المدن ِ الشرق آسيوية ، والتي تكتظ بالعرب يرفعون الإعلانات في شوارعهم عن اكتشاف جديد ، يعد ثورة حقيقية في النشاط الجنسي ، وهذا ما لا نشاهده إلا في مناطق العرب ، في حين الشعوب الأخرى تبحث عن العمل ِ والكسب الحلال أو حتى الحرام لا فرق !!
وما يدعو للاستغراب الحقيقي ، هو أنّه حتى في صيدلياتنا المرخّصة ِ للأدوية ، تباع هذه الحبوب لكأنما أهميتها كما هو الحال لـ سكاكر الصداع / البانادول أو لـ عقاقير البيتا بلوكر لـمرضى القلب أو لـ مغذيات الحديد لـ ذوي النقص الحاد في الدم و غيرها من الأدوية الطبية التي عادة ً تحيي حياة ً وتقي من قرب موت !
ومن الموجع ِ فعلا ً أن نعرف أنه ثمة قصص تُروى حولنا عن أشباه ِ البشر الذين يبتاعون منشطات جنسية لفتياتهم ، حيث يقدّمون لهنّ العصائر الممزوجة بتلك المنشّطـات حتى لا تقاوِم بضميرها _ ربما_ رغبته في الممارسة ِ الحرام ، فهل يمكننا التغافل الصارخ عن هذه النماذج التي تُعلن بتصرّفاتها حقيقة لا يمكن الجدال فيها ، وهي أنّ الانسان العربي ّ معرّض بسهولة للغزو الجسديّ الذين كثيرا ً ما يورّده لنا العالم الآخر ، كبقية السلع الأخرى ، ابتداء ً من السجائر ذات نسبة التبغ المرتفع ، وانتهاء ً بالسلع الغذائية المحتوية على الرصاص ِ والمعادن !
وهذا ما يجعلني أتساءل بشكل صارخ : إن كان رجال هذه المنطقة من العالم يعانون نقصاً حقيقياً في فحولتهم ، وأنّ الأدوات والعقاقير أعلاه هي الحل الحقيقي لمثل هذه الـ [ عاهة ] ، فكيف تناسل البشر العربي مذ أن كانت الخليقة ، ولم تعداد السكّان العربيّ في تزايد مادام الضعف الجنسي ينخر الكيان العربي؟
ففي أبسط تعاريف الضعف الجنسي / أنه لا يمكن في وجوده الإنجاب أو في أقل تقدير تكون نسبة الإنجاب ضعيفة ، فكيف يا ترى نفسّر التناسل الهائل للكائنات العربية ؟ منذ الخلقِ الأول وحتى اللحظة التي أكتب فيها الآن هذا المقال !!!!
هل للكبتِ النفسي دور ٌ مع وجود الانفتاح الكامل على العوالم الأخرى ؟ ، هل لأن العربي أصبحَ مدمنا ً لمشاهدات الجنس العلنية من خلال المواقع والأفلام التي أصبحت تباع ُ علنا ً ، للصغير قبل الكبير ؟
فإن الإحصائيات تؤكّد أن نسبة مشاهدي المواقع الجنسية في العالم العربي تتفوق بشكل كبير عن مشاهديها من الطرف الآخر / المفتوح على العالم بشكل أوسع ، فما الذي يجعل الرجل الشرقي رجلا ً باحثاً في كثيرٍ من حالاته عن الجنس المرئي ، أو حتى ذلك المسموع ، فالكثير من القنوات الفضائية تصبّ كامل اهتمامها في توفير مومسات يتحدّثن العربية، ليشبعن رغبات العربي الغير قادر ماديا على السفر إليهن ، عن طريق اتصـال بسيط !!
هل لأنه يرى فيها أو يسمع منهّن ما يظن أنه غير قادر عليه ؟ أم لأنه يفكّر كثيراً في تجربة ِ فحولته خارج أرض ِ وطنه ويحتاج لما قد يشرّف رجولته هناك ؟
مشكلة الوعي تكمن حقيقة ً في تعريف ماهية الثقافة الجنسية ، الثقافة التي يفتقدها الرجل العربي كما الأنثى العربية ، تجعل منهما صيداً ثمينا ً لمؤامرات ِ سماسرة ِ الأجساد ، ولأن الانفتاح الجنسي لا يزال إلى هذه اللحظة محرّمـاً على الإناث إلا سراً في حديث الصديقات وثرثرات ِ التجمّعات ِ النسائية ، والتي أصبحت منفتحة بشكل مفاجِئ حينما تحكي إحداهن عن مغامراتها الزوجية أمام الزميلات إلى التجارب الجنسية الخجولة للاناث مقارنةً بالذكور ، في حين أنه منذ زمن ٍ ليس ببعيد كانت الأنثى العربية لا تستطيع حتى رفع أعينها حينما تسألها والدتها عن تمام ِ الأمر ليلة َ الزفاف !وأحيانا نراها في نزوات الحبيب ِ الخائن في فنادق مهجورة أو رخيصة ، أو في سيارات ٍ مغلقة ، فإن التوجّه الإعلاني لمثل هذه المؤامرة منصبّا للنوع الذكري الذي يتمتّع بحرية أكبر بحكم ِ مكانته العُليا في مجتمع ٍ يخطئ فيه الرجل فنصفّق له " لأن الرجولة تجارب " وتُخطئ الأنثى فنرجمها " لأنها كقطعة ٍ بيضاء إن اتّسخت ْ فلن تنظف أبدا ً "
.
.
قبل أن أنتهي ، يجب أن أنوّه بشكل واضح للغاية أنني لا أُنكر وجود حالات حقيقية تستدعي أن يستخدم أحدهم مثل هذه العقاقير ، ولستُ أُنكر أنه ثمة حالات مرضية حقيقية من حق الرجل فيها أن يسعى لاستعادة فحولته ، إن أصيب بمرض ٍ يمنعه من مزاولة ِ فطرته كما يجب .
في النهاية / يجب أن أعترف أني أحمل غيظا ً دفينا ً في نفسي تجاه هؤلاء السماسرة ، وأحمل حقدا ً هائلا لكل رجل استطاعوا أن يدخلوا لعقله ِ ، ويجعلوا منه كائنا ً لا يعنيه أكثر من إشباع غرائزه حلالا ً أو حتى حراما ً بقدرة ِ عقاقير لم تكن إلا لتجعل منه مسخا ً جنسياً لا أكثر في الوقت ِ الذي لا تعاني فحولته من خطب سوى إحساس حقيقي ّ بالدونية والضعف النفسي ّ .